مَكِيْدة حاقدة تُلقي «بفتاة»عامين خلف القضبان
عامان قضتهما الفتاة الريفية (س) خلف أقبية سجن المدينة التي زارتها لأول مرة في حياتها جراء تهمة (مفبركة) أُدينت من خلالها بمحاولة سرقة نصف كيلو مجوهرات من إحدى المحلات والاعتداء على صاحبه. وبعد اكتفاء المحكمة بالمدة وإعفائها من الفترة الزمنية المتبقية نظراً لحسن سلوكها، عادت برفقة والدها إلى القرية لتجد نفسها فتاة غير مرغوب بها، فهي مجرد سارقة جلبت العار لأهلها، لا أحد ينظر إليها ببراءة حتى أقرباؤها، ما دفعها إلى ملازمة غرفة صغيرة شبه مظلمة لمدة شهر ونصف، كانت كفيلة بتحويلها إلى مريضة نفسياً. حاولت عدة مرات إضرام النار على نفسها، وبعد أن شاع الخبر في أرجاء القرية والقرى المجاورة حظيت الفتاة (س) ببراءة المجتمع وبتعاطفه إلى جانب والديها وأسرتها، توالت الأحداث في أقل من أسبوع عندما زار أحد أبناء القرية المجاورة لقرية (دقامة) منزل (س) برفقة رجلين أحدهما مسن، فوجدوا (س) بحالة مؤسفة، موثقة اليدين والرجلين بقيدين ثقيلين، ليكشفوا لوالد الفتاة عن أسباب ما لحق بابنته المغلوبة على أمرها من ظلم من قبل (ع . م . ل) بتاريخ 9/3/2007 الذي أقسم أن يحرق (س) كما يحرق الحطب الذي تجمعه من أرضه، من (هوبة المراجيف)، أمام عدد من أصدقائه عقب تعرضه لصفعة منها أثناء محاولته التحرش بها في أرضه، وبشهادة بعض أهالي القرية.. عادت إلى منزل أهلها دون أن تحمل الحطب كعادتها مكتفية بدموعها.. خبر (كسر الناموس)- الذي كانت (س) قد أبطنته -شاع بين الناس الذين حملوا انطباعاً سيئاً عن (ع. م . ل) الرجل الثري الذي لطمته فتاة فقيرة تعمل في أرضه مقابل حصولها على الحطب، فشعر الرجل باحتراق شخصيته. وبعد أقل من عام فوجئ بتلك الفتاة وهي تدخل المحل الذي يعمل فيه في مجال تلحيم الذهب وعرفها من خلال ابن أختها الطفل "سامي" الذي يعيش مع والدته في الحارة المجاورة. ونظراً لعدم وجود الصائغ طلب صاحب الذهب من الفتاة أن تعود في اليوم التالي لاستلام الملبوس الذهبي جاهزاً وأعطاها سنداً بذلك موضحا فيه عدد جرامات الذهب والنوع والمبلغ المطلوب مقابل الخدمة، وما إن غادرت الفتاة حتى تأكد (ع. م.ل) من شخصيتها، وسأل عنها أحد أصدقائه الذي علم بكيد الرجل بعد عدة أسابيع فحاول أن يثنيه عن كيده باعتبار الفتاة من أسرة فقيرة، فذكّره (ع) بالعار الذي لحق به من تلك الفتاة الفقيرة وحاول أن يستعطفه بالقول: لقد أحرقت شخصيتي ولطّّخت سمعتي (قليلة الأصل) ناكراً أن يكون هو السبب فيما حدث لها، وقائلاً: "هذه ليس مشكلتي، صاحب الذهب معروف والبنت حاولت السرقة واعتدت على (الوليد) داخل محله"، كما حاول التصدي لكل من يريد أن يراجع عليها ، مذكرهم أن الفتاة مجرمة ولها سوابق في القرية، بعد مراجعة محاضر النيابة وُجد اسم (ع. م. ل) 36 عاماً، أحد الشهود المجيرين ضد الفتاة مع خلو أي شاهد ضد صاحب الذهب. ( م . غ). 22عاماً ماطل الفتاة في استعادة ذهبها خمسة أيام وتعمد تأخيرها بإيعاز من (ع. م . ل) .
الفتاة في محاضر التحقيق أكدت أن المدعي (م.غ) شتمها دون أن تذكر إنه استدرجها إلى قسم اللحام لاستلام الذهب وحاول الاعتداء عليها جنسياً فقاومته بعنف مستخدمة يديها في خدش وجه ما أدى إلى خدوش في أسفل إحدى عينيه وفي خده الأيسر كما بينت محاضر التحقيق، ولم تذكر محاضر التحقيق محاولة الاعتداء لتحفظ الفتاة عن كشف ذلك، ورغم إنكارها أن تكون قد حاولت سرقة ما يقارب نصف كيلو من الذهب فإن محاضر التحقيق أكدت القبض على الفتاة ووجدت بداخل حقيبتها اليدوية المجوهرات. وبعد عام على الحادث طرد (ع . م . ل) من العمل بعد أن علم صاحب الذهب والد الشاب (م . غ) بأن الحادث مدبر من قبله، وحاول التوصل إلى الحقيقة من ولده عبر أصدقاء آخرين له يثق بهم، فأكد الشاب أن (ع. م . ل) خدعه وقال له أن الفتاة جميلة جداً ولها سوابق في مجال الانحراف، وخلال اليومين الأخيرين خاف الشاب بعد أن وجد الفتاة تتأذى من الكلام وترد عليه بالخروج من المحل فأبلغ صاحبه الذي أقنعه بأنها تحاول ادعاء الشرف. وفي اليوم الخامس يوم الحادث قال له (ع . م . ل) عندما تأتي اسحب منها السند وأقنعها بأنها إن كانت تريد ذهبها تدخل، وأن تضع حقيبتها بجانب الدولاب من الداخل "وإلا ما بش عندي ذهب"، وبينما قام الشاب بتنفيذ المهمة الساعة الثانية بعد الظهر قام (ع . م . ل) بحشو الحقيبة بحزام ذهب وبعض المجوهرات الأخرى. وما أن فشلت محاولة الاعتداء الجنسي حتى أبلغ الأخير الشرطة وبعد لحظات أبلغ الشاب أباه بأن الفتاة حاولت سرقة المحل وطلب منه أن يبلغ الشرطة بذلك والتي فتشت الحقيبة لتجد الذهب ثم اختفى (ع. م . ل) عدة أيام، حضر إلى النيابة للإدلاء بشهادته الزور ضد الفتاة البريئة التي دفعت ثمن الدفاع عن شرفها الكثير والكثير.
وللعلم فإن والد الشاب قد قام بالتكفل بعلاج الفتاة (س) في إحدى المستشفيات وتقدم برفقة والد الفتاة برفع قضية على المتسبب إلى المحكمة، فأصدرت النيابة أمراً بالقبض القهري على الجاني (ع . م . ل) الذي ما زال فاراً.