فضاء حر

اليوم العالمي للعورة!

يمنات

محمد عبد الوهاب

صديق مصري في أوروبا يقول لي: للمصري هنا قدرة عجيبة للتحول فجأة من نيتشه وجيفارا إلى “عبدو المكوجي”، فقط انتظره يتحدث عن المرأة لترى!

نعم يا صديقي؛ لكن المشكلة ليست في المصري أو اليمني أو غيره، فالمتدين أياً كان قد يمكن أن يصبح متفتحًا إلى حد كبير في كل شيء، لكن حين يصل الأمر لنظرته للأنثى يبقى منغلقًا كسّحاب البنطلون.

فتجده يعيش في مدينة متعددة الثقافات والجنسيات، حاصل على شهادة، مرتب ومتحضر، لكن انتظر لتمر أنثى، يتحول لكائن يمشي على أربع.

وهذه ليست جينات سعار “كلبي” جنسي بقدر ما هي ثقافة ممتدة تاريخيًا، والأكيد أنه عاجز معها رغم كل التمدن والحداثة والتعليم أن يطور نظرته نحو الأنثى!

هكذا بالمقابل، كثير من النساء لازلن أيضًا يساعدن لتأصيل هذه النظرة الدونية، لازلن يعتبرن أنفسهن مجرد “دمية” أزياء وحقل تجارب تجميلية.

فلا تهدر وقتك، أنت محاط بعقليات على أهبة الاستعداد لتحويل حتى خانة التعليقات هنا على مناسبة عالمية عادية جدًا إلى معركة تاريخية وحفلة شتائم!

فقط، تبادل معهم الرسائل بليلة الخميس وقل جمعة مباركة مقدماً بقدر بركة كل هذه الخطب والصراخ الطويل. 

وتباً.. ألم يكن من الأجدى لو تركونا وشأننا، لو تركوا ذاكراتنا دون تعبئتها بتاريخ لم نشهده ولم يشهدنا!

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى