أرشيف

‘الإخوان’ يحاولون إعادة صياغة علاقتهم بالنظام السعودي

قيادي سابق في إخوان السعودية يفضح أسراراً مهمة في عمل التنظيم فيما يسعى الإخوان إلى مصالحة آل سعود بوساطة أحد ابناء الملك فيصل.
الرياض ـ يحاول الإخوان المسلمون في السعودية استغلال الربيع العربي لإعادة صياغة علاقتهم بالنظام الحاكم في البلاد.

 


ويبدو أن قرب الإخوان من جناح في العائلة الحاكمة السعودية سهل عليهم توظيف مركز الملك فيصل للبحوث الاسلامية وتنظيم لقاءات بين شخصيات اخوانية ومراكز قوى سعودية بهدف إزالة الغيوم التي تعكر صفو العلاقة بين الطرفين.

 


ويرى مراقبون في تلك التحركات امتداداً لتحركات أفرع “الجماعة” لاعادة صياغة علاقتها مع الأنظمة الوليدة في تونس وليبيا ومصر بعد الثورات.
وتشير مصادر “ميدل ايست أونلاين” إلى أن السعوديين اشترطوا في هذه اللقاءات على الإخوان قطع علاقتهم مع إيران من أجل علاقة صحية بينهم وبين المملكة التي عانت كثيراً من تدخلاتهم وقلاقلهم فيها. كما طلب السعوديون من الاخوان الامتناع عن العمل داخل المملكة.

 


ويبدو ان الطلب الاول يصطدم بتشتت الخطاب الإخواني على الساحة العربية في ظل زيارة اسماعيل هنيه لايران واعلان ولائه لطهران، مما سبب للإخوان صداعاً سياسياً قوياً في الرياض.

 


كما أثارت دعوة الشيخ ناصر العمر المحسوب على الإخوان للخطابة في مسجد الامام محمد بن عبد الوهاب في قطر الامتعاض في السعودية.
ورأى السعوديون في تلك الخطوة محاولة من الإخوان التحايل على تحذيراتهم الرسمية لشخصيات إخوانية على رأسها الشيخ سلمان العودة من العمل على تحشيد الجماهير لصالح الربيع العربي.

 


كما ربطوا ذلك بمحاولة الإخوان استغلال قضية حمزة كاشغري الصحفي المتهم بالإساءة إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم للترويج لأنفسهم كقطب متسامح على الساحة السعودية، لكن موقفهم ارتد عليهم بوابل من الاتهامات بالتخاذل في قضية حساسة في التيار الاسلامي وتخلي عن نصرة الرسول.

 


وفي الوقت الذي تدور فيه هذه الاتصالات التي يقودها أحد أبناء الملك فيصل واعلامي سعودي مقرب للإخوان كشف قيادي سابق في حركة الإخوان المسلمين في السعودية خفايا الحركة وكيفية عملها في البلاد.

 


واثارت تغريدات د.سلامة العتيبي صدى واسعاً على الساحة السياسية السعودية، وموجة من الاسئلة حول طريقة عمل الحركة وعلاقتها بالنظام ومعارضتها له.

 


ويقول د.العتيبي في تغريداته على موقع تويتر ان خطة الإخوان المسلمين لتولي الأمور كانت تولي التعليم ثم القضاء ثم العسكرية، وكانت هذه توجهات التنظيم حيث عملوا على حث انصارهم على اختراق التعليم. وكانوا حريصين على كلية الهندسة والطب في الجامعات، فكان الطلاب يوجهون إليها بكثرة حتى عام 1408هـ (1987م)، بعدها توجهوا إلى العلوم الإدارية والقانون.

 


واضاف العتيبي ان الإخوان المسلمين كانوا يحرمون الموسيقى ثم تغاضوا عن ذلك التحريم لتوسيع رقعة المنتسبين إلى الحركة.


واشار الى انه من دخل كلية الهندسة آنذاك خيل إليه أنه في كلية الشريعة لكثرة الترويج للطروحات والنشاطات الاخوانية.


وكان النشاط اللاصفّي محصوراً في المراكز الصيفية والأسر والمكتبات، وارتباطها واحدا وقيادتها في كل حي واحدة.


وبين القيادي الاخواني السابق د.سلامه العتيبي ان تخصصات أكثر قياديي المكتبات التي يتم تجنيد الاعضاء فيها كانت الرياضيات واللغة الإنكليزية مع الحرص على تعليمهم بعضاً من العلم الشرعي لطمأنة أولياء أمور الطلبة على صحة توجهات أبنائهم.


وبين العتيبي ان علاقة الإخوان المسلمين بالتنظيم العالمي كان يتولاها إخوان الحجاز، أما إخوان المنطقة الوسطى فلم تكن لهم علاقة به إلا قلة منهم.
وتابع العتيبي تغريداته كاشفاً تفاصيل استقطابه للتنظيم واستقباله وتدريبه ودرجات السرية التي عرفها في الجماعة.


وقال العتيبي “تقدمت الى المعهد فاستقبلني معلمان للمقابلة، فانهالا عليَّ بأسئلة ليس فيها سؤال علمي، وإنما عن أحوالي الاجتماعي والاقتصادية، فأخبرتهم عن كل شيء طلبوه مني، فمدحوني ودعوا لي، وأبلغوني بقبولي”.


