تسمرت أذناي
يمنات
محمد الصُّهباني
دخل صديقي النبيل قبل ثلاث ساعات إلى مجلس مقيل في مدينة الدمنة، عاصمة مديرية خدير، بتعز ولحقه شابٌ من شريحة المهمشين بغية حصوله على وريقات القات من أغلب المخزنين في المجلس العامر بالناس. لكن، قبل أن يغادر المهمش، أجبرته الظروف على أخذ حذاءٍ يساوي 700 ريال، وكان بإمكانه سرقة ما هو أثمن من بقية الأحذية التي كانت في مدخل المجلس.
عند مغادرتنا المجلس، اكتشف صديقي أن حذاءه ليس موجوداً، ولم يُشعر صاحب الدار بذلك. خرج حافي القدمين باتجاه أقرب محل لبيع الأحذية.
وكانت الصدفة أنه وجد ذلك المهمش ينتعل حذاءه وقد أمعن فيه، وكأنه لم ير شيئاً، ثم قام بشراء حذاءٍ جديد. وقبل أن يغادر بحذائه الجديد، لحقه ذلك المهمش مسرعاً نحوه طلباً للمساعدة.
نظر صاحبي إليه نظرة أخيرة، وابتسم، وأعطاه ألف ريال. هاتفني صديقي بعد ربع ساعة محادثاً بصوت خافت:
– محمد!
– ماذا؟
– هل لاحظت ذلك المهمش الذي كان بجانبنا؟ لقد أخذ حذائي وذهب، لكن ورب الكعبة إنني شعرت إذا ما كنت قد شهَّرتُ به، ستكون تلك قمة الحقارة .. يعلم الله كيف حاله؟.
تسمرت أذناي بالهاتف صمتاً، ثم قلت له: صدقني، أنت إنسان عظيم فعلاً، يا صديقي.
29 نوفمبر 2024م
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا