يبيعون ويقبضون الثمن وكل نافذ له ثمن
يمنات
نجيب شرف الحاج
ليس أسوء من مذكرة وزير النفط أوس العود المسربة سوى بيان التكذيب الصادر عن حكومة الشرعية و الذي تضمن نفي الحكومة لتلك الاتفاقية وأنها مزورة..؟! كون بيان النفي الحكومي لم يبين من هو المصدر المسئول في وزارة النفط الصادر عنه ذلك النفي..!! كما ان نفي الحكومة جاء بصيغة خبرية يمكن ان تكون صادره عن أي شخص في الوزارة، لكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: هل سوف يجرؤ وزير النفط أوس العود أو الجنرال علي محسن بالظهور على احدى قنوات الشرعية لتكذيب الاتفاقية..؟! لا أظن يجرؤن على ذلك.
كما أن المذكرة المسربة لم تشر البتة إلى مكان و موقع (المثلث الاسود) في حين أن بيان النفي الحكومي، قد بين ذلك المثلث و حدد بأنه المكان الواقع بين محافظات شبوة و مأرب و الجوف..؟!
مع ظهور و شيوع هذه الفضيحة الشرعية برزت تسريبات لأشخاص محسوبين على الشرعية ذاتها اكدوا فيها أن الوثيقة المسربة صحيحة، إلا أنه تم ايقاف اجراءات توقيع الاتفاقية مع ارامكو من قبل الجنرال علي محسن، و كان ذلك قبل استكمال اجراءات التوقيع عليها من قبل وزير النفط و شركة ارامكوا..؟!
في ظل هذا الوضع العبثي و في زمن البيع و تجار الحرب واثريائها، كل شيء جائز و ما خفي سيكون أعظم لا محالة، فما لا تستطيع حكومة الشرعية انكاره هو أن هناك اتفاقيات سابقة مشابهة لاتفاقية ارامكو المسربة تم ابرامها من قبل الحكومة مع شركة هنت و بموجبها تم منح شركة هنت القطاع (18) مرة أخرى، و اعادة لـ”هنت” كافة الامتيازات التي كانت قد خسرتها سابقاً امام القضاء..؟! و هو ذات الموضوع الذي سبق للصحفي الشهيد محمد العبسي تناوله عبر مدونته.
كما أن الشيء الآخر الذي لا تستطيع الحكومة الشرعية نفيه أو تكذيبه هي تلك التسريبات السابقة و المؤكدة التي تحدثت عن اتفاق آخر مشابه تم ابرامه بين الحكومة و شركة توتال، و هي الشركة ذات الصيت السيئ في الفساد النفطي باليمن..!! بمعنى أدق أن الفضائح كثيرة و الوثائق المسربة بشأن الفساد و العبث النفطي مهولة، فهذه الحرب العبثية هي حرب صراع على السلطة و الثروة و النفط فالكل يبيع و كل نافذ له سعر و له ثمن.
لن نذهب بعيداً، و بالعودة إلى اتفاقية تأجير ميناء عدن التي تم الغائها عام 2013م فقد أصبحت الجهة التي كانت مستأجرة للميناء هي المسيطرة اليوم على الميناء..؟!، و ما كان بالأمس بإيجار شهري أو سنوي لا يساوي شيء أصبح اليوم ببلاش لصالح ذلك الطرف الاقليمي و من دون اي اتفاق مكتوب.
في هذا السياق لو عدنا أيضاً و على وجه التحديد إلى تاريخ30 مايو 2017م لوجدنا انه في ذلك التاريخ تم تسريب رسالة مرفوعة من مدير شركة صافر أحمد كليب الى الرئيس هادي تصدرت واجهة تلك الرسالة عبارة (سري للغاية) حيث تضمنت تلك الرسالة في الصفحة الثانيه الفقرة (3) منها الى التطرق الى انه: (يتم النهب المنظم للنفط الخام من الآبار و أنه قد تم ضبط شاحنات مملوكة لأحد القادة الأمنيين المكلفين بحماية الشركة و الذي ثبت أنه يمارس عملية التهريب المنظم و الممنهج للنفط الخام و أن أولئك القادة الامنيون يفرضون اتاوات يوميه على شركة صافر تصل الى مبلغ 95 مليون ريال يومياً)..الخ..، و على أثر تسرب تلك الرسالة حينها سارع وزير النفط بمكافأة و ترقية العابثين الذين اشارت اليهم الرسالة و اقصاء كليب من منصبه..!! و الرسالة المشار اليها منشورة على الانترنت و بالإمكان العودة اليها، و قد أثبتت الايام صحة ما أشار اليه كليب في رسالته المشار اليها فالوثائق المسربة التي قام الاعلامي جلال الصلاحي بنشرها في صفحته قد بينت حصراً و تفصيلاً اسم قائد الحماية الأمنية خالد يسلم و مقدار المبالغ التي تصرف له و بينت اسم عوض العرادة و حسابه البنكي في دولة الكويت و حجم رصيده و مقدار المبالغ المصروفة له و لبقية الهوامير الكبار الذين يؤججون استمرار الحرب و يتنامون و يتكاثرون كالوباء على حساب دماء و اشلاء و فقر و جوع ابناء الشعب اليمني، و الايام القادمة كفيلة بفضح ما هو أبشع من ذلك بكثير فالأسرار لن تدوم طويلاً.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.