أرشيف

دبابات سورية تجتاح أحياء في حمص وبلدات جنوبية

 قال سكان ان قوات سورية اقتحمت ثلاثة أحياء في مدينة حمص بوسط البلاد وان الدبابات دخلت عدة بلدات جنوبية يوم الاحد في حملة لسحق انتفاضة ضد الحكم المطلق لحزب البعث.
 وفي أول توغل بمناطق سكنية في حمص ثالث أكبر مدينة سورية قال سكان لرويترز ان دوي نيران الاسلحة الآلية والقصف سمع في أنحاء المدينة البالغ عدد سكانها مليون نسمة.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان مدنيا واحدا على الاقل وهو طفل عمره 12 عاما قتل عندما دخلت الدبابات والجنود أحياء باب السباع وباب عمرو وتل الشور مساء السبت.
 وقال المرصد في بيان ان حصارا كاملا فرض على المناطق منذ السبت وان هناك تعتيما كاملا على عدد القتلى والجرحى فيما تتعرض الاتصالات والكهرباء للانقطاع على نحو متكرر هناك.
 وقال ناشط مدافع عن حقوق الانسان في حمص بالهاتف ان هناك تقارير عن سقوط مزيد من القتلى لكن ليس بالامكان التأكد منها مضيفا انه لا يستطيع الخروج من بيته وان قوات الامن منتشرة في كل مكان.
 وبدأت الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في سوريا في مدينة درعا يوم 18 مارس اذار وانتشرت في أنحاء منطقة حوران يوم الجمعة وهي منطقة زراعية استراتيجية متاخمة للاردن من الجنوب وهضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل من الغرب
. ويطالب المحتجون بالحريات السياسية وانهاء الفساد وتنحي الرئيس السوري بشار الاسد. ويقول الاسد ان المحتجين جزء من مؤامرة أجنبية لاثارة فتنة طائفية في البلاد. وينفي المحتجون هذا الاتهام.
 وألقت السلطات السورية باللوم في نحو شهرين من العنف على “جماعات ارهابية مسلحة” يقولون انها تعمل في درعا وبانياس وحمص وأجزاء أخرى من البلاد التي تحكمها عائلة الاسد منذ 41 عاما على الاقل.
 وقمع حافظ الاسد الرئيس الراحل ووالد الرئيس الحالي انتفاضة اسلامية مسلحة عام 1982 والتي سقط فيها نحو 30 ألف قتيل. وتقول جماعة لحقوق الانسان ان قوات الامن قتلت 800 مدني على الاقل خلال الانتفاضة المستمرة منذ سبعة أسابيع.
 ودخلت الدبابات عدة بلدات في سهول حوران يوم الاحد. وقال سكان انهم سمعوا أصوات أعيرة نارية وان قوات تابعة للجيش وأجهزة أمنية تقتحم منازل لاعتقال شبان. ويبلغ العدد الاجمالي لسكان البلدات الثلاث حوالي 80 الف نسمة.
 وقال شهود ان الجيش يكثف وجوده في أنحاء منطقة حوران بعد انسحاب جزئي من درعا هذا الاسبوع ويعيد الانتشار في بلدات ريفية على مقربة. وقال احد السكان في طفس “نعرف انهم لن يسامحونا بسبب تضامننا مع درعا.
انهم يستهدفون طفس ايضا لان بها الكثير من الشبان الذي فروا من الهجوم على درعا.” وتجمع الالاف من سكان قرى حوران في طفس يوم الجمعة ورددوا هتافات تطالب بالاطاحة بالاسد.
 وقال شهود ان سكان القرى الذين تم منعهم من دخول درعا المجاورة – التي ما زالت تحاصرها الدبابات – نظموا واحدة من اكبر المظاهرات في حوران على الرغم من الوجود الكثيف لقوات الامن في السهول.
 وفي بانياس المطلة على ساحل البحر المتوسط قال نشطاء مدافعون عن حقوق الانسان ان القوات السورية قتلت بالرصاص ستة مدنيين في هجوم على أحياء للسنة يوم السبت وما زالت حملات الاعتقال مستمرة.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 200 شخص اخرين على الاقل ألقي القبض عليهم في بانياس خلال حملات أمنية استهدفت المنازل بالمدينة منهم طفل عمره عشر سنوات.
 وقال دبلوماسي غربي ان 7000 شخص ألقي القبض عليهم منذ منتصف مارس اذار. وقبل بدء الانتفاضة كان الاسد الذي ينتمي الى الطائفة العلوية يخرج من عزلة غربية بعد تحديه للولايات المتحدة بشان العراق وتعزيز تكتل مناهض لاسرائيل مع ايران.
 وأثار الهجوم على بانياس في مطلع الاسبوع توترات طائفية. وكان الغرب يعمل لعودة الاسد على الصعيد الدولي على مدى الاعوام الثلاثة الماضية لاخراجه من التحالف مع ايران وتشجيع خطوات السلام مع اسرائيل لكن قمعه للاحتجاجات أدى الى تعطيل هذا المسعى
. وهددت الولايات المتحدة ردا على مقتل 27 متظاهرا يوم الجمعة باتخاذ خطوات جديدة ضد الحكام السوريين.
وفرضت واشنطن عقوبات على مسؤولين سوريين ليس من بينهم الاسد. وفرض الاتحاد الاوروبي لاحقا عقوبات مماثلة.
من سليمان الخالدي

زر الذهاب إلى الأعلى