أرشيف

زوجة تقتل زوجهاوالامطارتكشف جريمتها

في إحدى القرى الريفية التي اكتسحها طوفان التمدن بعد الانفجار السكاني الهائل في بلادنا، حيث يقطن (م) ذو الطموحات العريضة..

كانت حالة أسرته الكادحة تجبره على مضاعفة العمل والتفكير في تحسين المستوى المعيشي، ومن دكان صغير كبر متجره وكثر زبائنه، فعمت النعمة إخوانه وأهله وشجعه ذلك النجاح على بذل المزيد من الجهد، ولما كان أكبر إخوانه فقد كان الحمل الثقيل على كاهله، لكن ابتسامة الحياة له بالرزق أجبرته على الزواج، وتم له ما أراد وكان التجار ينظرون إليه بعين الحسد ساخطين على أبنائهم كي يحذوا حذوه، وشجعته تلك النظرات على فتح متجرين آخرين، واستعان بزميله (ي) لمعاونته والمبيت معه في سكنه الجديد، وبدأ فصل جديد من التجارة الرابحة.

كانت الأقوال أكثر من توقعه، لكن ذلك لم يغيره على أسرته المحتاجة له في كل حين، وظل (ي) ذلك العامل الدءوب الأمين الذي يحصل له الحسابات كلما غابت الشمس، ومع زيادة الطلبات توجب على (م) أن يتعامل مع تجار جملة، وأن يسافر إلى أماكن بعيدة، ولم يكن يحرم زوجته من العناية والهدايا الثمينة، ورويداً رويداً بدأت التجارة تأخذه منها، لكنها كانت دائمة الاهتمام به كلما أقبل عليها أو ودعها إلى أن أطل صباح دون (م) فأبلغ عامله (ي) الأمن باختفائه في القرية مؤكداً أنه لم يسافر.

وملأت زوجة (م) المنزل بالبكاء والعويل، لكنها ما لبثت أن هدأت واستكانت حينما طمنها المعنيون بقرب عودته، ولم يتوقف البحث عنه وشكوك افتقاده مازالت تحوم في الفضاء إلى أن جاءت امرأة من نساء القرية إلى زوجها تخبره بأن زوجة (م) تغسل بطانيات مملوءة بالدم الذي باتت حمرته على سائلة الماء الجاري، وحين سألتها عن الدماء تلك أكدت بأنها دماء العادة الشهرية، لكن كثرتها لم يجعل في الذهن مكاناً للتصديق، ووصل الخبر إلى المباحث التي ألقت القبض على الزوجة المرتدية للحزن الأسود، والمتشبثة بدموعها وإنكارها، لكن محاصرتها ببعض الدلائل البسيطة جعلتها تتلعثم بعض الشيء ولم تعترف حتى تم العثور على جثة (م) مقطعة ومدفونة في مجرى ماء بعد هطول مطر، كانت الصاعقة التي تشققت بها القلوب الصلدة.. حيث أكدت أنها كانت تمارس مع عامله (ي) الفاحشة في لحظات غيابه وانشغاله بأمور الدنيا، وكانت تجد في (ي) من اللذة المعربدة ما لم تجده في زوجها، وبداية العلاقة في لحظات فراغها، وقد كان الخوف يولد المزيد من الحب الشهي، وفي غمرة لقاء قررا أن يتخلصا منه حتى يتزوجها وتخلو الحياة لكليهما، فاتفقا أن تنفذ الخطة عند نومه، وفي الوقت المحدد من هزيع الليل وبينما كان (م) يغط في نوم عميق التقى العاشقان وفي يد أحدهما قضيب من حديد، وبحقد ضربوه على رأسه لكنه لم يمت وتناوبا في ضربه على رأسه، وكلما مر الوقت ازداد العنف لاعتقادهما أنه لم يمت، وبعد أن حطما رأسه قطعاً ما أمكن تقطيعه بسرعة ثم حملاه ودفنوه في الساقية الجافة يخوف ودون إدراك للموقع الذي ستفضحهما، وعادا إلى المنزل وكأن شيئاً لم يكن بعد تخلصهم من آثار الجريمة ولم تبق إلا البطانيات والفرش المضرجات بدمائه، فأخفياها ثم أطلقت الزوجة في صبيحة أحد الأيام تغسلها في السائلة، وتم القبض على العامل (ي) وعشيقته ولم تمض إلا أسابيع على محاكمتهما ثم إعدامهما..

 

زر الذهاب إلى الأعلى