مسكينة هذه الثورة وعاجزة ..!
يمنات
ماجد زايد
نهار اليوم حضرت فعالية لمجلس شباب الثورة في فرح لاند، أخذني الفضول والتواجد للحضور والإستماع، جلست في المؤخرة أتابع وأشاهد وأقرأ ما يجول في خواطر الحاضرين، الكثير من النساء والأطفال والأعلام المرفرفة، المنضموّن والمصوّرون يحاولون بحراكهم وتفاعلهم كسر حالة الجمود حول فبراير، يلقون الخطابات والقصائد والبيانات، ويهنئون بعضهم بذكرى فبراير النبيل، فبراير الذي يخجل كثيرًا من مجرد التذكر والإعتراف، فبراير الذي لم يتمكن سياسيوه ولم يجرؤ ممثلوه على فرض إجازته الوطنية في الجغرافيا المحكومة بهم..!!
بالفعل كان الحاضرون يكابرون بذكرى ثورة لا تملك قوة لفرض ذاتها على الواقع والسياسيين..
وجوه الحاضرين ليست سياسية بقدر ماهي حالمة ومسالمة، وجوه تحملت أعباء ثورة لم تتحقق ولم تصبح مشروعًا كبيرًا أو كيانًا سياسيًا، ثورة تشردت من حياتها ودفعت ثمن إنخراطها في واقع لعين..!!
تخيلت البدايات والأحلام والإنتكاسة، تخيلت الخطابات والشعارات والإنهزام، وفي كل وجه من هؤلاء حكاية من الإنهزام والشقاء، لكنهم جميعًا يكابرون ويهتفون ويصرخون للثورة، الثورة التي نسيت أهدافها ومآلاتها وكل شيء فيها بمجرد الحرب، وبقي منها مجموعة أشخاص يناشدون السياسيين بياناتهم السياسية..!!
الثورة أصبحت اليوم مدعاة للخجل بعد عشر سنوات من إفتعالها، مجموعة كراسي بجواري تتزاحم بخجل بعد عشرات الألاف من المتزاحمين فيها، ثورة يخجل كبارها منها، وحين يعجزون عن فرض إجازتها يجعلونها فرضًا ذاتيًا ليس الاّ، الإجازة التي تمت بخجل في بعض مرافق الإصلاح بالمدينة، فعلًا غريبًا ومخجلًا، لم يكن إجازة ثورية أو وطنية بقدر ما كان محاولة ذاتية لفرض الذات على الذات والخجل، كانت إجازة من تحت الكواليس، وإنهزام سياسي واضح، وربما هي محاولة للتفرد بالقرار خارج سياق الحكومة التوافقية..!!
إنتهت الفعالية وصرخ الجميع بالروح بالدم نفديك يا يمن، صرخوا بشعار الرجل الذي ناوئته الثورة.. وهذا يثير في الذات كثيرًا من تساؤلات المشروع الناتج بعد عقد من فبراير، لا شيء سوى محاولة وحيدة للتمسك بقشة البداية، قسة صارت حريقًا أشعل الجميع ببعضهم..!!
مسكينة هذه الثورة وعاجزة..!!
لا شيء فيها، ولا شيء لها، ولا شيء عنها، لكنها تتحمل أعباء نسف الوطن بأيدي جاءت من بعيد..!!
سلاماً لكل الرفاق في ذكرى الضياع الجميل..
سلامًا يا وطننا المجهول..
سلامًا يا ارواحنا المخلصة..
سلامًا لكل الناس الطيبين..
الناس المرفرفين كالأعلام البريئة..
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.