أرشيف

تقرير إخبارى: انتشار سريع لتنظيم القاعدة.. وتأسيس خمس إمارات إسلامية في اليمن

تحكم عناصر تنظيم القاعدة سيطرتها على عدة مدن يمنية جنوب شرق البلاد فيما تهدد بالزحف على مدن إستراتيجية يمنية أخرى.

وأعلنت القاعدة حتى اليوم، خمس إمارات إسلامية في اليمن وهي امارتي زنجبار وجعار بمحافظة أبين، وإمارة عزان في محافظة شبوة، وإمارة رداع في محافظة البيضاء، وإمارة الحبيلين في محافظة لحج جنوب شرق صنعاء.

وفي حين تخوض عناصر القاعدة مواجهات عنيفة مع قوات الجيش اليمني في محافظة أبين جنوب اليمن منذ اشهر إلا أنها تتوسع يوما بعد يوم وما تزال تعلن مناطق أخرى إمارات إسلامية في محافظات أخرى في ظل استمرار جبهة القتال في أبين.

وتنشط عناصر تنظيم القاعدة في المحافظات الجنوبية والشرقية اليمنية بشكل ملفت مستغلة تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد بسبب الاحتجاجات التي تعيشها اليمن منذ مطلع فبراير 2011، حيث اندلعت الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام.

وسقطت كل المدن والمناطق التي تسيطر عليها القاعدة وأعلنتها إمارات إسلامية دون أي مقاومة تذكر من قبل الأجهزة الأمنية اليمنية.

وسيطرت عناصر تنظيم القاعدة اليوم (الاثنين) على مدينة الحبيلين في محافظة لحج (337 كم) جنوب شرق العاصمة صنعاء وأعلنتها إمارة إسلامية.

وقال مسئول محلي لوكالة أنباء ((شينخوا)) في وقت سابق اليوم، إن عناصر تنظيم القاعدة فرضت كامل سيطرتها على مدينة الحبيلين الواقعة في محافظة لحج جنوب شرق صنعاء، بعد أن بدأ التوافد لعناصر التنظيم إلى المدينة ومناطقها منذ أيام.

وأكد المصدر أن عناصر القاعدة تمكنت من قطع الخط الرئيس الواصل بين محافظة عدن والضالع ثم صنعاء في مدينة الحبيلين، وانتشرت على طول السلاسل الجبلية المتاخمة للمدينة.

وقال سكان محليون في وقت سابق ل((شينخوا)) اليوم إن انتشار كثيف لقوات الأمن اليوم في مديرية الملاح القريبة من ” الحبيلين” تخوفا من اقتحام مسلحي القاعدة للمديرية.

وكانت سيطرت عناصر تنظيم القاعدة منتصف الشهر الحالي على مدينة رداع بمحافظة البيضاء (267 كم) جنوب شرق صنعاء.

وعلم مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) من مصادر قبلية يمنية أن عناصر تنظيم القاعدة تتأهب لاقتحام عدة مدن يمنية في جنوب البلاد.

وحسب المصادر فان القاعدة هددت باقتحام مدينة عدن (العاصمة الاقتصادية والتجارية لليمن) وكذا مركز محافظة لحج وعدد من المناطق في محافظة مأرب شرق البلاد.

وشهدت محافظة عدن خلال الأشهر والأسابيع الماضية تنفيذ عدة هجمات واغتيالات بحق مسئولين أمنيين وجنود من قبل القاعدة، كما شهدت مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج قبل يومين انتشار مكثف لعناصر القاعدة قبل أن تنسحب فجأة من المدينة، حسب سكان محليين.

وفي محافظة مأرب القبلية شرق البلاد، تعيش المحافظة في حالة من التوتر واليقظة من قبل الأجهزة الأمنية تحسبا لتنفيذ هجمات للقاعدة، بعد أن هاجمت قبل أيام نقطة أمنية.

وتوقع مركز للدراسات والبحوث في اليمن ان التوسع القائم للقاعدة يعود إلى غياب الدولة والأوضاع المضطربة، مشيرا إلى أن مناطق أخرى يمكن أن تسقط في أيدي القاعدة خلال الفترة القادمة.

وقال عبد السلام محمد، رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث في اليمن، إن التوسع القائم للقاعدة يستمد من عدة عوامل أولها غياب الدولة والاوضاع المضطربة التي تشهدها البلاد منذ اشهر.

