أخبار وتقاريرأهم الأخبارإختيار المحررالعرض في الرئيسةحوارات

احمد بن بريك يعترف بغرق الانتقالي في الفساد الذي غرقت فيه الشرعية وان المجلس ينخر دن الداخل

يمنات – صنعاء

اعتبر اللواء أحمد سعيد بن بريك أن يوم 21 مايو/آيار 1994 هو تاريخ فاصل بالنسبة للشعب في جنوب اليمن. مبينا ان هذا اليوم أعلن فيه فك الارتباط مع الجمهورية اليمنية، نتيجة لما قامت به حكومة الشمال من ممارسات وصفها بالبشعة ضد الشعب في الجنوب من الاضطهاد والعنصرية. منوها إلى أن هذا الأمر دفع الجنوب الذي حمل شعار الوحدة، وطالب بها أن يتراجع عن تلك الوحدة في كل أدواته التاريخية.

مفاجأة

وقال احمد بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ان المفاجأة أصابت الجنوبيين بعد أن وجدوا تعامل الشمال مع الجنوب كأنه صيد ثمين. موضحا ان ثروات الجنوب وممتلكاته أصبحت مباحة، وتم تغييب قوات الجنوب المسلحة والكوادر الوظيفية، وتطبيق الأوضاع والتعاليم المتخلفة التي كانت سائدة في الشمال، بالتالي تم اتخاذ قرار فك الارتباط والذي قوبل بالترحيب من جانب الجنوبيين بشكل كبير، حد وصفه.

الحرب

ولفت ابن بريك في حواره مع وكالة “سبوتنيك” الروسية انه بعد الإعلان عن فك الارتباط لم يجد الشمال أمامه سوى الحرب الظالمة التي شنها على الجنوب في العام 1994. مبينا انه باعلان الحرب اصبح كل ما في الجنوب من كوادر وقوى سياسية وغيرها مباح للتصفية. كاشفا انه خلال تلك الفترة كانت كل القوى السياسية التي تشعر بالظلم مع فكرة فك الارتباط، بل تبنت هذا التوجه، لكن الظروف لم تكن تساعد على هذا التطلع.

فك الارتباط

ونوه ابن بريك في الحوار بعد اختفائه عن المشهد السياسي منذ اكثر من عام ان المجلس الانتقالي اخذ الشعلة الخاصة بفكرة فك الارتباط وعمل على استمراريتها، وحصلت على تأييد جنوبي كبير في كل ربوع البلاد من أقصاها إلى أقصاها، وبالتالي التف الجميع حول المجلس الانتقالي لكي يخوض النضال من أجل استعادة الدولة واستقلاليتها، خد وصفه.

الهدف

واكد ابن بريك في الحوار الذي اجراه معه أحمد عبد الوهاب أن هدف الجنوبيين واحد ويجمعهم مشروع المجلس الانتقالي. لكنه اشار إلى أن هناك العديد من فصائل الحراك تحت زعامات مختلفة. مؤملا أن يظل هذا المشروع قائم إلى النهاية، ويتحمله هذا الجيل وإذا تطلب الأمر الجيل الذي يليه. مشيرا إلى أنه لا يمكن التراجع عن أدبيات ووثائق المجلس الانتقالي التي تمثل نقطة التقاء القوى السياسية المختلفة الزعامات.

مكونات حراكية

واوضح انه بعد حرب العام 1994 تشكلت مكونات حراكية مختلفة تحت شعارات متنوعة تلتقي جميعها عند هدف فك الارتباط، لكن معظمها تم إجهاضها في منتصف الطريق بفعل ممارسات النظام الذي كان سائد وقتها في الجمهورية اليمنية وأدواته التي لا ترغب في انفصال الجنوب، وغالبا مكوناتها من الشمال وتمتلك المال والإدارة ونجحت في إفشال تلك القوى الجنوبية. لافتا الى ان بعد. ذلك جاء تأسيس المجلس الانتقالي بعد حوارات ونقاشات وتم وضع كل ما تم التوافق عليه في وثائق المجلس، معتبرا ان الجميع التفوا حول المجلس ومن مختلف المكونات كمشروع حامل لقضية الجنوب، منوها الى ان ذلك شجع المجلس للاستمرار في عمل جلسات حوار حتى مع الفصائل التي لم تنضم، نظرا لأن المجلس ليس ملكا لشخص أو أحزاب بعينها، بل هى ملك للشعب الجنوبي بصفة عامة.

