أرشيف

ثلاثة اسئلة مع عبد الهادي العزعزي ناشط في ساحة التغيير بصنعاء

1- إلام ترجع تعدد الكيانات في الساحة؟


– الحديث عن تعدد الكيانات في الساحة أمر يحتاج إلى دراسة متأنية جداً وفق عدد من المعايير المهمة.. ما هي هذه الكيانات؟ وماذا تريد؟ ما أهدافها، ومن يمولها؟ هنا سوف تجد أن لا خلاف كبير بينها، الجميع متشابه جداً، لا توجد فروق مفاهيمية. هناك شبه إجماع، عند هذه الجماعات والتكتلات، على الأهداف،وهناك نقل لاسماء قروية تم تحولها إلى تكوين، وهناك عشرات من التنسيقات والائتلافات، ولا أعرف ما أساس قيامها. لكن دعني أعطيك حكماً جزافياً، وهو أن هذا جزء أساسي من ثقافة الاستبداد، فأنت تصطدم، بشكل مخيف، بثقافة الاستبداد في كل مكان، إبتداءً من عبارة”ثورة شبابية.. لا حزبية ولا أحزاب”. وهنا تسأل: ما أدوات الدولة المدنية إذن؟ وإن كانت هناك قدرة لهؤلاء الشباب في تشكيل أحزاب، ما المانع..؟ وهناك عشرات الخلافات بين هذه التكتلات، وأغلبهم مدعومون من الأحزاب. أنا شخصياً لا اعترف بمصطلح مستقل، لكن أعترف أن هناك نشاطاً تنظيمياً، وغير منظم، وهناك من يرى نفسه بدون منهج سياسي، وهذا لا أفهمه! ما أعرفه هو أن السياسة عملية تعلمية، الرغبة فيها لا تكفي، وأنا أعتبر الأحزاب مدارس وكذلك النقابات.


– وهناك من يتوهم أن الثورة سوف تنتهي بعملية تقاسم، وعليه أن يكون موجوداً، ويجب أن يكون لديه عدد كبير من الناس، ومن الأعضاء والأفراد، هذا أمر سهل في البداية، لكن كيف يمكن الاحتفاظ بهؤلاء بدون زاد فكري، بدون تغذية فكرية؟! وهناك تمويل من السلطة ومن المنظمات الدولية.. الأمر في مصر يختلف تماماً، لكنها ثقافة الاستبداد..


2- كنت ضمن الشباب الذين التقوا بعلي محسن بعد تأييده لمطالبكم كيف وجدت الرجل؟


نعم نحن ممن قابلوا علي محسن الأحمر أنا شخصياً أعتقد أنه كان صادقاً في حديثه هو رجل كان في مصدر القرار أو ربما كان في بعض الأحيان من صناع القرارات المهمة في البلد فما الذي يريده رجل من التحالف مع ثورة شعبية حتى الآن لا يعرف لها رأس أو قيادة وتدعو إلى انتخابات حرة، سوف تفرز في المدى القريب قيادة أخرى وفق انتخابات عامة حرة؟ أعتقد أنه صادق وصاحب قرار وهو رجل يرى أن الثورة بداية حل فعلي لكل مشكلات البلد. وسواء كان الرجل صادقاً أم لا ليس من حقي البحث في النوايا.. نحن ننظر إلى الظاهر المحسوس، والشعب الآن خياراته أكبر، وقادر على أن يدافع عن حقه.


3- كنتم من اوائل الناس الذين خرجوا وتم اعتقالهم في صنعاء، وكنت ضمن اوائل الأشخاص الذين تم الأعتداء عليهم واعتقالهم في الأيام الأولى للاحتجاجات، وهناك شكاوي من سيطرة تيار معين على الساحة، إلى أي مدى يمكن أن يستمر هذا الوضع بعد الثورة؟


أولاً: ما المقصود هنا بالسيطرة؟ أنا يهمني التوصيف الدقيق للأمور من يحدد السيطرة ووهم القوة؟ ما هي معايير هذا التحديد؟ في البداية كان هناك غياب التنظيم للقوى الأخرى وأنتج هذا الغياب سيطرة على المنصة، من قبل جماعة لها توجه ديني سلفي في الأغلب، وقد قوبلت هذه السيطرة بتذمر من الساحة، لكن هذا التذمر لم يترجم إلى برنامج بديل عملي في الجانب الإعلامي، كان هناك انتقاد مرتفع الصوت، لكنه غير فعال، أدى الأمر إلى التفاوض لإعادة ضبط خطاب المنصة والتشارك في كلفة الأنشطة، لم يتعود الجميع على العمل المشترك، ولا يجيد العمل الجماعي.


أعتقد أن علينا جميعاً تعلم العمل المشترك، وهناك الآن نوع من التدرج في هذا الاتجاه، وإن كان هناك سيطرة فعلية لاتجاه معين، لكنها تخف كل يوم، وهي تكلف المسيطر الكثير من شعبيته، وتعمل على تكتل الآخرين عليه. وأعتقد أن هذا الطرف يدرك الآن كُلفة هذه السيطرة.. حتى القوة لها ثمن.


نقلاً عن صحيفة الأولى

زر الذهاب إلى الأعلى