أرشيف

يحيى الحوثي: لو نزلتم إلى الشوارع وطالبتم بغير سقوط النظام انصحكم ان لا تنزلوا

وجه يحيى بدر الدين الحوثي مساء يوم امس الأربعاء نداء لأحزاب المعارضة والمنظمات المدنية الذين دعوا لاعتصامات جماهيرية صباح اليوم الخميس في كل محافظات الجمهورية احتجاجاً على سياسات الحزب الحاكم، حيث طالبهم بالنزول إلى الشارع والمطالبة بإسقاط النظام،وقال “إن الثورة على مثل هذا الحجم الإجرامي الكبير من أقرب القرب إلى الله تعالى وأفضل ما تقدمونه للشعب من خدمة وفضل.
كما توجه بنصحية للقاء المشترك طالبهم فيه بعدم النزول إلى الشوارع ما لم تكن مطالبهم غير اسقاط النظام حيث قال:إنكم إن نزلتم إلى الشوارع وطالبتم بغيرسقوطه وإخراجه من السلطة وصممتم على ذلك مهما راوغ ومهما أعطى من تنازلات ، فأنصحكم أن لا تنزلوا إلى الشارع لأنكم حينئذ لم تعبروا عن رغبة شعبكم في التغيير بل ولا حتى عن مطالبكم أنتم، وإن أنتم ستستمعون إلى خطاباته وتوسلاته وتنازلاته الكلامية وتميلون إليها فلا تنزلوا لأن النتيجة معروفة وهو العودة إلى الوعود والتسويف.
نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة والأخوات رؤساء وأمناء وأعضاء المعارضة اليمنية ، ورؤساء وأمناء وأعضاء المنظمات المدنية الأخوة والأخوات من كافة أبناء شعبنا اليمني الأبي،تحية طيبة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
وبعـــــــــــــــــــــد
 
نطالع باهتمام بالغ تلك التوجهات اللاحضارية للنظام المتسلط على شعبنا منذ أكثر من ثلاثين عاما، واستعداداته الواضحة لاستخدام العنف لمنع الشعب من ممارسة حقه المشروع في التظاهر والتجمهر والاعتصام، وغير ذلك من الوسائل السلمية المكفولة دستوريا وقانونيا، وذلك التوجه وتلك الاستعدادات وحتى الممارسات التي أطال بها الدكتاتور عمره في السلطة والتي عوَل عليها طوال الفترة الماضية لاستمراره في غيه وطغيانه واستبداده وظلمه، هي كما تعلمون مخالفات للشرع وللدستور والقانون اسقط بها أي دعوى للشرعية في بقائه في السلطة.
 
أيها الأخوة والأخوات، إن علي صالح ليس في مستوى بن علي ولا حسني مبارك في التحضر وخدمة بلاده،ولا في احترام نفسه، فهو بخلافهما يخوض في دماء اليمنيين منذ ثلاثة وثلاثين سنة في حروب متواصلة ما إن يخرج من حرب إلا ليدخل في أخرى، والتي منها حروب صعدة وبقية مناطق الشمال حيث دمر القرى وحتى المساجد على المصلين وأحرق فيها كتاب الله الكريم وآياته الطاهرة،وقتل مئات الأطفال والنساء والأسرى والمعتقلين والنازحين في إجرام وبشاعة لم يسبقه إلى مثلها أحد في بلادنا على مر التاريخ، بينما بن علي وحسني لم يصلا في إجرامهما ـ وهو كبير ـ إلى ما وصل إليه علي صالح من إجرام، فالثورة على مثل هذا الحجم الإجرامي الكبير من أقرب القرب إلى الله تعالى وأفضل ما تقدمونه للشعب من خدمة وفضل.

أيها الأخوة والأخوات الكرام، إن النظام يعتبر أي مظاهرة وأي تجمع لا يرضيه فتنة، وأي محتج مخرب،وأي معارض له ضالا،وأي توجه يخالف توجهه ردة ،أحكام مسبقة يبيح لنفسه بها دماء معارضيه وإذلالهم بل وحتى منتقديه،وعليه فسيستخدم في مواجهات مطالبكم الحقة والمشروعة والتي منها وعلى رأسها نزولكم إلى الشوارع والميادين للتعبير عن مطالبكم، كل وسائل القمع وكل الحيل والمراوغة والمكر، في سبيل أن يبدد جمعكم ويشتت كلمتكم ، ويفقدكم عزائمكم البطولية، ليسيربكم عودا على بدأ على طريق التسويف والأوهام والوعود الكاذبة التي طالما سمعناها منه، وقد رأيناه الآن وقد بدأ بخطاب خاوي المعنى مليئ بالوعود الكاذبة بينما هو يستعد لاستخدام العنف والقوة.
 
أيها الأخوة والأخوات الكرام، إن الشعب ينتظر منكم مبادرة قوية وعطاءً حقيقيا ليلتف من حولكم، ويدرأ عنكم المخاطر ويحيطكم بالحماية والتأييد، وإن النظام يسعى إلى قطع علاقتكم بالشعب، وإلى هز الثقة فيما بينكم أنتم من جهة وفيما بينكم وبين الشعب من جهة أخرى، عن طريق أساليبه الماكرة، حتى إذا قطع ثقة الشعب بكم وأيَسه من نجاحكم التف عليكم إذلال وقتلا واعتقالا وتعذيبا، تماما كالفخ المتمثل في خطاب حسني مبارك البارحة، وعليه فإنكم إن نزلتم إلى الشوارع وطالبتم بغيرسقوطه وإخراجه من السلطة وصممتم على ذلك مهما راوغ ومهما أعطى من تنازلات ، فأنصحكم أن لا تنزلوا إلى الشارع لأنكم حينئذ لم تعبروا عن رغبة شعبكم في التغيير بل ولا حتى عن مطالبكم أنتم، وإن أنتم ستستمعون إلى خطاباته وتوسلاته وتنازلاته الكلامية وتميلون إليها فلا تنزلوا لأن النتيجة معروفة وهو العودة إلى الوعود والتسويف وقد جربناه وعرفتموا ذلك منه فليس سلوكه هذا خافيا على أحد، وسينعكس ذلك عليكم بأشد الأضرار لأن الشعب سيرى فيكم مجرد مستغلين للأحداث والظروف تطالبون بمناصب ومصالح شخصية ليس إلا.
 
أيها الأخوة والأخوات الكرام، لتكن مطالبكم واضحة وهي :
 
1 – عزل علي صالح عن السلطة.
 
2- تشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على تعيين لجنة انتخابات حرة ونزيهة ومحايدة لتهيئة الانتخابات ينتخب فيها الشعب الرئيس ورئيس الحكومة،
 
3- تعيين لجنة لدراسة الدستور وتعديله بما يواكب روح العصر، وطموحات الشعب، وبما يضمن التداول السلمي للسلطة.
 
وهذه المطالب القانونية حق يعترف لكم بها الجميع في الداخل والخارج، وكفى ظلما وكفى سكوتا على الظلم، وإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم.
 
وتقبلوا خالص تحياتي وعالي تقديري.
 
أخوكم / يحيى بدرالدين الحوثي 2/2/2011

زر الذهاب إلى الأعلى