أرشيف

ام الطفل عمر تناشد النائب العام والمنظمات الحقوقية معاقبة الفاعلين

كانت صدمة قوية لي ولزميلتي تلقيناها في الصباح الباكر فور وصولنا مستشفى الوالي حيث يرقد الطفل عمر صابر فرحان الذي سيخضع لعمليتين جراحيتين بعد اصابته بجراح عميقة وآثار تمزق جسدي بعد تعرضه للاعتداء الجنسي لكن الاكثر تأثيرا في النفوس صراخ الطفل امامنا واضعا يداه على وجهه منكسا راسه خجلا منا ومن الكاميرا مستشعرا الخزي والهوان مفضلا الموت على الحياة”الأمناء” زارت الطفل المغتصب اثناء تواجده بالمستشفى الوالي التخصصي بعدن والتقت بوالدته التي روت الحكاية في هذه السطور.


تقرير/ علي الصبيحي واضواء نجمي


شهدت منطقة فوه القديمة بالمكلا محافظة حضرموت في الشهور القليلة الماضية جريمة اهتز لها عرش الرحمن، واقشعرت لها الابدان كان ضحيتها طفل لم يتجاوز الثامنة من العمر تعرض للاعتداء الجنسي على يد وحوش بشرية اغتالت بجرمها براءة الطفولة وانتهكت حرمات الانسانية بفعلة بشعة هي من اقذر صور الارهاب المستتر في الضمير والبادي في الجوارح، ارهاب دمر حياة طفل قاصر وانتهك شرف اسرة ستقضي بقية ايامها حبيسة الحرقة والالم على ولدها المحطم وعلى ماء وجهه الذي اريق.


كأن زلزالا خفيفا اصاب شفتيهما وهي تحاول ان تروي لنا تفاصيل الحادثة بعد ان انهارت الدموع على خديها وشرعت تجهش بالبكاء بأزيز الحرقة والالم على حال ولدها وهي تتمنى الموت الف مرة بدلا من الحاق العار بولدها الذي يعاني حالة نفسية وصحية حرجة بسبب شهادتها امام النيابة في قضية مقتل احد شباب الثورة على يد رجال الامن في احدى التظاهرات في المكلا، ولان ام الطفل ادلت بشهادتها لتريح ضميرها امام الله بدأت تتلقى تهديدات بالقتل من ارقام مجهولة، ولما لم تفلح محاولة قتلها كان الضحية ولدها المغتصب.


افادت والدة الطفل عمر انها تقدمت بشكوى الى المأمور بشأن اغتصاب ولدها وقالت :”لم يتجاوب المأمور مع شكواي بل امر بفصلي من العمل، وبعدها سخر الله لي اهل الخير واوكلوا القضية الى محامي للترافع فيها والقضية الان في النيابة بعد ان تم حبس الشخص الذي اخذ ولدي يومها”.


واضافت :”بعد تدهور حالة ولدي يومها تم اسعافه الى عدن لاستكمال العلاج في مستوصف الوالي واليوم ستجرى له عمليات جراحية ونحن لا نملك المال وكل ما لدينا من اهل الخير هو 45 الف ريال سددنا بها فاتورة الاقامة والعلاج الذي يسبق اجراء العملية”.


قالت سمية مبارك يسلم باعوبلي والدة الطفل المغتصب :”خرجت الى العمل في الصباح وفي الطريق تعرضت لأطلاق نار كثيف ولكن الله نجاني وعند عودتي من العمل الى البيت اخبرني شباب الحي انه احد عمال البلدية ومعه مجموعة افراد اخذوا ابني من الشارع وبدأت اصرخ وابحث عن ابني وفي المساء وجدناه مرميا على الارض امام المنصة في حالة مزرية وهو ينزف واخذناه الى مستشفى ابن سيناء وتم الكشف عليه وتبين انه تعرض لاعتداء جنسي بطريقة وحشية وابقيناه في المستشفى وعندما لم استطع دفع تكاليف العلاج فأخرجته ودفع اهل الخير قيمة فواتير العلاج.


المحرر :هذه المادة أعدها الزميلان علي الصبيحي وأضواء نجمي في اليوم الذي كان مقرراً إجراء العملية له في عدن إلا أن الأطباء نصحوا بنقله إلى صنعاء لاستكمال العلاج، ومساء السبت الماضي توفي عمر وهو في الطريق إلى صنعاء .. إنا لله وإنا إليه راجعون

زر الذهاب إلى الأعلى