استئناف المواجهات في اليمن رغم الهدنة يهدد الجهود الدبلوماسية
أ ف ب : تهدد المواجهات العنيفة التي اندلعت اليوم “الأربعاء” في وسط صنعاء، رغم الهدنة التي أعلنت الثلاثاء، الجهود الدبلوماسية التي تحاول إنهاء الأزمة التي تعصف باليمن منذ ثمانية أشهر، مع حركة الاحتجاجات الواسعة التي تطالب بإنهاء حكم الرئيس علي عبد الله صالح.
وبعد ليلة هادئة نسبيا، اندلعت مواجهات في أحد أحياء وسط صنعاء، ودارت الاشتباكات التي استخدمت فيها المدفعية وترافقت مع انفجار قذائف، في شارع قرب منزل نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي، كما أوضح سكان.
وأضافوا أن حدة القصف سرعان ما اشتدت في حي العشرين وسقطت قذائف على مبان كان يختبىء فيها قناصة.
وقال أحد سكان الحي “لا احد يستطيع الخروج لإسعاف المصابين بسبب شدة القصف” مؤكدا أن العسكريين والمسلحين فقط يجوبون الشوارع حيث وقعت المواجهات.
ومع استئناف الاشتباكات، لزم السكان منازلهم في حين اغلقت المصارف والمتاجر أبوابها.
وفي الفترة الصباحية، كان يسود العاصمة هدوء حذر حيث كانت قوات الامن والجيش تنتشر مع ذلك بكثافة خصوصا في الاحياء التي دارت فيها معارك في الايام الاخيرة.
وأبدى عدد من السكان شكوكا حيال الهدنة، وقال عبد الحميد (32 عاما) وهو فني إن “الوضع ما يزال متوترا فالمواجهات قد تندلع في اي لحظة”.
وأعلنت لجنة تنظيم الثورة أنه سيتم تشييع ضحايا القمع خلال الأيام الثلاثة الماضية بعد الظهر في ساحة التغيير مركز الحركة الاحتجاجية في صنعاء.
وكان وقف لإطلاق النار بدأ الثلاثاء بعد معارك استمرت ثلاثة ايام واسفرت عن 76 قتيلا، كما افاد شهود.
وبعد ظهر الثلاثاء، تبادل الطرفان الاتهامات بعدم احترام وقف اطلاق النار، الذي بدأ بمساع من نائب الرئيس الذي يتولى بالوكالة مهام رئيس الدولة الذي يعالج منذ ثلاثة أشهر في السعودية من إصابته في الثالث من يونيو في هجوم على قصره في صنعاء.
ومن المفترض أن يشجع وقف إطلاق النار الجهود الدبلوماسية التي بداتها الامم المتحدة والدول الخليجية من أجل فترة انتقالية في اليمن.
ووضعت دول الخليج، القلقة من استمرار الأزمة في اليمن منذ يناير، خطة تتضمن مشاركة المعارضة في حكومة مصالحة وطنية مقابل تخلي الرئيس عن الحكم لصالح نائبه على أن يستقيل بعد شهر من ذلك مقابل منحه حصانة وتنظيم انتخابات رئاسية خلال مدة شهرين.
ومن المقرر بحسب مصادر دبلوماسية أن يلتقي نائب الرئيس الأربعاء مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، الموجودين منذ الاثنين في صنعاء في محاولة لتسريع التوصل إلى تسوية للأزمة في اليمن.
لكن اندلاع المواجهات قرب منزل نائب الرئيس قد يمنع اللقاءات، وفقا للمصادر ذاتها التي تؤكد أن المعارضة لم تلتق الثلاثاء مبعوث الأمم المتحدة والزياني.
ويواجه الرئيس صالح الذي يحكم منذ 33 عاما، انتفاضة شعبية غير مسبوقة منذ يناير اسفر قمعها عن مئات القتلى، وكان فوض نائبه التفاوض مع المعارضة وتوقيع اتفاقية نقل السلطة طبقا لنص المبادرة الخليجية.
وكانت واشنطن اكدت انها تدعم “انتقالا سلميا ومنظما (…) ولا تزال تأمل في اتفاق يؤدي إلى توقيع مبادرة مجلس التعاون الخليجي خلال أسبوع”.