العرض في الرئيسةفضاء حر

من أرشيف الذاكرة .. محمد عبد الرب ناجي .. خير مُعين

يمنات

أحمد سيف حاشد

• ها هو الباب الذي أخبرك عنه نجيب محفوظ ينفتح لك على مصرعيه.. وها أنت صنعت الفرصة التي لطالما حلمت بها، وبحثت عنها حتى كاد اليأس يوما أن يدركك، وخطيت الخطوة الأولى الذي تبدأ منها مشوار الألف ميل، وشيّدت مدرج المطار الذي ستقلع منه نحو ما تريد..

• صرتُ أمين عام للجمعية ورئيس تحرير لنشرتها.. حصاد جهد جهيد، وعمل مبذول ليس فقط من قبلي، ولكن أيضا من قبل فريق ساعدني وساندني وآزر جهودي.. ورصيد ماضي أعتز به، وسمعة احتفي بها، ورضى رمته وتقت إليه.. جميعهم كانوا معي سندا وأعوان..

• الآن يا أحمد عليك أن تشد حيلك أكثر، وتستصرخ إرادتك، وتعقد عزمك نحو إنجاز مشوار الألف ميل.. عليك أن تقلع من مدرج المطار إلى وجهتك نحو محطة الوصول الأولى، قبل الانطلاق إلى محطة جديدة.. عليك أن تكون جديرا بالثقة لمن وثقوا بك، وسلّموك مقود السفينة لتكون من ربّانها.. عليك أن تكون عند حسن ظنهم، ولا تخيّب رجاؤهم فيك، وأن تتفاني من أجلهم، ومن أجل إثبات جدارتك واقتدارك.. 

• لتنجح يجب أن تستحث وتستجمع عناصر النجاح فيك أولا.. ويجب أن تكون محاطا بمن يوفرون لك شروط النجاح الذي تروم.. ومن أهم الشروط والعناصر التي اتكأت عليها، واستندت إليها، كان رئيس الجمعية الأستاذ محمد عبد الرب ناجي.. إداري من الطراز الرفيع.. عملي من الدرجة الأولى.. نبي في النزاهة وعفت اليد.. أصيل ومعطاء وممتلئ.. كتله من النشاط المثابر.. منحني ما احتاجه من مساحة لأبادر، وأبدع وأمارس وجودي الكامل دون نقصان.. اتاح لي كل ممكن لأكتشف قدراتي واستحث طاقاتي، واطلق لها العنان.

• محمد عبد الرب ناجي كان قائدا فذا ونبيلا يستحق الثناء والتقدير.. إنني أحد تلاميذه الذي تعلمت منه كيف أكون رجل عملي، وشعلة من النشاط لا تهمد ولا تخمد ولا تنتهي.. إليه إدين بمعظم نجاحي خلال سنوات عملي معه في عمل الخير والبر والإحسان.. كان خير سند لي، ونعم الصديق والرفيق..

• محمد عبد الرب ناجي صار قدوتي وملهمي وجزء من ذاكرتي التي ألوذ إليها واستعين بها كلما أدركني الوهن.. لازال صوته يرن على مسامعي وهو يقول “نشتي عمل.. نشتي عمل”..

• شهادة صادقة لم تستطع الأيام وتقادم السينين وتبدل الظروف أن تنتقص منها مقدار ظفر أو بنانة، رغم ما اعترى الأيام من التبدلات والتغيّرات وحتى الانقلابات.. شهادة كتبتها في 20 يناير 2001 ولازالت في الذاكرة حية إلى اليوم:

– ينتابك شعور الغبطة والمسرة ، وتغمرك أمواج الأمل والتفاؤل، وتتفتت المعوقات والمحبطات كحجر رملي، وأنت تشهد رئيس هذه الجمعية الفتية الأستاذ القدير الجاد محمد عبد الرب ناجي وهو يخلص لعمل الخير، ويتفانى في مساراته، ويُسخِّر جهده الكبير، وطاقته الفذة، ومكاناته الشخصية المادية والمعنوية لخدمة احتياجات ومتطلبات الجمعية في سبيل ان تؤدّي هذه الجمعية رسالتها السامية، وتحقق أهدافها الخيرية النبيلة نحو أبناء المديرية الحالمين بالخير والمحبة.

– تنتابك السعادة الغامرة، وتتلاشى الخيبة، وتتآكل الانكسارات وأنت تشهد هذا الرجل المعطاء كتلة تتوهج حماساً ونشاطاً وحيوية .. وتشهد رغبته التواقة تسابق الريح نحو ما تروم من أهداف سامية ونبيلة..

– تصهل في دمه الحار خيول جامحة قلقة ومتوترة لا يستريح لها حال ولا يهدأ لها بال إلا بانتصار ظافر للممكن وهزيمة ساحقة للمستحيل.. تعدو وتركض بين جوانحه المتحفزة أحصنة برية لا يروضها إلا مزيد من العمل الجاد والمنجز، والجهد المثمر والمثابر.

– ينتابك الثناء والتقدير وأنت تشهد هذا الرجل المخلص يبذل ما في وسعه من العناية والاهتمام والجهد بغية تنمية عمل الخير وزخمه المتأجج، والحيلولة المستميتة دون أن يشهد هذا الزخم في المستقبل أي نكوص او تراجع أو توقف .

– مشاهد كثيرة جديرة بالتأمل والاقتداء.. امانينا وتمنياتنا أن نشهد جميع من تعز عليهم هذه الجمعية الفتية يتسابقون للاقتداء بهذا الرجل، وان يقدمون من البذل والعطاء والجهد ما في الوسع في سبيل ان تكون هذه الجمعية نموذج ومحل ضرب مثال للنهوض والنجاح والخير.. أمنياتنا في أن نرى ما يسر من المشاهد الأخاذة والأفعال الوقادة والعطاءات التي تجعلنا نعجب بأصحابها ، ونزجي جل الشكر والتقدير والاحترام لهم..

***

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٨‏ أشخاص‏، و‏‏‏‏أشخاص يجلسون‏، و‏طاولة‏‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏

يتبع..

من حائط الكاتب على االفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى