فضاء حر

بصمات العزي الصلوي في صحافة شؤون الهجرة

يمنات

محمد شمسان

من الرواد الأوائل للصحافة والاعلام في اليمن، وله بصمات كثيرة في عدد من الصحف والمجلات اليمنية التي اسهم بشكل فاعل في تأسيسها وإنطلاق نشاطها منذ بداية الثمانينات ، ومثل خلال مسيرته الصحفية مرجعية مهمة للكثير من الصحفيين والاعلاميبن الذين تعلموا على يديه فنون الاعلام وإعداد وتحرير المواد الصحفية بمختلف انواعها ، وكان له دورا مهما في ابراز وتقديم العديد من الاسماء الصحفية والاعلامية ممن نالوا شهرة واسعة على الساحة الصحفية والاعلامية وممن تولوا قيادات عدد من المؤسسات الاعلامية والصحفية الرسمية وغيرها .

الأستاذ القدير العزي الصلوي بدأ رحلته مع الصحافة من خلال صحيفة 13 يونيو التي انطلقت منتصف سبعينيات القرن الماضي وهي ماتعرف اليوم بصحيفة 26 سبتمبر بعد ان تم تحويلها الى مؤسسة اعلامية تتبع التوجيه المعنوي للقوات المسلحة ، ثم بعد ذلك تم استبعاده وتوقيفه من عمله في بداية الثمانينات وكان خلال تلك الفترة معرضا للاعتقال بسبب مواقفه السياسية المنحازة للوطن وقضاياه ، وبعد العفو عن المعتقلين السياسيين في نهاية 82م تقريبا ، إلتحق الصلوي بالوظيفة العامة في وزارة شؤن المغتربين ، ومن هنا كانت بداية جديدة له في تأسيس إدارة عامة للاعلام والاعلاقات العامة بالوزارة واستأنف نشاطه الصحفي إلى جانب زملاء آخرين عبر تأسيس مجلة الوطن التابعة للوزارة وهي المجلة التي كانت متخصصة في قضايا وشؤن المغتربين اليمنيين في مختلف دول العالم .

تميز الحبيب العزي الصلوي برشاقة قلمه وعذوبة كلماته وتأثير قدراته وامكانياته الصحفية الكبيرة، وهذا ما جعل الكثير من المؤسسات والصحفة المحلية تعتمد عليه وتستفيد من أفكاره في وضع خطط وبرامج عمل لنشاطها وتوجهاتها .

وفي بداية التسعينات وعقب تحقيق الوحدة اليمنية عمل الصلوي إلى جانب رفيقه وزميله عبدالحبيب سالم مقبل على تأسيس وإنشاء صحيفة الحدث التي انطلقت بقوة لتسجل أكبر حضور على الساحة الوطنية بعد أن إعتمدت اسلوبا مغايرا لواقع الصحافة اليمنية ، وحققت بذلك نجاحا كبير في أوساط القراء والسياسيين والمهتمين ، وفي غضون شهور قليلة تحولت الحدث إلى مدرسة صحفية رائدة لانزال إلى يومنا هذا – ملهمة للكثير من الصحف والمؤسسات الصحفية .

والحقيقة أن ” العزي الصلوي ” اسم عشقته في طفولتي ، حيث كان له أثرا بالغا في تشكيل وعي الصحفي والمعرفي ، لأنني أبن قريته التي ولد فيها ، فكان حديث الناس في طفولتي ، يصفونه باجمل الكلمات ويتحدثون عن نشاطه الصحفي ومواقفه السياسية الوطنية ، ومن خلال ذلك عرفت الإسم قبل ان أعرف الشخصية واحببته قبل أن ألتقيه ، كونه كان يعيش في العاصمة صنعاء وتأتي أخباره إلينا عبر الواصلين إلى قريتنا من صنعاء ومن المدن الأخرى ، وكم تمنيت أن اكون مثله صحفيا يحبه الناس ويلجؤن إليه لحل مشاكلهم وتسوية امورهم واوضاههم الدراسية والوظيفة .

وفي بداية التسعينات كنت أذهب إلى المكتبة لمراجعة الصحف بحثا عن اسمه الذي كان يتكرر في صحف مختلفة كمحررا أو كاتبا أو مديرا أو رئيسا للتحرير ، وكانت صحيفة الحدث هي بداية العهد المعرفي لي ، حيث كان مديرا لتحريرها ، وكنت انتظرها بشوق ولهفة واحملها معي في كل مكان بين اصدقائي واقول لهم هذا من قريتي ، إلى جاءت الفرصة للقائه في منزله في عام 92م ، وكنت حينها في غاية الفرحة والسعادة ، ومن هنا بدأت رحلتي مع الصحفي الكبير العزي الصلوي ، وبدأت اتعلم منه واستفيد من معارفه وثقافته الواسعة ، وكان اول من اتاح لي فرصة الكتابة والتحرير الصحفي ، وله الفضل بعد الله قي تدريبي وتطوير قدراتي وذلك الى جانب زملائي واساتذتي واحبائي في صحيفة الوحدوي التي أحبها واعشقها وافاخر بالإنتماء إليها وسأظل كذلك ما حييت .

الاستاذ العزي وخلال السنوات الاخير ولكونه ارتبط كثيرا بقضايا المهاجرين والمغتربين اليمنيبن في مختلف دول العالم – إنعكف على البحث والدراسة للهجرات اليمنية ، وصدر له كتابا قيما بعنوان ( الهجرات اليمنية إلى جنوب وشرق افريقيا )

أنني هنا أسجل خالص التقدير والامتنان والمحبة والاجلال لاستاذي ومعلمي وصديقي الحبيب العزي الصلوي ذلك الصحفي القدير والمعلم الحصيف والنموذج الفريد في مواقفه واخلاقه وإنسانيته ، وأتمنى من الله العلي القدير أن يحفظه ويمتعه بوافر الصحة والعافية والسعادة الغامرة.

زر الذهاب إلى الأعلى