مصدر رئاسي: هناك قرارات عسكرية ومدنية جاهزة ستعلن قريبا

ألقى رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، خطابا شديد اللهجة، توعد فيه بالوقوف "بحزم وقوة" أمام كل من يحاول عرقلة عملية نقل السلطة في البلاد..
وقال مصدر مطلع لـ"الشارع": أن هادي زار امس مبنى دار الرئاسة، الذي لم يدخله منذ فترة، وعقد فيه اجتماعا خاصا استثنائيا مع اللجنة العسكرية الأمنية العليا لتحقيق الامن والاستقرار، وكبار القادة العسكريين الأمنيين، المرتبطة مسئولياتهم في هذا الجانب، ثم غادره إلى منزله.
واكد لـ"الشارع" مصدر رئاسي وثيق أن هناك قرارات عسكرية ومدنية جاهزة، ستعلن قريبا، وستحدث عملية تغيير واسعة.
وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن "القرارات جاهزة لإعلانها، وقد اتخذت بالفعل على ضوء ما حدث في وزارتي الداخلية والدفاع، وهي تهدف إلى الدفع بتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، بشأن عملية نقل السلطة، دون تلكؤ أو عراقيل".
وللمرة الأولى يفصح الرئيس هادي عن احدى خطط هيكلة الجيش، عبر توحيده في ثلاث قوات فقط، هي القوات البرية والقوات الجوية والقوات البحرية، وإلغاء بقية التكوينات العسكرية الآخرى، بما فيها الفرقة الأولى مدرع والحرس الجمهوري، وإعادة ادماجها في التقسيمات الثلاثة.
وفي كلمته دعا هادي "الجهات المسئولة للعمل من أجل توحيد الزي العسكري والأمني على أساس المفاهيم السائدة والسالكة والمعروفة للقوات في الأفرع الثلاثة القوات البرية والقوات الجوية والقوات البحرية، دون الخروج عن هذا الإطار الثابت والمحدد".
وقال هادي في كلمته التي ألقاها في الاجتماع: "صحيح أننا كنا نتجاهل ونتغاضى عن بعض التجاوزات الصغيرة، ولكننا اليوم نؤكد على أننا سنقف بحزم وقوة، امام كل من يتجاهل المسئولية الوطنية الملقاة على عاتقه، وسوف لن نسمح بعد اليوم بأي تجاوزات لمقررات ومفاهيم المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية المزمنة، وقرار مجلس الأمن الدولي 2014، خصوصا وأن الجميع يعرف أن هذه التسوية مدعومة على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، وقرارات مجلس الامن الأخيرة واضحة، وهي المخرج المشرف لكل الأطراف، وتصب في مصلحة أمن واستقرار ووحدة اليمن".
وأشار هادي إلى أن "الامين العام للأمم المتحدة قد وجه بفتح مكتب امين عام مساعد للأمم المتحدة لليمن، وكذلك مكتب أخر لدول مجلس التعاون الخليجي، وهي تهدف في الأساس والمقام الأول إلى متابعة سير تنفيذ العملية السياسية، المرتكزة على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية المزمنة على أرض الواقع، وهو مسألة لابد منها بإرادة المجتمع الدولي الذي رأى أنه لا سماح بانزلاق اليمن إلى اتون حرب أهلية، من أجل مصلحة اليمن والمجتمع الدولي كله، وذلك لحساسية الموقع الجغرافي المهم لليمن".
وأكد رئيس الجمهورية "العزم القوي تجاه عملية المضي إلى الأمام في ترجمة المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة، مهما كانت الصعوبات والمعوقات.
وأضاف: "إن القوات المسلحة والأمن تجسد معاني ومفاهيم الوحدة الوطنية، وهي قادرة على تنفيذ واجباتها على أكمل وجه وبما يخدم أمن واستقرار اليمن".
وفي كلمته تحدث الرئيس عن جملة من القضايا والموضوعات المتصلة بنشاطات الأداء، على مستوى الدولة والحكومة من مختلف الجوانب، خصوصا الجوانب الأمنية بصورة شاملة، مستعرضا القرارات والمعالجات والتوجيهات، التي تم اتخاذها في سبيل اليقظة والاحتراز والحيلولة دون تكرار ما حدث في وزارة الداخلية ووزارة الدفاع.
وأكد أن تلك المخالفات والتجاوزات الخطيرة سوف يتم محاسبة مرتكبيها بصورة قانونية ورادعة.
وأكد هادي على أهمية "مكافحة مرتكبي الاعتداء على البنى التحتية، مثل أنابيب الغاز والنفط، وتمديدات التوليد الكهربائي، بمختلف الاساليب، حتى يتم مثولهم أمام القانون والنظام، وينالوا جزاء ما أرتكبوه".
وطبقا لوكالة "سبأ" فقد "نوه الرئيس بأن العمل من أجل تكريس الأمن في داخل الوطن مهمة جدا، ولا بد أن يتحمل كل مسئول مسئولياته بصورة كاملة دون انتقاص، فالمحافظ هو رئيس اللجنة الأمنية في المحافظة وبالتالي هو مسئول عن قضية الأمن واستتبابه في مناطق ومديريات محافظته".
وشدد هادي على أهمية أن يستشعر الجميع أن مكافحة الإرهاب، خصوصا تنظيم القاعدة الارهابي هي مسئولية المجتمع كله، الكبير والصغير والمرأة والرجل، وتكاتف الجهود من أجل دحر الظاهرة الارهابية وهزيمتها أمر لابد منه، بالتعاون الكامل مع الجيش والأمن.
وأشار إلى ما تحقق في هذا الجانب خلال الاشهر الماضية من نجاحات كبيرة في طريق هزيمة الارهاب في اليمن.
وفي ختام حديثه أعرب هادي عن ثقته في أن يقدم الجميع كل من موقع مسئوليته الجهد الوطني المطلوب والصادق بعيدا عن المواربة أو التراجع إلى الوراء، مؤكدا أن عجلة التاريخ دائما تمضي إلى الأمام ولا تعود للوراء، "وعلى الجميع الادراك بأن اليمن ماض صوب الخروج من ازمته وظروفه الراهنة إلى آفاق السلام والأمن والآمان والتطور والنماء".
واستمع رئيس الجمهورية إلى عدد من الآراء والمقترحات والتصورات التي تصب في مفهوم تكريس الأمن والاستقرار وبناء الاستراتيجية الوطنية الخاصة بهذا الاتجاه.
المصدر: صحيفة الشارع 26/08/2012