الكورونا بين التفشي والتخفي
يمنات
م. خلدون العامري
من خلال عملي لسنوات ضمن فرق الإستجابة في مجال مكافحة الأوبئة عملت في اطار قاعدتين عالميتين فرضتا علينا من قبل منظمة الصحة العالمية، ومعمول بهما عالميا وهما:
الأولى وتُفرض على مراكز العلاج وعلى الفرق العاملة ميدانيا وتنص على الآتي:
(في حال تفشى وباء ما، فإن ظهور واحدة من أعراض الوباء على أي شخص؛ فإنه يتم اعتبار الشخص موبؤ ويتم التعامل معه وتسجيله ضمن احصائيات الوباء المتفشي دون الحاجة للتأكد مخبريا، وهذا مايتم التعامل به عالميا).
وهذه الأرقام التي نراها تسجل في دول العالم ليست بالضرورة لمصابين بالكورونا بل انه يتم تسجيل كل من تظهر عليه السخونة أو الكحة أو الإنفلونزا أو أو أو…… على انهم مصابي كورونا.
القاعدة الثانية تُفرض على مختبرات الفحص وتنص على الآتي:
(في حال تفشي وباء ما، يتم فحص عيّنة واحدة من كل عشرة عيّنات مشتبهة، فإذا تم ظهور النتيجة ايجابية يتم تأكيد وتسجيل بقية الحالات على انها مؤكدة دون فحصها مخبريا).
سبق وأن طبقنا هاتين القاعدتين في التعامل مع وباء الكوليرا خلال الأعوام الماضية وهذا ما ضاعف أرقام الحالات المسجلة وفتح بابا للتحايل والنصب على العالم باسم الكوليرا، وهذا ما سنتناوله في حلقات قادمة.
بينما اليوم وفي ظل تفشي وباء الكورونا، وبالرغم من الاشراف الدولي على ادارة الجائحة إلا أن الجهات المعنية مازالت تغرد خارج السرب.
فبالتزامن مع افصاح السلطات عن تسجيل أول الحالات المصابة بالكورونا في شمال وجنوب وشرق البلاد، لاحظنا تضاعف ظهور أعراض الكورونا بأرقام مئوية، وتضاعفت الوفيات بأعداد عشرية.
ففي العاصمة عدن مثلا، في أقل من أسبوع بلغت الوفيات 252 شخص -حسب رئيس مصلحة الأحوال المدنية- نسبت أسباب الوفاة للأمراض المستوطنة ك الملاريا والحميات -حمى التشيكونجونيا (المكرفس) وحمى الضنك- التي نشطت مؤخرا نتيجة أسراب البعوض التي تغطي المدينة بكثافة غير مسبوقة، كما ظهرت أمراض أخرى مجهولة -مصاحبة للفيضانات- تتشابه مع الأعراض المصاحبة للكورونا والحميات، والتهابات الدم. وأعطيت لها علاجات الحميات والملاريا، لكنها ام تجدي معها نفعا وغالبا ما أنتهت بالموت خلال وقت قصير.
ومع ذلك جائت المبررات نافية أن يكون السبب كورونا أبرز تلك المبررات ماجاء على لسان الدكتور الشهير صالح الدوبحي، إستشاري علم الأوبئة (Epidemiologist)، نافيا أن يكون السبب فايروس كورونا، مرجحا انها ليبتسبروزيس leptospirosis ماتعرف بداء البريميات وهي: “بكتريا توجد في بول القوارض (الجرذان) التي تعيش في المجاري وحين جاء الفيضان أخرجها وبولها المحمل بهذه البكتيريا والمخزون منذ سنوات وأوصلها الى كل بيت”.
مؤكدا أن هذه ظاهرة معروفة في بلدان الفيضانات، حيث تصيب أكثر من مليون ونصف نسمة في بلدان الفيضانات على مستوى العالم، وتقتل أكثر من 50 الف نسمة سنويا. كل ذلك اعتقادا حد قوله “لم اجد فحص مخبري زراعي او مصلي وللاسف لي 4 ايام ابحث في كل المختبرات ما حصلت جواب”.
كذلك هو الحال في جميع محافظات اليمن فقدتم رصد عدد الوفيات ابرزهم المصابين بالأمراض الرئوية وأمراض القلب وووو أمراض أخرى تلك التي أكدت الدراسات والأبحاث العالمية أنه في حال اصابتهم بالكورونا فأنهم يموتون دون أن تظهر الأعراض عليهم. وهذا ماحصل بالفعل ..
ومع ذلك تبقى الجهات الصحية تتعامل بتخبط وعناد نافية وباحثة عن تأكيد.. حالها كحال بني اسرائيل في حادثة البقرة تعنيت منهم وقلة طواعية واستجابة، ولو استجابوا من أول مرة لسهلت الأمور عليهم، يقول لكم أنها بقرة قالو مالونها ماشكلها ..
بينما يعزى السبب الرئيسي لتباطؤ تسجيل الإصابات المؤكدة للكورونا يعود للمختبرات المركزية بسبب عدم إجراء فحوصات واسعة للمشتبهين..
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.