وأكد محمد ل((شينخوا)) أن القاعدة توسعت خلال الآونة الأخيرة مستغلة غياب الدولة وكذا بدعم من جماعات أو أشخاص وقوى نفعية خسرت من رحيل النظام وهي بذلك تريد أن تربك البلد بما يسمى سيطرة القاعدة على مدن ومناطق عدة.

وأوضح ” مهما أعلن تنظيم القاعدة سيطرته على مناطق ومدن فلا مخاوف حقيقة من ذلك على البلاد لان معركة حقيقة بين هؤلاء العناصر المتطرفة مع رجال القبائل لن يكسبها التنظيم، فهم عبارة عن أشخاص وقيادات لاتمتلك رؤية إستراتيجية وهو تنظيم هلامي ليس له جسد ولا يمكن البقاء فترة طويلة في اليمن “.

وتابع ” ما يعد خطرا الآن ليست السيطرة على المناطق وإعلان إمارات إسلامية، الخطر الحقيقي يكمن في فكر القاعدة وتوسعه ونشره بين أبناء المناطق التي يسيطر عليها، وهي في الغالب مناطق نائية وينتشر فيها الجهل الفقر “.

وأشار الباحث اليمني عبدالسلام محمد إلى أن الانقسام القائم بين قوات الجيش اليمني استغلته القاعدة، وعمدت إلى التوسع في ظل هذا الانقسام ، منوها بان الجدية من قبل الجيش والقبائل في مواجهة القاعدة والدخول في معركة حقيقية، ستتمكن من محاربة التنظيم في البلاد”.

وتوقع محمد ” أن تعلن القاعدة عن إمارات إسلامية جديدة في بعض المناطق النائية اليمنية وذات التضاريس الصعبة “.

من جهته، قال الصحفي والمحلل السياسي اليمني عبد العالم بجاش إن قصة انتشار القاعدة في اليمن “مسلسل درامي” اصطنعه النظام اليمني بمعرفة ومساندة دول في الجوار اليمني ودول أخرى عظمى.

وأضاف بجاش ل((شينخوا)) ” في ظل التوسع القائم للقاعدة تكمن المشكلة في أن العالم وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية تعرف الاعيب النظام اليمني وتتغاضى عن ردعه كما يجب وكأن هناك لعبة خفية بين نظام الرئيس على عبدالله صالح والولايات المتحدة.

وأوضح بجاش بقوله “اعتقد أن ما يحصل من انتشار للقاعدة في اليمن هو سقوط درامي لبعض المناطق بمعرفة النظام وأمريكا وعدة دول أخرى من اجل تنفيذ سياساتها، بحيث تكون ورقة القاعدة تحت السيطرة “.

وتابع ” القاعدة ورقة فقط، وهي مرتكز أساسي للصراع الحالي الذي يحتدم حول اليمن باعتبارها أهم باحة للصراع الخليجي الإيراني”.

وأشار بجاش إلى أن قواعد اللعبة تتغير اليوم وانتشار القاعدة وموضة الإمارات الإسلامية اعتقد انه فرض ممنهج لقوى في المشهد، قوى تتحرك في نفس الوقت وتبرز ويتم تمكينها بسهولة وسرعة ولا يتم اتخاذ إجراءات مضادة لها من جانب الدولة وهذا متعمد ولا يمكن إلا لطرف خارجي قوي تأمينه لمصلحة جماعات القاعدة هذا الطرف الخارجي هو من تعمل اليوم لحسابه جماعات القاعدة.

واعتبر بجاش أن هناك عدة عوامل تعيق مواجهة القاعدة في اليمن، مضيفا ” ما تزال طائرات دون طيار أمريكية موجودة في اليمن وقادرة على إصابة أهدافها من زعماء جماعات القاعدة أن كان هناك نية، وأيضا ما يزال لدى الدولة اليمنية قوات أمنية وجيش قوي ويمكن ببساطة توجيهها مركزيا لحصار وتطويق جماعات القاعدة في أي مكان وأيضا هناك شارع عام مستفز وغاضب ولديه الجاهزية للانخراط في جهد منظم في هذا الإطار “.

وتابع ” المشكلة ان هناك ما يعيق أي نشاط حقيقي مضاد لانتشار جماعات القاعدة وما يسمى بموضة الإمارات الإسلامية مما يعني أن طرفا خارجيا قويا وله نفوذ داخل مختلف أطراف اللعبة هو من يتحكم ويلعب بالقاعدة في البلاد”.

زر الذهاب إلى الأعلى