أهم الأخبارالعرض في الرئيسةفضاء حر

أسوأ حظًا من الأنعام

يمنات

عبد الوهاب الحراسي

ولدي نسق في كلية الحاسبات بجامعة ذمار، قسم تكنولوجيا المعلومات (النظام العام)، وفي قسم الأمن السيبراني وهو قسم جديد وواعد لكنه بنظام موازي!

تقدم لاختبار القبول في كلية الحاسبات بجامعة ذمار، وشارك في اختبار المفاضلة للقسمين، وكانت النتيجة غريبة:

رسب في تكنولوجيا المعلومات (النظام العام)، ونجح في قسم الأمن السيبراني بفارق ملحوظ!

هل رسبوه في اختبار التعليم المجاني ونجحوه في اختبار التعليم بالنقود؟

ثم بالله عليكم… كيف لمثلي – ومثلي الكثير – الذي لا يستطيع سد جوعه إلا بنصف راتب شهري، أن يسدد بعد غد السبت مبلغ 177,000 ريال (منها 52,000 ريال رسوم تسجيل لمرة واحدة)؟

وأن أدفع خلال السنة 250,000 ريال، وذلك على قسطين، أي 125,000 ريال قبل بداية الفصل الدراسي الأول والثاني!

لقد فهمت معنى أن يجبرك نظام ما على أن تعيش مقيدًا بلا حقوق، وبلا أمل، وبلا فرص للارتقاء بحياتك ومعيشتك، بل بلا أي وسيلة تواجه بها سنة الله في المراحل العمرية لك ولأولادك.

إنني مثل الآلاف بلا تأمين وبلا أمان، وأولادكم بلا تأمين اليوم ولا أمان في المستقبل. كيف سيستطيعون الحصول على أساسيات حياتهم من مسكن وزواج وإنجاب، وأن يحصلوا على الحد الأدنى من حياة كريمة؟

إن نظامًا مثل هذا، الذي نعيش تحت قسوته وضغوطه، يجعل أمثالنا – نحن آلاف الموظفين وملايين الفقراء – نعيش فقط لنأكل. لقد فهمت معنى أن نعيش فقط للبحث عن توفير الطعام. نحن أسوأ حظًا من الأنعام، لأن الأنعام آمنة على قوتها يؤمنه لها رعاتها.

زر الذهاب إلى الأعلى