الهيكلة

وبين ابن بريك ان الهيكلة كانت تهدف في المقام الأول إلى تجديد دماء وآلية عمل المجلس الانتقالي، وإن كان البعض يرى فيها إخفاق أو اختراق أو غير ذلك، معتقدا انه لا يمكن أن يكون هدف الهيكلة في المجلس هو استيعاب عدد الأشخاص، بل إن الأمر يتعلق بتقييم الوضع السابق ومدى نجاحه في الجوانب السياسية والتمكين والجوانب الأمنية وتوسيع دائرة العمل بالمشاركة وليس الاحتواء أو إقامة مركزية شديدة عن طريق تلك الهيكلة.

شماعة القضية

واشار اللواء ابن بريك ان المجلس الانتقالي يحمل قضية الجنوب إلى أن يصل بها إلى مرحلة تقرير المصير التي ستحكمها صناديق الاقتراع في تلك الفترة لاختيار الوضع السياسي والقيادات. موضحا ان ما جرى ويجري من حولنا هو رغبة بأن تصبح القضية الجنوبية شماعة دائمة مثل القضية الفلسطينية وتستغرق عشرات السنيين، معتقدا ان هذا الأمر يتم بفعل فاعل عن طريق قوى خارجية تنخر من الداخل وهو ما يجري الآن مع المجلس الانتقالي.

أهم مكسب

وقال: المجلس الانتقالي يتم نخره من الخارج ومن الداخل، عن طريق إبراز عوامل الضعف التي ظهرت في الفترة السابقة. مضيفا انه في نفس الوقت يتم عدم إبراز القضايا الكبرى التي أنجزها المجلس الانتقالي طيلة السنوات السابقة. معتبرا ان أهم مكسب حققه الانتقالي هو امتلاكه لقوات عسكرية مكنته من الدفاع عن أراضي ومقدرات الجنوب، علاوة على أنه أصبح يمتلك قيادات في مماحكة القوى المناهضة داخل تركيبة سلطة الشرعية، ناهيك عن المسائل التي تتعلق بالتدخل الخارجي.

شراكة وحقائب بلا دور

واعتبر ابن بريك ان شراكة الانتقالي مع الشرعية في المجلس الرئاسي الذي يقوده رشاد العليمي مصيبة. معتقدا أن أكبر الأخطاء التي ارتكبها المجلس هى الاسترسال في المشاركة والحصول على 4 حقائب في الحكومة ليس لها دور.

غرقنا في الفساد

وقال: غرقنا في الفساد الذي غرقت فيه الشرعية في السابق، لكن الأهم أن كوادر المجلس الانتقالي التي ضحت بكل شىء من مناصب ووظائف وغيرها من أجل راية الجنوب، فإن الجميع يرغب في استمرارية المجلس ودعمه بكل السبل.

المعارضة اقوى

ابن بريك لم ينف الشراكة مع الشرعية، لكنه اكد الشراكة، مع انه اعتبرها مصيبة، غير انه رأى انه لو كان الانتقالي في خندق المعارضة للسلطة والشرعية لظل موقفه الشعبي والريادي والعسكري أقوى مما هو عليه الآن.

مقامرة

وتابع: يطمح أعداء الجنوب أن يقدم المجلس الانتقالي على مقامرة غير محسوبة، وبالتالي يتم الرجوع إلى اتفاق الرياض والمشاركة وإنهاء المجلس الانتقالي.

واشار إلى انهم يعانون ولابد من فعل ثوري يحقق التفاف الشعب حول المجلس الانتقالي وقيادته من أجل الاستمرار في نضاله لتحقيق أهداف الشعب الجنوبي.

الولاية والتردد

ورأى ابن بريك أن الحوثيين فرضوا نظام الولاية في الشمال بالقوة والعالم يعترف بتلك القوة، وإن لم تكن شرعية، لكننا في الجنوب تحت لافتة المحافظة على مكاسبنا من خلال التحالف ووقوفنا حتى الآن معه، هو أحد القضايا التي جعلتنا نتردد كثيرا، نحن تحت الوصاية، لكن هذا لا يعني أن نموت جوعا وعطشا وأن يهمل شعبنا ويرفع الحوثي، وهذا اللقاء هو رسالة للجميع.

مع السلام

واكد ان الانتقالي مع تحقيق السلام والوئام لدى شعبي اليمن شمالا وجنوبا. لكنه أشار إلى أنه ليس مع هضم حق الشعب الجنوبي على حساب السلام، كون هذا الأمر واضح جدا، فقد تم محاربة الحوثيين والوقوف مع التحالف.

زر الذهاب إلى الأعلى