كرة قدم تفقد أحمد ذاكرته
الطفل اليتيم أحمد عبد الرحمن المقطري “12” من سكان حي الحوبان يدرس في مدرسة الخير الحكومية – في الصف السادس- قبل أسبوع غادر أحمد منزله على أمل اللقاء بأصدقائه واللهو معهم في حديقة الحوبان.. كانت النزهة مخصصة “لمبارة كرة القدم”.
مرت الساعات وبدأ الأطفال يتوافدون إلى الملعب الصغير المجاور لمشروع تحت التنفيذ.. قسموا الأدوار فيما بينهم.. أطلق الحكم صفارة البداية وبدأت الكرة تتدحرج بين الأقدام.
مرت الدقائق الأولى من المبارة والأطفال يضحكون ويمرحون، وفي لحظة تدحرجت الكرة من بين الأطفال لتستقر في أحدى المستنقعات المائية.. ركض أحمد بعد الكرة ليعيدها، ولم يكن يعرف أن عمود الكهرباء المجاور للمستنقع يسرب تياراً كهربائياً، وبمجرد ملامسته للماء صعق فوقع مغشيا عليه.
محمود “الأخ الأكبر لـأحمد” كان أحد الحاضرين لم يتردد من انقاذ أخيه.. حاول سحبه من الماء فوقع بجواره الأمر الذي دفع صديقهما يعقوب إلى إرتداء مادة قماشية عازلة لتخليصهما من الكهرباء وقد نجح في ذلك.
في الحال أسعف أحمد إلى أحد المستشفيات القريبة – بواسطة حارس الحديقة- وهو بين الحياة والموت، استمر أحمد اسبوعا في غرفة الانعاش ولا يزال حتى كتابة الخبر بحاجة لعلاج مستمر لمدة أشهر كون الصدمة سببت له شحنات كهربائية داخل الدماغ أدت إلى فقدان جزء من الذاكرة.
المستقلة زارت الطفل أحمد في المستشفى وقد تحدثت أم أحمد عمَّا وقع فقالت: كدت أموت عندما سمعت الخبر .. أنا أصلا تعبانة وعائشة على كلية واحدة .. لم أتحمل وقع الخبر .. شوف يداتي كيفهم زرق من الفجعة.. ثم شكرت جيرانها على موقفهم النبيل وتحملهم خسائر المستشفى ومتابعتهم للقضية لدى الجهات المختصة.