فضاء حر

لعنة البابليين تطاردكم

 

طالما سمع العرب عن لعنة الفراعنة لكنها لم تطاردهم كما حدث مع لعنة البابليين.

العرب الذين كانوا يتابعون أخبار ضحايا العبوات الناسفة والمفخخات في العراق كانوا يعتقدوا إنما يحدث أمراً استثنائياً يحدث في العراق فقط لم يكونوا يتصورون يوماً أن يشاهدوا في بلدانهم تفجيرات انتحارية تستهدف المئات وسيارات مفخخة وضحايا بالعشرات.

لم تكن الدول العربية عامة ودول الخليج خاصة تتوقع أن الأوضاع في المنطقة ستصبح مصدر قلق بالنسبة لهم كما هي اليوم.

لم يكن الزعماء العرب يعتقدون ولا في أسوأ كوابيسهم أنهم سيواجهون مصيراً أشد وأقسى من ذاك الذي واجهه صدام.

العدوى تنتقل من دولة عربية إلى أخرى والخطأ التاريخي ذاته يتكرر كل دولة تعتقد أنها بمنأى عن أنفلونزا أو بالأصح طاعون الصراعات السياسية والفتن المذهبية والطائفية والتدخلات الخارجية والصراعات الإقليمية وفي العامة تجد نفسها وقد صار لسان حالها "ما كان عند جاري أصبح في داري".

طالما تناول العرب أخبار العبوات الناسفة باعتبارها مصدراً للتشظي والأشلاء في الدولة التي يحدث فيها الانفجار دون أن يفكروا يوماً بان تلك العبوات أنما هي ناسفة لأنها تنسف كل الحدود والروابط بين دولة عربية وأخرى ومذهب ديني وآخر وحزب سياسي وضده لكنها لا تنسف جدار الصمت والتخاذل بينهم كأمة واحدة تفرقت وتمزقت.

فكيف وقد انتقلت الفتنة إلى اليمن بلد عدد سكانه أكثر من عدد سكان دول الخليج جميعاً ومعظمهم من فئة الشباب ونسبة الفقر والبطالة والأمية تصل حد الإعاقة وثلث شعبه يعاني المجاعة وحكومته مفلسة مفلسة مفلسة تعتمد على الإعانات والمساعدات وتعتصره صراعات سياسية وحروب طائفية ونزاعات قبلية ومناطقية ونسبة جهل وأمية تطال أكثر من نصف السكان.

اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي

عن صحيفة " الأولى"

زر الذهاب إلى الأعلى