فضاء حر

إذا كذبتم فأحسنوا الكذبة!

 

فعلا سار من كل شئ أحسنه حتى الكذب, بعض الناس من كثرة ما كذبوا أصبحوا لا يحسنون صناعة الكذب.

وبعدين الكذب لا يعر له في سوق الصرف, يعني اليرو ما يساوي بقشتين.

وانأ عارف ناس بيكذبوا بالدولار, وناس بيكذبوا بالين, لكن أول مرة أشوف ناس يستلموا بالعملة العربية ويكذبوا باليورو.

ومن العجب العجاب في كذب الأحزاب إن تجد صحفياً مغلوباً على أمره,يعاني بصمت, ومديونا لخلق الله, وملاحقاً من الدائنين, واسمه في قائمة المديونين لصاحب البقالة, وقائمة صاحب الخضار, وقائمة صاحب البيت, ويأتي من يحدثك انه في قائمة العملاء الذين يستلمون مرتبات من الخارج! ومرتبات بايش؟ باليورو. وقيمة هذا النوع من الفبركة انه فقدناها من زمان, خصوصاً وان الذين يفبركون هذه القوائم أسخياء جدا.

صحفي يستلم 10 ألاف يورو وغيره يستلم 7, وآخر يستلم7, مع أن المعروف أن النعمة تظهر في وجه الآدمي, فلم نر وجوه زملائنا يابسة منشفة؟ ولماذا يلاحقون بعد مستحقات كتاباتهم الزهيدة حتى تتقطع أنفاسهم؟

الإساءة على صحفي هو اعتقال لنا جميعا, وخلال الفترة الأخيرة صرنا نلمح ما يشبه الحملة المنظمة للتفرق بين الصحفيين, وتقسيمهم طائفيا ومذهبيا, بل عن الصحف نفسها خضعت لهذا التقسيم, وهناك لم يعودوا يسألون ماذا تكتب؟ أو ماذا يقرؤون؟ فالمهم بالنسبة لهم الصحيفة هذه تتبع أي حزب أو مذهب أو طائفة أو جماعة؟ وتقسيم الصحفيين والصحف هو بداية لتقسيم الرأي العام والمجتمع. وازداد الأمر خطورة مع حملة تشويه لزملائنا الصحفيين عبر الصحف و"فيسبوك", ووصفهم بأنهم تبع الدولة الفلانية أو العلانية: للتشكيك بهويتهم الوطنية,واتهامهم بأنهم عملاء.

ورغم أن الفبركة والد بلجة والألبسة والدبلسة واضحة وضوح الشمس في مثل هذه الأخبار,إلا أنها سرعان ما تنتشر بين الناس باعتبارها صفراء.
مع أن العملاء معروفون من زمان, وسيماهم في كروشهم.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.

صحيفة "الأولى"

 

زر الذهاب إلى الأعلى