أرشيف

ساحات التغيير في اليمن تتحول إلى ملاعب للأطفال

لم يجد اليمنيون من وسيلة لإظهار دعمهم للثوار إلا باصطحاب أطفالهم إلى ساحات التغيير والحرية في أكثر من منطقة، فالعيد كان هذا العام بالنسبة لأغلب اليمنيين مختلفاً عن سابقيه، فقد أجبر “الحاكم الوطني” شعبه على قضاء العيد في حزن دائم، إذ لا يخلو بيت من بيوت غالبية اليمنيين من ألم وحرقة، سواء رحيل رب الأسرة، أي الأب أو الأم، أو غياب أحد فلذات الأكباد .

 

في ساحات التغيير بصنعاء وساحة الحرية بتعز وإب وعدن، وغيرها من مدن البلاد، اصطحب اليمنيون أبناءهم ليقضوا مع الثوار أفراح العيد، فالثوار يعتصمون منذ أشهر في هذه الساحات رغبة في التغيير ورحيل النظام، وهذا هو العيد الثاني الذي يجدون فيه أنفسهم في الساحات وأطفالهم وأقاربهم بعيدون عنهم .

 

لقد احتضنت ساحات التغيير الأطفال الذين حضروا ليشاركوا الثوار فرحتهم، فأقام لهم الثوار ألعاباً ليلهوا بها بدلاً من أن يتجهوا إلى حدائق الألعاب ليلهوا كما كل أطفال المسلمين .

 

اقتطع الثوار مساحات صغيرة من ساحاتهم الكبرى ليقيموا للأطفال بعض الألعاب ليتمكنوا من اللهو بها بالقرب منهم، وحتى يمنحوا الثوار زاداً للصبر والتحمل، فهذا الجيل من الصغار الأبرياء الذي لم يعرف الكره والحقد، يجب أن يرضع منذ صغره مبادئ الحرية، لأنه لن يتعلمها إلا في هذه الساحات .

 

لقد امتلأت ساحات التغيير بالأطفال الذين قضوا فيها الأيام الأولى من حلول عيد الأضحى المبارك، وحضر معهم أبناء الشهداء الذين فقدوا في هذه الساعات أحبتهم، كما حضر الكبار الذين فضلوا قضاء العيد وسط ساحات لا تزال محاصرة بدبابات “الحاكم الوطني” وبلاطجته .

 

سيأتي اليوم الذي يحكي فيه الصغار ذكرياتهم في ساحات الحرية والتغيير عام ،2011 ويأمل الكثير ألا يكونوا بحاجة غداً عندما يكبرون إلى ساحات تغيير شبيهة بساحات التغيير اليوم .

 

يأمل اليمنيون أن يُمنح الأطفال والكبار على السواء الأمن والأمان على أيدي حكم وطني عادل، حكم لا يحتاج لأن يستخدم الدبابات والصواريخ لإسكات المطالبين بحياة كريمة، كما يفعل الحاكم اليوم .

 

المصدر: “الخليج”

زر الذهاب إلى الأعلى