أرشيف

مطالبة يمنية بمحاكمة مسؤولي القمع

تواصلت في اليمن المسيرات والمظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح، حيث تظاهر عشرات الآلاف في شوارع العاصمة اليمنية صنعاء، وفي مدن تعز وأب (جنوب) والحديدة (غرب)، وطالبوا كذلك بمحاكمة المسؤولين عن أعمال القمع والقتل في حق المتظاهرين.
وقد سار المحتجون في أحد الشوارع الرئيسية بصنعاء، وهتفوا بشعارات مطالبة بتنحي صالح الذي يحكم منذ 32 عاما. ورفع المتظاهرون الأعلام اليمنية وأعلام دول مجلس التعاون الخليجي الست التي يجتمع وزراء خارجيتها اليوم في العاصمة السعودية لبحث سبل إيجاد تسوية للأزمة السياسية في اليمن.
وتجددت الاحتجاجات بعد يوم شهد تدخلا قويا من طرف قوات الأمن أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل وجرح أكثر من 1000 آخرين، حيث أطلقت قوات الأمن اليمني الرصاص والقنابل المسيلة للدموع على المحتجين في صنعاء وتعز.
وأكد طبيب يعالج الجرحى لرويترز أن شخصا مات في تعز وأصيب 43 بالنار ثلاثة منهم في حالة خطيرة، وأضاف أن نحو 30 شخصا جرحوا بسبب الهراوات والحجارة وأن أكثر من 500 يعانون من استنشاق الغاز المسيل للدموع.
 وقال شهود إن مئات المتظاهرين الذين حاولوا مساء السبت اختراق حاجز للشرطة بمدينة تعز للسير إلى أحد قصور الرئاسة جوبهوا بإطلاق نار وغاز مسيل للدموع من قوات الأمن.
اعتقالات واسعة
وقد عاد هدوء حذر إلى المدينة بعد انتشار قوات الجيش في شوارع تعز، وذكر شهود عيان أن قوات الأمن نفذت حملة اعتقالات في صفوف المحتجين. وأدت المواجهات إلى جرح ما يقارب 200 متظاهر, بعضهم بالرصاص الحي وفق المستشفى الميداني بساحة الحرية.
وكان آلاف من مواطني تعز قد خرجوا في مظاهرة بساحة التغيير وقرب مبنى المحافظة -التي تشهد ثاني اعتصام مدني شامل- احتجاجا على استمرار قوات الأمن في قتل المحتجين المطالبين بمحاكمة الرئيس ورموز نظام حكمه. وفي صنعاء، قال مراسل الجزيرة نت هناك عبده عايش إن المئات من المعتصمين في ساحة التغيير أصيبوا مساء أمس السبت في هجوم لقوات الأمن المركزي ومسلحين بزي مدني. وقال شهود عيان إن مسلحين بزي مدني قاموا بإطلاق الرصاص من منازل مجاورة لشارع الزبيري حيث تتمركز قوة أمنية كبيرة لمنع أي متظاهرين من تجاوز الشارع. ونقل المراسل عن مصادر طبية قولها إن أكثر من 1000 مصاب امتلأ بهم المستشفى الميداني بساحة التغيير، وأحيلت عشرات الحالات الحرجة جراء الإصابة بالرصاص إلى المستشفيات الخاصة. وأشارت مصادر إلى أن معظم المصابين يعانون من حالات اختناق وتشنج وإغماء نتيجة الاعتداء عليهم بقنابل غاز “سام”، وأن عشرات منهم تعرضوا لإصابات في الرأس والوجه بالرصاص الحي.
عصيان مدني
إلى ذلك شهدت مدينة عدن (جنوب) السبت ثاني عصيان مدني شامل استجابة لدعوة أطلقتها ثورة 16 فبراير أحد مكونات الحركة الاحتجاجية. وقالت مصادر محلية إن حالة العصيان أدت لقطع الطرقات الرئيسة والفرعية بين المديريات وتوقف حركة المواصلات فيما بينها وإغلاق عدد كبير من المحال التجارية أبوابها.
 وذكر الشهود أن المدينة أصيبت بالشلل التام بسبب العصيان الذي يعد امتدادا للاحتجاجات التي تشهدها المحافظة منذ نحو شهرين.
وعلى صعيد منفصل أدانت أحزاب اللقاء المشترك في حضرموت كبرى محافظات البلاد الاعتداء الذي تعرض له المعتصمون في ساحة التغيير بالمكلا عاصمة محافظة حضرموت.
واستنكر البيان “تباطؤ” السلطتين المحلية والأمنية في التصدي للمهاجمين، متهما أطرافا سياسية بالسلطة بانتهاج “سياسة التعبئة” ضد أحزاب المشترك بحضرموت وقياداته”. وفي محافظة الحديدة (غرب) تظاهر آلاف من المحتجين للمطالبة بإيقاف “الجرائم” التي يقوم بها نظام الرئيس صالح ضد الثوار في تعز وصنعاء.





المصدر:الجزيرة + وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى