فضاء حر

إنسانية رجل ريفي تدفىء قطة

يمنات

محمد الصَّهباني

قبل خمس سنوات، قرر رجل خمسيني قضاء أوقات السمر، يمضغ القات وحيداً أمام منزله الريفي البسيط في ريف مديرية خدير، بتعز، يُسبِّح في ليلة مظلمة في ملكوت الله حتى ساعة متأخرة.

وقبل أن يقرر الدخول إلى منزله، تلقى اتصالاً هاتفياً من أحد أصدقائه، وظل يحادثه لثوانٍ، سرعان ما انقطع الاتصال، فحاول متابعة المكالمة، بالنهوض من مقعده بغية الحصول على تغطية جيدة. ما إن انتهى من مهاتفة صديقه، عاد إلى مكانه الطبيعي، فشعر بقطة ملتصقة تماماً خلف ظهره، في محاولة منها للظفر بمساحة دافئة.

حدث نفسه قائلاً: إذا قررت نفض (المُتَّكأ) ستفر القطة ذعراً وحسرةً، بحثاً عن زاوية أخرى تدفئها، ولن تجد. لكن ورب محمد بأنني سأظل في مكاني، وإذا ما قررت دخول المنزل، سأبقى على مقعدي مُصمِّماً كما هو عليه، رحمةً بقطة لاذت إليّ، فكيف لا أكون رحيماً بها؟

ظل الرجل الريفي في مقعده طوال الليل، يرقب القطة حتى غرقت في نوم عميق، بعد أن اطمأنت له، إذ طلب من زوجته إعداد وجبة السحور وتقديمها إلى عقر مكانه. تناول سحوراً مباركاً، ولم ينس إطعامها من ذات الوجبة. وعندما قرر الذهاب إلى الوضوء، تركها متدفئة حتى الصباح. يا لها من إنسانية!

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى