أرشيف

سالم صالح: ادعوا الحراك والسلطة والمعارضة للتصالح والتسامح والحوار بدلاً من نبش القبور

دعا سالم صالح محمد مستشار رئيس الجمهورية الأطراف كافة في الحراك والسلطة والمعارضة في الداخل والخارج الى الالتزام بقاعدة التصالح والتسامح والحوار بدلاً من نبش القبور والملفات السيئة للماضي البعيد. وقال صالح محمد في حوار مع (الأمناء) أنا حالياً ملتزم بما أرساه المناضلون في الداخل ومن خلال تلمسهم معاناة الناس بعد حرب 94م المشؤومة من قاعدة ذهبية التصالح والتسامح والحوار وأطالب الجميع باحترام هذه القاعدة والالتزام ببنودها والنظر كبقية الشعوب الى الحاضر والمستقبل: وطالب من يهاجمون الحزب الاشتراكي اليمني بعدم هدمة حتى لا يفقد الوطن بريق التعددية الحزبية والسياسية وتتحول الساحة إما إلى شمولية جديدة او إلى فوضى عارمة تأكل الأخضر واليابس. وتناول مستشار الرئيس اليمني العديد من القضايا الداخلية وبخاصة ما يتعلق بالحوار بين حزب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب المعارضة، وموقفه من الحراك الجنوبي وقيادات المعارضة في الخارج، كما تطرق الى العديد من القضايا السياسية على الساحة اليمنية.. وفي ما يلي نص الحوار:
 
· لنبدأ بقراءة سريعة للمشهد العام على الساحة في المحافظات الجنوبية؟
 
– كنا وما زلنا نأمل بأن تتحسن الأمور بعد نجاح فعاليات خليجي عشرين وان تنعكس النتائج الايجابية لهذه الفعالية على الأوضاع الداخلية والخارجية لتحسين المشهد القائم الذي لا يخلو من الصراع وجر الأمور إلى ما لا يرضي الله والناس.
 
· ما هي دلالة حديث فخامة رئيس الجمهورية حول التنيظم السياسي الموحد بين الاشتراكي والمؤتمر ولماذا فشل هذا المشروع فيما سبق وهل هناك نيات لإحيائه؟
 
– هذا المقترح طرح في السبعينيات من القرن الماضي ونحن اليوم في القرن الواحد والعشرين حيث حصلت تغييرات هائلة على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي والمناخي الدولي غيرت المفاهيم والقواعد لتلك المراحل السابقة. أما فشل المشروع فهو عائد إلى إنعدام الثقة والرؤية المشتركة لأطراف العمل السياسي اليمني.

· كنتم الشخص الثاني في قيادة الحزب الاشتراكي.. واليوم ما زلت في عضوية لجنته المركزية.. لكن لا يلمس لكم اي نشاط حزبي وتبدون اقرب إلى المؤتمر.. اين تقفون من الحزب الاشتراكي وكيف تقيمون وضعه؟

 – خمسون عاماً امضيتها في العمل النضالي والحزبي والفكري وساهمت بتواضع مع تلك الكوكبة التي حررت ووحدت الجنوب وبالعزيمة نفسها واصلنا المشوار في تحقيق وحدة الوطن اليمني الكبير وجاءت حرب 94م بنتائجها الوخيمة لتخرجنا من هذه المشاركات والمعادلة حيث عشنا 8 سنوات في المنافي وتم فصلي من الحزب وبعدها عدنا إلى الداخل واكتفينا بالمشاركة بالدفاع عن ما نراه صحيحاً وفي انتقاد ما نراه (خاطئاً). أما اوضاع الحزب فهو حزب تاريخي ولد في معمعة الصراع ضد الامبراطورية البريطانية وهو جسر وطني انصح من يهاجمه بأن لا يهدمه لأن الوطن بحاجة إليه وإلى مثله من الاحزاب الوطنية والديمقراطية وحتى لا نفقد بريق التعددية الحزبية والسياسية وتتحول الساحة إما إلى شمولية جديدة او الى فوضى عارمة تأكل الأخضر واليابس.
 
· ما هي علاقتكم بقيادة المعارضة في الخارج وتحديداً علي ناصر والعطاس بالنظر إلى العلاقات التي كانت تربطكم.. وكيف تنظرون إلى مبادرتهما الاخيرة بشأن القضية الجنوبية؟
 
– علاقتي بالأخوة الرؤساء طيبة يسودها الاحترام المتبادل ومبادرتهم التي جاءت كمساهمة في إطار التشاور الذي حصل بين مختلف الاطراف لعقد المؤتمر الوطني للحوار هي واحدة من المساهمات التي قدمتها الاحزاب والشخصيات وكانت محل نقاش واخذ ورد حتى يخرج هذا الحوار بالاجماع الوطني لمعالجة الاوضاع القائمة.

· وجه إليكم البعض انتقاداً لحديثكم في قناة الجزيرة (برنامج زيارة خاصة) واعتبره البعض اثارة لقضية دفنت والبعض اعتبر ان هذا الحديث جاء بناء على توجيهات.. ما تعليقكم؟
 
– انت تجرنا الى نبش الماضي الذي قالت فيه كافة الاطراف ما قاله مالك في الخمر، وانا حالياً ملتزم بما ارساه المناضلون في الداخل ومن خلال تلمسهم معاناة الناس بعد حرب 94م المشؤومة من قاعدة ذهبية هي قاعدة التصالح والتسامح والحوار وأطالب الجميع في الحراك او في السلطة والمعارضة في الداخل والخارج احترام هذه القاعدة والالتزام ببنودها والنظر كبقية الشعوب إلى الحاضر والمستقبل بدلاً من نبش القبور والملفات السيئة للماضي البعيد.
 
· يقال ان هناك قيادات نافذة في السلطة تتحسس من وجودكم على مقربة من رئيس الجمهورية وعن سعي لإبعادكم خشية ان تسند اليكم مهام اكثر اهمية.. ما الذي تلمسونه انتم؟
 
– لمسنا ذلك وعبرنا في اكثر من مناسبة وموقف من اننا لسنا بديلين لأحد وليس لدينا الرغبة لا في مواقع السلطة ولا في مواقع المعارضة.. فلدينا من القناعة والزهد واحترام العمر وخمسين عاماً من المساهمة الوطنية ما يجعلنا نترك للمتسابقين والطامعين الى المناصب او الظهور في المواقع فرصة الدخول إلى مارثون السباق والله المستعان والمعين لكن هذا الزهد لا يعني ترك الكفاءات والشباب المؤهل من دون عمل وتحت طائلة البطالة.

· البعض كان يؤمل عليكم الكثير بعد عودتكم من الخارج في المساعدة في حل بعض قضايا الجنوب ولكن شاهدنا الاستاذ سالم صالح اتخذ موقفاً محايداً على ما يبدو هل هناك موانع لم يفصح عنها؟
 
– لا ينكر ما قمنا به ونقوم به في مساعدة المحتاجين من اهلنا ومناطقنا غير جاحد او جاهل ومع ذلك فكل ما قدمناه لا يحتاج الى شكر احد وما قصرنا به نطالب ممن لديهم حقاً معاناة الفقر والظلم ان يسامحونا لعدم تمكننا بحكم مواقعنا من المساعدة الفاعلة في تغيير امورهم نحو الاحسن.,
 
· هل ما زالت تربطكم علاقات مع السيد علي سالم البيض.. وما نوع التواصل فيما بينكم؟
 
– لا توجد اية علاقات منذ حرب 94 المشؤومة.

· تنتمون الى محافظة لحج معقل الحراك الجنوبي كيف تنظرون إلى مسيرة الحراك وما تقييمكم لمسيرته حتى اليوم وهل لكم ملاحظات على أدائه؟
 
– الحراك هو نتيجة رد فعل الشعب على نتائج حرب 94م ونسف اتفاقيات الوحدة وبدأ الحراك سلمياً ونأمل ان يستمر وان يتحول إلى عمل سياسي لديه برنامج وقيادة موحدة وبيعد عن مربعات العنف والشعارات المتطرفة.
 
· هل يتواصل معكم ناشطو الحراك وهل عرض عليكم الانخراط فيه باعتباركم شخصية مجربة وصاحب تاريخ سياسي ونضالي كبير؟
 
– معظم قيادات الحراك كانوا زملاء سابقين في الحزب الاشتراكي او في السلطة السابقة ولكن لا تواصل بيننا حالياً ومن خلالكم اجدد دعوتي لهم ولأحزاب اللقاء المشترك ان يحترموا قاعدة التصالح والتسامح والحوار وان تكون قاعدة العلاقة والتنافس السلمي الشريف في العمل السياسي.
 
· ما هي إيجابيات الحراك وما الذي ينقصه من وجه نظركم.. وكمستشار لرئيس الجمهورية ما هي نصيحتكم للقيادة السياسية بشأن كيفية التعامل معه؟

– في كتابي الأخير لرؤية علاجية لقضايا وطنية خلافية ومن صفحة 110 حتى 225 تحدثت بالتفصيل عن استقطاب الحراك السلمي الجنوبي، واتمنى من صحيفتكم المؤقرة اعادة نشر وجهة نظري الكاملة من دون زيادة او نقصان وهي اجتهاد ومحاولة للارتقاء بالحوار وبالعمل السياسي المثمر والصبور إلى جادة الصواب والفعل.. وبالنسبة للسلطة فقد اخذت حتى الان وجهة نظري فيما يتعلق بالوضع في صعدة ومعالجته وايضاً بعض المسائل التي وردت في ابواب هذا الكتاب والله الموفق..

