فضاء حر

من روح فارقت روحي !!

يمنات

د. أكرم عطران

في آخر وقفة وداع لي اليوم بجانب ولدي عبدالرحمن الذي ما يزال جسده المنهك ذو الرأس (المحطم) المنتفخ بما تناثر مما كان يحمل داخله من (أحلام) وهو مستلق على سرير العناية (الإلهية) ، وقبل أن أغادر تراءت لي روحه الحبيسة فيه والمحتارة والتي لم تدر ما تفعل ؟!

فهل تبقى في جسد بات يحاول طردها بعد أن صار وجودها فيه يرعبه بعد أن صار مسكنا في (أسوأ) تقويم ؟!

أم هل تغادره إلى عالم لم تكن قد اشتاقت إلى وقت رحيلها إليه ؟!

وكأني سمعتها تقول :

يا والدي .. اصبر واحتسب وابتسم ولا (تقتلني) بدمعة أو ألم !

ياوالدي .. قل لكل طفل أن يحذر أن يتواجد في ملعب أو شارع أو ساحة أو جوار بيته أو خارجه وفيه شخص لا يثق أنه (رجل) إلا إذا كان (مسلحا) بأي آلة (موت) ليثبت لأولئك الأطفال أنه فعلا رجل !

ياوالدي .. قل لكل الناس أني أسأل الله العظيم أن لا يصيب أي منهم بمثل مصابي ، وأسألهم بالله العظيم أن لا يجعلوا مني (مطية) ولا (سلعة) لا سياسية ولا طائفية ولا انتقامية ولا لحصاد فتنة أو بث كراهية أو فرقة وروحي أمانة في أعناقهم جميعا!

ياوالدي .. قل للناس جميعا إني نذرت نفسي أن أرفرف حول كل (طفل) من أطفالهم كي أحميه وأنثر فوق رأسه بذور المحبة والسلام والأمل والبشرى بأن سيجعل الله مع العسر يسرا وأن عدالة الله تعالى لن تقبل أن يستمر الظلم الذي أصابهم بسبب طغيان وجهل وأطماع آباءهم وسادتهم وكبراءهم وولاة أمورهم!!

وهاهي الآن تلك الروح الطاهرة اختارت أن تغادر وترفرف حيث وعدت !

رحمة الله تغشاك ياولدي .. رحمة الله تغشاك ياعبدالرحمن .. جعلك الله آخر ضحية للظلم والجهل والإنفلات والنظام والقانون الغائب ..وإنا لله وإنا إليه راجعون .

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏لقطة قريبة‏‏‏

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى