أبين.. الجيش يحاصر زنجبار وجعار والطائرات الحربية تلقي منشورات على مديريات المحافظة
يمنات – متابعات – أنس القباطي
تواصل قوات الجيش حصارها لمدينتي زنجبار وجعار التابعتين لمحافظة أبين الجنوبية، واللتان يسيطر عليهما متشددين إسلاميين على صلة بتنظيم القاعدة.
ويواصل الجيش تقدمه باتجاه مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين منذ يوم أمس، بعد أن شن هجوما على المدينة من عدة محاور، تمهيدا لاستعادة المدينة ومدينة جعار القريبة منها.
وكان وزير الدفاع في حكومة الوفاق الوطني قد وصل عدن الأسبوع الماضي، بهدف قيادة المعركة ضد تنظيم القاعدة في محافظة أبين.
ويشارك الطيران الحربي إلى جانب القوات البرية في معارك استعادة زنجبار وجعار، كما تنفذ طائرات بدون طيار التابعة لسلاح الجو الأمريكي غارات مباغتة على مقاتلي أنصار الشريعة.
وتشير بعض المصادر أن الجيش حقق تقدما باتجاه مدينة زنجبار، حيث بسط سيطرته على حصن شداد، الذي يبعد بحوالي "3" كم شرق مدينة زنجبار، فيما تقدم كيلو متر واحد غرب المدينة، وفرض سيطرة كاملة على جسر زنجبار.
وفيما لا زالت الإحصائيات متضاربة حول خسائر الطرفين، تشير مصادر أن "16" شخصا قتلوا في مدينة زنجبار خلال اليومين الماضيين، بينهم ستة عسكريون أحدهم برتبة عقيد، وستة آخرين من مسلحي أنصار الشريعة، وقتل ثلاثة أخرون منهم يوم أمس في مدينة جعار بغارة جوية.
وتحدثت ذات المصادر عن إصابة "18" شخصا خلال المعارك التي دارت حول مدينة زنجبار منذ يومين.
وقتل يوم أمس السبت "12" من عناصر أنصار الشريعة، إثر هجمات نفذتها طائرات أمريكية بدون طيار على عربات كان يستقلها قياديون في أنصار الشريعة.
ويسيطر أنصار الشريعة على أجزاء من محافظتي أبين وشبوة من أواخر مايو من العام الفائت، ويرتبط أنصار الشريعة بتنظيم القاعدة ويعد فرعه في اليمن.
إلى ذلك ألقت طائرات حربية مساء أمس السبت منشورات ورقية كثيفة على مديريات محافظة أبين تقدر بعشرات الآلاف من المنشورات، كتطور نوعي جديد في حرب الجيش ضد القاعدة منذ عام.
وأفاد سكان محليون أن طائرات حربية حامت في سماء عدد من مديريات أبين قبل أن تلقي المنشورات.
وحملت المنشورات نداء موجهة من السلطة المحلية بمحافظة أبين وقيادة المنطقة العسكرية الجنوبية إلى أبناء محافظة أبين، للوقوف إلى جانب الجيش لتطهير محافظتهم من عناصر القاعدة.
وجاء في المنشورات :
نداء عاجل يا أبناء أبين الأحرار
يا من يشهد لكم التاريخ الوطني المجيد بالثورية الملتهبة والبسالة الكفاحية التي سطرتم بها أمجادكم النضالية المشرفة في كل منعطف من منعطفات الثورة الخالدة، وكنتم على الدوام سندها ومددها الذي لا ينضب..
ها انتم اليوم أمام امتحان نضالي وطني جديد فرضته على وطننا الحبيب وعلى شعبنا المؤمن الأمن في دياره وأرضه الطيبة عصابات الإرهاب والتدمير العملية الممولة من قوى الشر والعدوان الدولية .
والمسنودة أيضا بعناصر عملية خائنة باعت نفسها للشيطان الرجيم بثمن بخس تترفع عنه الذوات الأبية والهامات الشريفة السامقة.
وبات على كل وطني حر شريف الاحتكام إلى ضميره الوطني والإنساني النبيل لمواجهة هذا الإجرام الوحشي اللعين، الذي مارس ويمارس القتل البشع والإبادة الجماعية والتدمير الحاقد لكل ما هو جميل في أبين وفي الأماكن الأخرى التي تسلل إليها مستغلا ظروفا أمنية سانحة، واخذ يعمل حقده الدفين ذبحا وصلبا وتعزيرا تحت مبرر “نصرة الشريعة ” وهو في الواقع ألد أعدائها والناخر الوحيد في مبادئها السامية.
أيها الإخوة والأبناء الميامين في محافظة أبين
لقد قدمتم التضحيات الغالية والجسيمة منذ أن وطئت هذه الجماعات بأقدامها النجسة ارض أبين الطاهر.. ولقد عاش شعبكم اليمني بجيشه وأمنه يشارككم آلامكم ويشاطركم أحزان محنتكم طوال الشهور الماضية..
ولقد حانت ساعة البذل والتضحية من كافة أبناء الوطن الحبيب فهذه قواتكم المسلحة والأمن الباسلة، أعدت عدتها لخوض معركة وطنية تاريخية حاسمة، تجتث فيها شأفة الإرهاب من جذوره، وتريح الوطن والشعب من شروره، فكونوا مستعدين كما هو عهد أبناء شعبكم بكم، فانبذوا الإرهابيين وقاطعوهم ولا تتعاملوا معهم وابتعدوا عن أماكن تواجدهم ومخابئهم واتركوهم ليوجهوا مصيرهم الذي قادتهم إليه شرور أفعالهم .
وابلغوا عنهم وحدات القوات المسلحة والأمن القريبة.. وشاركوهم انتم في محو وجودهم وإزالة أثارهم، ولتكن نهايتهم على أيديكم وأيدي أبناء شعبكم الصناديد، وإنها لمعركة لا هوادة فيها، حتى يبادوا أو يتوبوا إلى رشدهم ويكفوا عن عدوانيهم الحاقدة.
قال تعالى :(قاتلوهم ليعذبهم الله بأيديكم ويخزيهم وينصركم عليهم ويشفي صدور قوم مؤمنين) الآية 14 التوبة.
السلطة المحلية بمحافظة أبين وقيادة المنطقة العسكرية الجنوبية 2012 م .