· يدور الصراع حالياً بين المؤتمر الشعبي وحلفائه واحزاب اللقاء المشترك بشأن الاستحقاق الانتخابي.. ما تقييمكم انتم لقرار المؤتمر المضيء نحو الانتخابات منفرداً وقرار المشترك بالمقاطعة؟
 
– على الأطراف كافة احترام المصالح العليا للشعب اليمني الصبور والمغلوب على امره وعدم جرنا الى صراعات جديدة تأكل ما تبقى في هذا الزمن الرديء والصعب داخليا وخارجيا وعليهم أخذ العبرة والدروس مما حصل في العراق وافغانستان والصومال والسودان؟

· في حديث لكم مع صحيفة الخليج الاماراتية في نوفمبر الماضي قلتم ان اليمن لن تكون باكستان.. إلى اي اسانيد استندتم في تصريحاتكم المطمئنة هذه؟
 
– كنت اتحدث مع الصحيفة حول الارهاب والتنسيق مع الامريكان حول الحرب ضد هذه الظاهرة واستخدام الباكستان طائرات بدون طيار تقتل المدنيين الابرياء ووجود القوات الامريكية وقوات حلف الناتو في افغانستان وهذه المناطق، والسؤال هل نحن بحاجة الى ذلك هنا في اليمن؟ هنا الشعب يرفض وجود اية قواعد وقوات اجنبية ولذا لا بد ان يعرف العالم الخارجي مواقف الشعب وقواه الحية المؤمنة بالحرية والديمقراطية والسلم والأمن والأمان وبالتنمية والتعليم والصحة نقدر ان نواجه تجفيف منابع التطرف والغلو والإرهاب والعنف..

· بعد الضجة التي اثارتها وثائق ويكيليكس وحادثة الطرود ما الآثار السلبية التي انعكست على العلاقات اليمنية السعودية؟
 
– ليست لدينا معلومات ويمكن توجيه السؤال للأخ الدكتور القربي وزير الخارجية ليرد على ذلك كونه الجهة المختصة في العلاقات العربية والدولية.
 
· هل يفهم من اطلاق المبادرات للقيادات الجنوبية من الاراضي السعودية انها بإيعاز من المملكة خاصة ما يتعلق بالفيدرالية والكونفدرالية؟
 
– المباردات التي جاءت هي نتاج لاجتماعات تمت في القاهرة ولندن والنمسا وليس من المملكة.
 
· مؤخراً تعالت اصوات ابناء يافع للمطالبة بإعلان مديرياتهم محافظة.. لماذا هذا التوقيت بالذات وهل لنفوذ الحراك في يافع التي احتضنت مؤخراً لقاء لتوحيد مكونات الحراك وصدور بيان يافع، دوره في ظهور يافع إلى دائرة الاهتمام؟
 
– الموضوع ليس بجديد والجديد هو لقاء الرئيس بهذه الشخصيات التي جاءت من 10 مديريات ولديهم 12 دائرة انتخابية وهم مشتتون بين الحوطة وزنجبار ولديهم معاناة دائمة منذ الاستقال وحتى اليوم. كما انه من المنصف والجانب الحقيقي يمكن هذه المناطق وفي مناخ احلال الحكم المحلي كامل الصلاحيات ان يطالبوا بحقوقهم وان يطالبوا كما حقق اخوانهم في الضالع وعمران محافظة خاصة بهم يحصلون على حقهم المستحق الذي يتوازى مع بقية المناطق في الوظائف القيادية وان ينتهي تهميش يافع الذي لحق بها منذ حرب 94 المشؤومة.. ولأن المقومات كافة مكتملة من التعداد السكاني ومساحته الجغرافية وغيرها.

· وما هي المخاوف التي تلمسونها من إعلان يافع محافظة وما هي الجهات التي تقف ضد هذا المشروع وفي حال نجاحه ما هي حدود محافظة يافع؟
 
– لكل حادث حديث والموضوع مطلب حقوقي لا يضر أحد على الإطلاق.
 
· اثناء بطولة خليجي 20 شهد نشاط القاعدة هدوءاً كلياً وهو ما حسب على انه اتفاق مع السلطة، كيف تنظرون انتم إلى ذلك؟
 
– هذا سؤالكم وفيه جوابكم أما رأي الناس البسطاء فهو الترحيب بإخوانهم واشقائهم من دول الخليج والجزيرة والعراق دائماً وابداً.. والبسطاء لا يخلطون الأمور ويعملون دائماً تحت الشمس وفي النور لأنهم اهل النور وبعكس سماسرة الظلام الذين يريدون تدمير البلاد والعباد.
 
نقلا عن صحيفة الأمناء – حاوره /رئيس التحرير – عدنان الأعجم

زر الذهاب إلى الأعلى