فضاء حر

شرط الحوار (الندي) معضلة عصية على الحل؟؟

يمنات

الشرط العصي على الأسرة الدولية والدول الإقليمية المهتمة بالوضع في اليمن  يواجهون معضلة  عصية على الحل  في ملف الازمة اليمنية المتشعبة شمالا وجنوبا ، محاولة تقليص خطوط الانهيار ربما يراه القائمون على نجاح مشروع الحل السياسي لاستقرار اليمن عبر مؤتمر للحوار الوطني لكل فرقا العملية السياسية  الذي تضمنته المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ، غير أن الطرف الجنوبي متشدد في موقفه ويصر على أن الحوار يجب أن يكون ندي بين (الجمهورية العربية اليمنية ، وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) على أساس دولتين ؟؟ هذا الموقف المتصلب  جنوبا المسنود بالتفاف شعبي غير نخبوي  جعل سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية  يطلبون لقاء مع قيادات جنوبية ولعل اخرها لقاء عدن  وسيتبعه  لقاء اخر في العاصمة (الرياض) لم يحدد هدفه  اللقاء بعد.

المبعوث الأممي الى اليمن جمال بن عمر قال: إن القضية الجنوبية "لن يتم تمييعها" في مؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده قريباً.

وأكد في حوار مع قناة "الحرة" أجري في نيويورك بعد أيام من تقديمه تقريره إلى مجلس الأمن إن قضايا الانفصال وتقرير المصير وفك الارتباط يجوز طرحها وأن "جميع الأفكار مرحّب بها" للنقاش، الدبلوماسيون الغربيون يواجهون صعوبة كبيرة في فك شفرة الحوار على اساس دولتين بعد رجوعهم للبروتوكلات الدولية ـ وفي حقيقية الأمر بعيدا عن الهرولة العاطفية لو كان لدينا مشروع ندي قائم بمؤسساته لا داعي أصلا للحوار؟؟ حجة التفاوض على أساس دولتين هو أسقاط لمشروعية الدولة القائمة حاليا بكل مؤسساتها التي تتعامل  معها الأسرة الدولية ، وبالعودة لوضع الملف السوداني وقضية جنوب السودان كانت كل الحركات الشعبية الممثلة لشعب جنوب السودان دخلت الحوار مع نظام الخرطوم وطرحت شروطها تحت رعاية دولية، لم تقل انها لن تتحاور الا على أساس ندي بين دولتين  وان كان وضعنا يختلف عنهما ومع ذلك تناسى الطرف الجنوبي اليمني انه دخل الوحدة بحوار ولم تفرض وحدة 22 مايو باجتياح عسكري، وفوق كل هذا وذاك أن الطرف السياسي الحاكم بنصف في مشروع دولة الوحدة  لعب دورا كبيرا في تدمير مؤسساته العسكرية والاقتصادية منذ بداية الوحدة إلى حرب صيف 1994م  بالتخلي عنها والذهاب إلى صنعاء وكانت الحرب التي شنت على الجنوب هي اسقاط لمشروع الشراكة الجنوبية  المدعومة بشرعية انتخابات 1993م فالانتصار في حرب 94م قوضت معادلة توازن  ميزان المصالح  الاقتصادية  لصالح الشماليين بكل قواهم التقليدية والعسكرية  وحرمان الجنوبيين من ثرواتهم، ومع تزايد حجم المعاناة لأبناء الجنوب وأتساع المظالم حتى وصلت الى كل بيت جنوبي  مع جود حركة رفض جنوبي تطورت من حلقاته الصغيرة لتمتد حركتها السياسية النخبوية  الجنوبية لتصير حركة شعبية عريضة لم تنح يوما ما لآلة القمع من الأجهزة الأمنية شمالا.

قناعاتي الشخصية أن المشاركة في الحوار بتمثيل نصفي وبدون سقوف وشروط مسبقة تحت رعاية دولية وخليجية  فرصة لن تعوض ان امكن تحقيق قدر عال من مطالبنا بالحوار وايجاد رافعة دولية واقليمية لجدولة  قضيتنا في بوصلة اروقة الأمم المتحدة ومجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوربي فهذا يعد نجاحا عبر مسبوقا  لتجنب حجم الضغوطات الدولية في الوقت الذي تستمر الحركة الشعبية الجنوبية في نضالها التصعيدي  على طريقة  اساليب  استراتيجية   والتكتيك لبلوع الهدف طرف يحاور وطرف يصعد.

أن التعنت على طريقة (لا تشلوني ولا تطرحوني) في ظل انسداد الموقف الدولي والإقليمي المجاور حتى لو  انسحب قوات الشمال من الجنوب وتركوا للجنوبيين يحكموا دولتهم  أقسم با الله العظيم لن نستطيع ؟؟ يا ناس لم نتفق على نقل (بوكلين) في اراضي  بيضاء  بحضرموت كل قبيلة تدعي احقيتها بالأرض وما حدث يوم أمس من مجازر بين قبيلتين جنوبيتين في شبوة على خلفية  اطماع اعمال  مقاولات للحصول على المال  تتوقعون أننا في غضون اسابيع سنقيم دولة؟ ولا حتى في الخيال يحدث هذا؟ نحن نتحدث عن تجارب حية على الأرض  وعايشه يومية  من يقول غير ذلك يأتي لنا بتجاربه على الأرض لا في  أحلام اليقظة..

 ملاحظة: كتبت هذا المقال بقناعاتي الخاصة لم ولن تحركني مصلحة شخصية  إطلاقا غير مصلحة شعبي في الجنوب ، والله على ما أقوله شهيد..

زر الذهاب إلى الأعلى