فضاء حر

الذين طفوا كالزبد .. أحلوا الشظايا محل البلد

 يمنات
اليمن الكبير بتجسم في هذه الشخصيات الرائدة التي أسست قبل 75 سنة “الكتيبة اليمنية” في الجامع الأزهر بمصر.
أغلب مناضلي القوميين العرب والتيارات القومية العربية واليسارية الذين قادوا الحركة الوطنية في منتصف الستينات، كانوا في رحم الغيب سنتذاك، أو في أرحام أمهاتهم.
اليمن هو الكيان السياسي الوحيد في المنطقة الذي له امتداد عبر التاريخ، و”الدولة الطبيعية” الوحيدة في الجزيرة والخليج، كما قال لي الفقيد الكبير المهندس فيصل بن شملان. وأضيف هنا أنه الكيان الأكثر عراقة وطبيعية في منطقة “شرق قناة السويس”!
تتسم السجالات الراهنة في اليمن بالأمية السياسية والجغرافية والتاريخية. ومن سوء طالع اليمنيين أن “الذين طفوا كالزبد.. أحلوا الشظايا محل البلد” _ كما يقول بيت شعر للبردوني_ هم من يناقشون مصير كياننا الوطني بكل خفة واستهتار.
في بيئة جرداء من الرموز الوطنيين في اليمن يتوجب دائما التذكير بالرواد، ليس لغرض التبجيل والترحم عليهم فحسب وإنما ايضا لتصحيح بعض التعميمات الكارثية التي تصدر من جماعات وتيارات انعزالية، أو مقصية ومهمشة، من شاكلة أن “الجنوب العربي” تعرض لمؤامرة “اليمننة” من قبل مناضلي الجبهة القومية الشباب في الستينات الذين كان اغلبهم في العشرينات من العمر.
يذكرني بعض الأصدقاء مؤخرا بهذه الصورة الفريدة التي نشرتها كصورة غلاف قبل عام ونصف تقريبا، إذا يشاركونها أو يعيدون نشرها لتذكير اليمنيين، في الشمال والجنوب، بالبديهيات، وأول البديهيات أن اليمن أسمى من أن يكون مجرد “غلطة جغرافية” أو “جهة” تقع على يمين الكعبة أو “جنوبها” وإنما هو وطن وهوية وإرث ووجهة ووعد. وإن مشكلة اليمني ليست في كونه “يمني” بل في دولة الغلبة والاستغلال والإخضاع التي كانت تثير عنده الميل إلى العزلة أو الهجرة او الانفكاك من أسرها عند أول فرصة.
إن كان “اليمن” محض اختراع قومي عربي أو وطني من ستينات القرن ال20، فمن هو البلد غير المخترع في المشرق العربي والخليج والجزيرة إذاً؟
من؟
تأملوا في خارطة العالم العربي قبل 3 قرون.
أو حتى قبل قرن!
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى