أرشيف

توتال الفرنسية تخوض مهمة كسب ود القبائل اليمنية 

تبدو شركة توتال الفرنسية، وهي اكبر مستثمر أجنبي في اليمن، في مهمة جديدة الآن ، فهي تسعى الى تحسين صورتها لدى القبائل المحلية ، وهو ما يراه مديرها العام أمر حيوي لاسيما وإنها تستعد لافتتاح أول مصنع للغاز الطبيعي المسال في هذا البلد.

وقال مارتان دوفونتان الذي يشغل منصبي المدير العالم لشركة توتال للانتاج والتنقيب في اليمن المملوكة بالكامل من قبل توتال والممثل الخاص للمجموعة الفرنسية في اليمن، "اخصص ثلث وقتي" لهذه المهمة.

واليمن، البلد النفطي الصغير الذي لا ينتمي الى منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك)، سيدخل قريبا نادي الدول المصدرة للغاز الطبيعي المسال بفضل معمل التسييل الذي سيفتتح قريبا في بلحاف، في محافظة شبوة على السواحل الجنوبية لليمن.

وقام ببناء المعمل الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال التي تمثل توتال المساهم الرئيسي فيها (39,62%)، وسيقوم المعمل بستييل الغاز الطبيعي الذي سيتم ضخه من منطقة مارب، على مسافة حوالى 350 كلم شمال غرب بلحاف.

وقال المتحدث باسم الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال عصام الغرباني لوكالة فرانس برس ان احتفالا صغيرا سيقام "حوالى الثامن عشر من حزيران/يونيو" لاطلاق عمليات التسييل.

الا ان اللحظة الاهم بالنسبة لهذا المشروع هي انطلاق اول ناقلة محملة بالغاز المسال الى كوريا الجنوبية، وهو حدث يتوقع ان يتم في نهاية اب/اغسطس، اي مع تاخير شهرين مقارنة بالجدول الزمني الاساسي.

وفي هذه المناطق التي تتفوق فيها سيطرة القبائل على سيطرة الحكومة المركزية، يبدو الانتاج غير ممكن من دون حصول السكان المحليين على بعض العائدات المالية.

وقال دوفونتان لوكالة فرانس برس "نسعى للحصول على قبول" السكان، الامر الذي يضعه في صلب اهداف نشاطات توتال "للتنمية المستدامة" في اليمن.

وتخصص شركة توتال للتنقيب والانتاج في اليمن مليوني دولار سنويا لهذا الهدف، لاسيما في مجال القروض الصغيرة والتربية.

وتقوم الشركة التابعة للمجموعة الفرنسية بتمويل مشروع كهربائي بمئتي مليون دولار بشكل كامل، وهو مشروع يقضي بإنشاء محطة كهربائية يغذيها الغاز المصاحب الذي يتم استخراجه من حقلين نفطيين تستثمرها الشركة، ما سيسمح بتوفير الكلفة الكبيرة للمازوت والتي تعد مشكلة اقتصادية مهمة في اليمن.

اما الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال فميزانيتها للتنمية المستدامة اكبر وهي بحدود 26 مليون دولار للفترة الممتدة بين 2008 و2012، وتخصص هذه المبالغ بشكل اساسي للمناطق التي يعبر فيها الانبوب الذي يضخ فيه الغاز الى بلحاف، وايضا للمناطق المحيطة بالمعمل.

ويؤكد دوفونتان ان هذه الاستثمارات تاتي بنتائج مرضية ويقول "نحن نحظى برضى" سكان المنطقة.

ويجزم دوفونتين ان الهجوم الذي استهدف في اذار/مارس 2008 انبوبا نفطيا تابعا لشركة توتال للتنقيب والانتاج في اليمن والذي تبناه تنظيم القاعدة، "لا يمكن ان يكون من فعل اهالي المنطقة، لانهم آخر من قد يضمر لنا الاذى".

وكلفة مشروع بلحاف لوحده (اربعة مليارات دولار) يجعل من توتال اكبر مستثمر اجنبي في تاريخ اليمن.

وعلى الصعيد النفطي، تنشط توتال في مشروعين انتجا في 2008 ما معدله 86 الف برميل يوميا، اي حوالى 30% من الانتاج النفطي اليمني.

وما انفك انتاج الخام يتضاءل في اليمن وتعتقد السلطات ان الاحتياطات ستنفد بحدود العام 2020.

الا ان دوفونتان يبدو اكثر تفاءلا من السلطات.

وقال "نكتشف احتياطات جديدة كل سنة" مشيرا الى رقم عشرين مليون برميل سنويا.

ويعتقد دوفونتان انه "ما زال هناك مليارات البراميل التي يجب اكتشافها".

وبالرغم من تراجع مستويات الاسعار في 2008 وبالرغم من كون الانتاج في اليمن لا يمثل الا قسما صغيرا من انتاج توتال اليومي من الخام (2,3 الى 2,5 مليون برميل يوميا خمسها في الشرق الاوسط)، الا ان المجموعة تفكر في استثمار "اكثر من مليار دولارا في السنتين او السنوات الثلاث المقبلة في اليمن".

لكن يبدو ان الاسعار سلكت طريق الصعود اذا باتت فوق مستوى 70 دولار للبرميل .

زر الذهاب إلى الأعلى