محاولة التمييز بين حربين حرب داخلية و اخرى تمثل عدوانا خارجيا في توصيف ما يحدث في اليمن ما هي إلا مراوغة غير موصلة.
كان يمكن الحديث عن حرب أهلية قبل العدوان لكن بعد العدوان الفصل بينهما كالفصل بين الروح والجسد فكل الجبهات على المستوى الداخلي تحت إشراف مباشر من تحالف العاصفة على مستوى الإدارة والتوجيه والتمويل والقرار.
مع بداية العدوان حاولنا ان نفترض نوعا من التمييز بينهما وكان من ضمن خطتنا لمواجهة العدوان ان نعمل على التهدئة مع الجبهات الداخلية قدر الإمكان من خلال الدخول في تسويات محلية لفض الاشتباك ومعالجة الفراغ الأمني باعتبار ان ذلك يسهم في سحب البساط من تحت اقدام العدوان الا ان مساعينا فشلت فمن يقودون المعارك في هذه الجبهات لا يملكون قرار الوقف او الاستمرار.
على سبيل المثال في تعز تقدم بعض الشخصيات السياسية والاجتماعية بتسوية تجنب المدينة ويلات الحرب وتعالج الفراغ الأمني والإداري وتم التواصل مع اطراف النزاع على بنود التسوية الى أصبحت جاهزة لم يبق الا التوقيع عليها لكن المخلافي اشترط ان يوقع عليها انصار الله اولا (محاولة للتهرب حتى لا ينكشف امام الوسطاء) وبالفعل ذهب بها أعضاء في الوساطة الى انصار الله ووقع عليها عنهم الاستاذ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي لتعود بها الوساطة من جديد موقعة من انصار الله الا انهم فوجئوا باعتذار المخلافي وامتناعه عن التوقيع وتبين ان القرار ليس بيده.