أخبار وتقارير

انفصاليو اليمن يضعون شروطا على الحوار الوطني

 

يمنات – متابعات

 

 

اتهم المعارض اليمني عبد الرحمن على الجفري أمس، الأمم المتحدة بتجاهل حل القضية الجنوبية، واتهم سفراء الدول الأوربية والسفير الأميركي في صنعاء بتجاهل مطالب الجنوبيين في الاستقلال عن الشمال.

وقال الجفري، وهو رئيس حزب رابطة أبناء اليمن "رأي" في بيان، إن "جمال بن عمر، نائب الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن، وصاحب المجهودات الكبيرة والمشكورة، قد ذهب إلى كل مكان في الداخل والخارج وتجاهل حتى الآن الجنوب".

وحول مشاركة الجنوب في الحوار الوطني الذي نصّت عليه المبادرة الخليجية بين الأطراف السياسية في اليمن، قال الجفري إنه "مع إيماننا أن الحوار نهج حضاري، إلا أن أي حوار غامض الأفق ومفروض حول القضية الجنوبية سيكون مرفوضا من شعبنا"، مشترطا أن يُقدِّم الرعاة الدوليون لهذا الحوار إيضاحات حول الاستفسارات، التي تقدمت بها قوى جنوبية.

وأضاف الجفري الذي تقلّد منصب نائب الرئيس في جنوب اليمن خلال حرب الانفصال بين الشمال والجنوب عام 1994، أن "مربط الفرس للقضية الجنوبية ليس في أي مكان من تلك الأماكن التي ذهب إليها بن عمر، لكن عند مكوناته ومنظماته السياسية والشبابية والاجتماعية في محافظات الجنوب".

وحول تصريحات أطلقها سفراء غربيون والسفير الأميركي في صنعاء جيرالد فاير ستاين حول القضية الجنوبية، علّق الجفري قائلا "لاحظنا في حديث نائب السفير الألماني الذي يبدو متأثراً بأساليب ألمانيا الشرقية سابقاً، وظهر ذلك في الأحاديث الأخيرة للسفير الأميركي في صنعاء، الذي تقود بلاده نظام العالم الجديد بينما، عكست تصريحاته روح النظام العالمي القديم".

واستغرب المعارض اليمني أن تعكس تصريحات سفراء الدول الغربية "رغبات وتوجهات كل الأطراف إلا الطرف صاحب الحق وصاحب القضية الذي لا خيار له ولا حق إلا ما يقرره الآخرون من متحاورين ورعاة".

ويكرر سفراء دول الاتحاد الاوربي ودول الخليج والولايات المتحدة الأميركية في اليمن دعوتهم المحافظة على الوحدة اليمنية التي تمت بين شمال وجنوب اليمن في مايو-أيار 1990.

ولفت الجفري الى إن ما يجري في بلاده، خاصة ما يتعلق بالقضية الجنوبية، "يستلزم التصرّف من جميع الأطراف المحلية والدولية، من منطلق الفهم العميق لما حدث ويحدث وبمصداقية وبعيداً عن إدعاء الوصاية على الشعب وقضاياه من أي طرف كان، محلياً أو دولياً".

وطالب الجفري، من أجل المشاركة في الحوار من قبل قوى الجنوب ،"وقف أعمال القمع والقتل ضد الجنوبيين وإطلاق كل المعتقلين وغيرها من الأمور التمهيدية الضرورية"، كما دعا تحديد الطرف الذي سيحاور الجنوبيين.

واعتبر أن "التصريحات التي تمتزج بالتهديد للجنوبيين، سواء صدرت عن شخصيات محلية أو مسؤولين يمثلون جهات دولية، لإجبارهم على القبول بحوار غامض لا أُفق له، لن تزيد الأمر إلا سوءاً، ولن تجبر أي جنوبي مدرك ولن تزيده إلا بُعداً عن هذا الحوار".

وكان الوجيه القبلي وأحد قيادات حزب الإصلاح "إسلامي" صادق الأحمر، وصف المطالب بالانفصال عن الشمال من قبل "الحراك الجنوبي" بمثابة "خط احمر"، وهدّد بالحرب مجدداً تجاه أي دعوات تطالب بالانفصال.

وقال الجفري إن "الجنوبيين سيجدون أنفسهم أمام وضع يفضلون فيه عدم القبول بأمر يبدأ بالفرض والإكراه ويتعسّف الشرعية الدولية ويسخرها ضد حقهم في الاختيار، ما يسقط الثقة في إمكان الركون إلى شرعية دولية كانوا يؤمّلون أن تكون منصفة".

ولفت المعارض اليمني الى أن حزبه يدرك أن للعالم مصالح استراتيجية في اليمن، ونحن مع تبادل المصالح بين بلادنا والعالم؛ وندرك تأثير الإقليم والمجتمع الدولي في قضايانا؛ وندرك أن الأمن والاستقرار هو البوابة لتحقيق مصالح بلادنا ومصالح العالم.

غير أنه تساءل عن تلك السياسية وقال "هل يُعقل أن تسير أي سياسة لهذا العالم في اتجاه حل قضية هامة كالقضية الجنوبية بأسلوب الفرض للآليات والنتائج دون أي وزن لخيار أهلها؟".

وشدد على أن القضية الجنوبية بحاجة إلى مبادرة خاصة بها تحقق خيارات الجنوبيين، وبالتشاور مع مختلف القوى الجنوبية وفي المقدمة مكونات الحراك والقوى السياسية والشبابية والشخصيات المستقلة المؤثرة.

يشار الى أن "الحراك الجنوبي" الذي بدأ في يوليو-تموز 2007 بمطالب تتمثل في عودة نحو 70 ألفاً من العسكريين والمدنين الى أعمالهم ووظائفهم إثر حرب الإنفصال، تطورت مطالبه الى المناداة بالانفصال عن شمال اليمن واستعادة دولة الجنوب التي كانت مستقلة حتى قيام الوحدة اليمنية في مايو-أيار 1990 .

العرب اونلاين

زر الذهاب إلى الأعلى