فضاء حر

البدوي العنيد سيغرق 

يمنات

حشدوا دولا ومالا ومرتزقة ودعما لوجستيا من كل بقاع الأرض، وقالوا للعالم أن حسم الحرب لصالحهم سيكون في مدة أقصاها أسبوع أو عشرة أيام على أعلى تقدير، واليوم شهورا تمضي نحو العام والبدوي يغرق..

هُزموا في “الجوف” الأقرب، بعد أن كانوا يخططوا لإسقاط الجوف وصعدة، واليوم صارت هزائمهم مُرة وعلى مدار الساعة .. وأين؟! في جيزان ونجران وعسير المحتلة.

خططوا لإسقاط الجوف وصعدة من مارب، وزعموا من مارب إن إسقاط صنعاء “قاب قوسين أو أدنى” فجاء الواقع صادم، والأحلام سراب.. أحلام مهزوم بات في الأسر.

في مارب شاهدناهم حشد جرار، ولعلعة كلام وإعلام.. تهديد ووعيد وأوداج تنفخ .. وجاءت هزيمتهم فيها أمرُّ وأشد وطأة من “وقع فاس بالرأس”.. هزموا بمارب قبل البدء بهجوم وصفوه بكاسح، فكُسح قبل أن يولد.. وشر هزيمة أن تُهزم وأنت تعد العُدَّة.. شر هزيمة أن تُهزم قبل أن تبدأ فيها جولة أو صولة حرب.

ولأن هزيمتهم كانت أمرّ من علقم، ولأن البدوي منتحر وعنيد كالصحراء لا يحسبها صح، عادوا وحشدوا ما في الوسع وفوق الوسع، وظنوا إن النصر على مد اليد، وقالوا الآن “ثار مارب” صار قريب جدا وفي قبضة يد، فكانت هزيمتهم أشد وأمرُّ وأكثر وطأة..

إحدى عشر دولة ومال النفط ودعم العالم أعيتهم مارب، وبعد عجز وفشل بحجم الأرض رفعوا أعلام النصر على تلة تبن.. نصر أشد مرارة من ألف هزيمة..

وفي البحث عن نصر يمضون كالباحث عن إبرة في كومة قش.. ذهبوا إلى باب المندب والحصاد سيأتي خيبات أكثر مما فات.

البدوي إن سقط في مستنقع، يظل عنيد يرفض أن يتركه أو يطلع منه.. يظل يحفر ويحفر بعناد إلى أن يغرق.. يغرق .. يغرق حتى الموت.

زر الذهاب إلى الأعلى