وأضاف “بعدها بأكثر من شهر بدأت الدراسة، فاستقبلني أحدهما وهو المعلم سلمان المغيرة، وضم إلي طلاباً آخرين ثم ضمنا إلى طلاب قدامى، وطلب من القدامى أن يعلمونا النظام”.


واستطرد “وفي اليوم الثالث من بدء الدراسة لم أشعر إلا وهذا المعلم يخبرني بأنهم عازمون على زيارتي في المنزل، ففرحت بهم وأبلغت والدي ففرح، وزاروني بعد المغرب واستقبلهم الوالد بالترحيب”.

 


ويتابع العتيبي قصته مع تنظيم الاخوان المسلمين “بعد هذا خلا المعلم بوالدي وذهبا سوياً للصلاة، ثم بعد الصلاة دعاني والدي وقال: هو بمنزلة الوالد لك، وأثنى عليهم. ثم قمنا بزيارة الطلاب الجدد مثلي، وكان يؤكد علينا عدم إخبار أحد من زملائنا بهذه الزيارة، ويزعم أنه يمتحن أمانتنا. وبعد إتمام الزيارات اصطفى منا مجموعة واستبعد الباقين وصار يحذرنا منهم ويكيل لهم الشتم عندنا بسبب عدم حفظهم للسر، ويحذرنا بأن من لا يحفظ السر لا يصلح أن يصاحبنا. ثم طفق يحذرنا منهم ويكيل لهم الشتم عندنا بسبب عدم حفظهم للسر، ويحذرنا بأن من لا يحفظ السر لا يصلح أن يصاحبنا”.

 


ويضيف “بقي هذا المعلم مشرفاً علينا نحن المجموعة حتى انتهينا من المتوسطة وبدأنا في الثانوية وبدأ معنا معلم آخر فيه نوع شدة وتدريب على الشدائد، ثم تم ربطنا بمكتبة الإمام عاصم، وبدأ هذا المعلم بتلميع خالد الحميضي ومحمد الشعلان وكانا منشدين وإمامين يقصدهما الناس للصلاة خلفهما، والأخير لم يكن إخوانياً تنظيمياً وإنما كان مستقلاً، كما تم ربطنا علمياً بالشيخ خلف المطلق وزينوا صورته عندنا أيما تزيين، ولم يكن إخوانياً وإنما كان داعماً للتبليغ. وفي المكتبة بدأ التشكيل والنظام، فكنا مع القائم على المكتبة علي السويش ولا نعلم بمن فوقه، وكان الذي فوقه عبدالعزيز التركي، وهذا علمت به فيما بعد، وكنت أتعجب من النظام الموحد في المكتبات حتى في الوجبات والأطعمة”.

 


ويشرح العتيبي طبيعة التنظيم الاخواني السعودي قائلاً “كان النظام يقوم على الاتفاق في الكتب التي توزع حيث كانت معالم في الطريق والإسلام بين جهل أبنائه وعجز علمائه وماذا يعني انتمائي للإسلام والإسلام في قفص الاتهام والسيرة النبوية لمصطفى السباعي”.
ويضيف إن أعضاء التنظيم كانوا متفقين على الترويج لتسجيلات صوتية لـ”أحمد القطان وكشك والجعوان وأحمد السناني وخالد الحميضي ومحمد الشعلان وإبراهيم الكليب”.

 


كما أنهم كانوا “متفقين على تنظيم الرحلات إلى المصانع الحربية، المفتي العام إبراهيم رئيس الهيئات سابقاً، ومصنع البيبسي، ومرتفعات عسير”.
وكشف العتيبي عن تحذير كوادر التنظيم من “الاتصال بالعلماء ودروسهم على قدم وساق” وأن القادة كانوا يخوفونهم من ذلك قائلين “كم من شخص ترك الشباب وذهب للمشايخ ولم يفهم ما يقولونه ثم انتكس. وإذا وجدوا إصراراً على طلب العلم حذروا الوالد من مغبة فعل ابنه، وإن لم يستجب هجروه وأقصوه وحذروا منه. أو وجهوهم إلى بعض من يثقون منهم كالشيخ ابن جبرين والغيث. وكانت كل مجموعة مكتبات يقوم عليهم شخص مرتبط بمن فوقه”.

 


وتابع العتيبي “مضيت معهم على هذا الطريق، وكانوا يعظمونني لمكانتي الاجتماعية ولما علموا عني من محبة التصدر (وهي خصلة مرشحة عندهم) وفي كل مرة يسندون لي عملاً من الأعمال ورئاسة مجموعة من المجموعات، حتى خيل لي بأني سأكون رئيساً للمكتبة يوما ما، ثم حصل ما تخيلته حينما دعاني رئيس المكتبة وأثنى علي وأبلغني بأنه سيترك المكتبة لأتولى قيادتها وقيادة الشباب فيها، وطلب مني الاتصال به في كل ما ينوبني، ولم أكن أشعر أنه ترقى هو في التنظيم، وصار مسؤولاً عن عدد من المكتبات بما فيها مكتبتنا هذه. وكان هذا وأنا في الأيام الأخيرة من الثانوية. وكانت الجامعة آنذاك حريصة على تعريفنا بشيوخ جماعة الإخوان المسلمين في الخارج، التقينا بعبدالمجيد الزنداني”.

 

المصدر : ميدل أيست اونلاين

 

زر الذهاب إلى الأعلى