اسلوب ترامب في صناعة القرار السياسي !
يمنات
د. فؤاد الصلاحي
لايزال الرئيس المضطرب سلوكيا وعقليا يدهش الجميع بقراراته المفاجئة ومنها اقالة وزير خارجيته بتغريدة عبر موقع تويتر .. عكس التقاليد الراسخة في البيت الابيض منذ سنوات طوال .. ولعل اكثر المفاجآت الايجابية قبوله الحوار مع رئيس كوريا الشمالية وهو امر مهم اذا ماتم وفق عقلية منفتحة لبناء السلام في العالم ..
ولكن يبقى ترامب الرئيس الوحيد في البيت الابيض الذي اقال اكبر عدد من معاونية في العام الاول من رئاسته بالرغم انه من رشحهم سابقا ..وهذا يكشف طبيعة اسلوب ترامب في صناعة القرار السياسي انطلاقا من قناعاته وفريقه المصغر الذي يتوافق معه دون توسيع دائرة الاستشارة والحوار ..
فالحوار والاستشارة الموسعة كانت سمة تميز الرؤسا السابقين منذ بداية تاسيس امريكا وصولا الى اوباما ومرور بالرئيس جون كيندي الذي دخلت بلاده ايام حكمة ازمة كبيرة مع الاتحاد السوفييتي في ذروة الحرب الباردة حينها تمكن السوفييت من ارسال صواريخ نووية الى كوبا ووضعها في قاعدة خاصة الامر الذي اثار جنون امريكا والقيادات العسكرية والاستخباراتية ..
وكان الحوار والاستشارة ايام طويلة دون التسرع باتخاذ القرار الخاطئ والذي كان سيشعل حرب عالمية ثالثة بالرغم من اصوات كثيرة سياسية وعسكرية طالبت كيندي باتخاذ الخطوة الاستباقية بالضربة النووية الا انه كان متميزا في تفكيره الامر الذي اطال معه التفكير والتحليل حتى انتهى الموقف سياسيا ..ولو كان ترامب حينذاك رئيسا لاشعل حرب بمواقفه وقرراته المتسرعة والاعتباطية ..؟