فضاء حر

قبل ان ندخل ” نادي القتل الجماعي”

يمنات
يبدوا ان اليمن قد تقدم بطلب الانضمام الى “نادي القتل الجماعي” واصبح قريبا من قبوله فيه , وكل هذا يتم في غفلة من الدولة التي لا يبدوا انه قد تبلورت لديها حتى الان رؤية لما تشهده البلد من عمليات التفخيخ والتفجير التي تتزايد يوما عن يوم ولم يعد يمرّ يوم الا وهناك ” قارح ” او اكثر , وكذلك في ضل سلبية وحياد غير مقبولين من قبل المجتمع تجاه ما اصبح يمثل ظاهرة ويجب ان يتم التعامل معها كذلك .
الدولة ممثلة بأجهزتها الامنية اشبه ما تكون بجهاز إحصاء يقف دورة عند تقديم تقرير ” دقيق ” بعدد الضحايا التي تخلّفها تلك العمليات القذرة , وهذا الامر في حقها غير مقبول على الاطلاق , فما يجب ان يكون أهم اولوياتها هو ان يأمن اليمنيون على ارواحهم في بلدهم , وعليها ان تقوم بصورة عاجله بالإجراءات والترتيبات والتنسيقات المطلوبة لمواجهة ظاهرة التفجيرات , وبالمستوى المتناسب مع خطورتها قبل ان تتسع ويصبح اليمن عراقا أخر .
المجتمع هو ايضا لابد له من ان يشارك في هذه المواجهة , فما نشاهده في دول “نادي القتل الجماعي” يدل على ان دور الاجهزة الامنية وحدة لا يكفي في مواجهة ظاهرة التفجيرات وصولا للقضاء عليها , ولابد ان يقوم المجتمع بدوره والا سيدفع ضريبة باهظة نتيجة لسلبيته او حياديته في هذه المواجهة .
يجب ان لا ينتهي دورنا كمواطنين عند الامتعاض من عمليات التفجيرات وعند التحليل هل هي من القاعدة ام من غيرها وهل القاعدة صناعة امريكية ام غير ذلك , فظاهرة التفجيرات اذا ما اتسعت فكلنا نحن واقربائنا و جيراننا واصدقائنا ومعاريفنا ومواطنينا نمثّل ” ضحية محتملة ” لها , وما يحدث في العراق خير شاهد فالتفجيرات التي تحصد كل يوم المئات لا تطلب منهم هوياتهم , وكل من تواجد في مكان يحدث فيه التفجير ” يقرح راسه ” بلا تمييز من اي نوع .
يجب ان نهتم كمواطنين بأمننا وسلامتنا وسلامة وطننا و ان نؤدي دورا فعالا في مواجهة ظاهرة التفجيرات عن طريق ملاحظة اي تحركات او اي اعمال مشبوهة تتم في أحيائنا او شوارعنا او اي مكان من البلد وابلاغ اجهزة الامن عنها بصورة فورية دون تأخير او تردد .
الكثير ممن ناقشت معهم اهمية دور المجتمع في حماية البلد من الانزلاق الى دائرة ” نادي القتل الجماعي ” كانوا يتفقوا معي تماما في الاهمية العالية لدور المواطنين في مواجهة الخلايا التي تقوم بهذه العمليات القذرة عن طريق رفد الاجهزة المعنية باي معلومات تفيد في تعقبهم وضبطهم وافشال خططهم . والمشكلات التي عبّر عنها الكثير منهم هي الخشية من ان يتعرضوا للمسائلة او التحقيق معهم من الاجهزة الامنية عند قيامهم بتقديم البلاغات , و الغموض الذي تحمله عبارة ” اعمال او تحركات غير طبيعية ” التي يمكن ان يكون لها صله بهذه الاعمال القذرة واحتمال الاستخدام الكيدي لعملية الابلاغ بقصد الاضرار بطرف على خلفية خصومة لا علاقة لها بالأمر .
هذه المشكلات اضعها بين يدي الاجهزة الامنية والاجهزة المحلية لتقرر كيف ستقوم بزيادة توعية المجتمع بدوره في مواجهة هذه الظاهرة , وكيف ستعمل على توعيتهم بطبيعة الملاحظات التي قد يكون لها علاقة بهذه الاعمال والتي يجب رصدها والابلاغ عنها فورا , وكيف ستقوم بعمل الترتيبات وتنظيم عملية اتصال المجتمع معها ؟ وكيف ستواجه مشكلة الخوف الذي يسكن المواطنين من تعرضهم للمسائلة في حالة القيام بالإبلاغ ؟ وما الضوابط التي ستضعها للاستفادة من دور المجتمع دون ان يصاحب ذلك اي سلبيات كالإبلاغ الكيدي او غيره , وكل هذا بالطبع بعد ان تقوم اجهزة الدولة نفسها بالدور المطلوب منها كما يجب .
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى