لتأسيس لشراكة أخرى !

لماذا هذا الاهتمام الشعبي والسياسي الواسع وغير المسبوق ببيان الحزب الاشتراكي اليمني الأخير ؟
الجواب ببساطة لان الرأي العام والوسطين السياسي والصحافي يقدرون جيدا أهمية الاشتراكي ومكانة قيادته والموقف الصادر عنهما تجاه تطورات الأحداث الجارية وفي هذه اللحظة بالذات.
وجود أخطاء كثيرة وخطيرة تمارس منذ أشهر من قبل السلطة التنفيذية بشقيها الرئاسي والحكومي وبدفع أو بضغط من القوى الفعلية الموجودة على الأرض كان يتابعها المجتمع عموما والمجتمع السياسي خصوصا بقلق شديد وكانوا يلاحظون عملية التقاسم والمحاصة تتم بين مراكز القوة والنفوذ القبلي والعسكري والأيدلوجي عيني عينك وبطريقة " تهورية" خطيرة لا يراعى فيها أي قيمة من قيم الشراكة الوطنية ولا أي معيار من معايير الكفاءة والخبرة في شغل الوظيفة القيادية في الدولة بما فيها الجيش والأمن لكن الجميع كان يبدو إزاء ذلك عاجزا ومتمنيا أو متعللا ليس إلا.
في كل مرة كانت تصدر فيها قرارات رئاسية وحكومية بهذا الخصوص ووفقا لمعايير تبدو اعتباطية في التعيينات كان الناس يعللون أنفسهم بالقول لعل وعسى.. وهناك من ينبري إلى القول" أكيد أن جميع شركاء العملية السياسية قد تشاوروا سلفا حول هذه القرارات ولا شك انه قد تم فيها مراعاة المصلحة العامة وطالما وياسين سعيد نعمان على رأس هذا الائتلاف التوافقي فلا يمكن أن يحدث خطا أو أخطاء كبيرة من هذا النوع الذي تتحدثون عنها !" ومع أن صاحب مثل هذه التبريرات كان يستبطن بحسن نية ثقة الناس بالأمين العام للحزب الاشتراكي الدكتور ياسين سعيد نعمان وبالحزب الاشتراكي " المؤسسة" بشكل عام إلا أن هذا لم يكن كافيا لتبرير تلك الأخطاء الجسيمة وقد تبين مؤخرا وبعد صدور البيان خلاف ما كان يطرحه المبررون أي أن القرارات لم تكن توافقية ولم يكن راض عنها "بن نعمان" نفسه وهو ما كان يتحدث عنه الناس العاديون عموما دون أن يكونوا قادرين على التعبير عن هذا الموقف المعترض والنقدي قبل أن يفصح الحزب وأمينه العام تحديدا عن رأيه تجاه كل هذا العبث وها قد عملا ولهذا جاء هذا الاهتمام غير المسبوق بالبيان الأخير.
نعم بيان الحزب الأخير سيكون له تأثير حقيقي على مسار العملية السياسية الهشة وهو من وجهة نظري تأثير ايجابي لصالح العملية السياسة ولصالح تعزيز الثقة فيما بين إطرافها بل هو مفيد أيضا حتى لمن يعتقد أن البيان ينتقده أو يعترض على قرارات سبق وان أصدرها على الأقل حتى لا تواصل هذه الطرف ارتكابها للأخطاء بغطاء الاستغفال للآخرين واستغلال نبلهم وحرصهم على مبدئي التوافق والشراكة التي قام عليه الوضع الحالي بكاملة.
بعد بيان الحزب الأخير تكون مقولة "بانشوف لافين بايصل عقله " قد سقطت ولم تعد موجودة ما يعني أن البيان سيؤسس لمرحلة مختلفة من العمل التوافقي بين شركاء المبادرة والإلية يقوم على أساس الثقة والعمل كفريق واحد بعيدا عن المناكفة كما هو بعيدا عن الاستفراد أو الاستغفال الذي يمارسه وسبق أن مارسه البعض بدوافع غرور القوة والنفوذ و"نهم" الحصول على نصف السلطة أو كلها قبل أن توجد "أوعيتها " أصلا ممثلة بالدولة وبموئساتها الأساسية والتي يعمل البعض اليوم وبدون وعي على تدمير ما تبقى منها.
يبقى أن نقول أن الاشتراكي وأمينه العام ولأسباب وعوامل كثيرة يمثلان اليوم وفي هذه الظروف المعقدة ولدى كثير من الاطراف والفئات الاجتماعية المختلفة قطب الرحى في عملية سياسية هشة يتجاذب فيها أطراف النفوذ العسكري والقبلي والأيدلوجي كعكة السلطة دون مراعاة احدهما للاخر او مراعة كلاهما لليمن واليمنيين ومن يدري فقد يراعيها الاشتراكي أو هذا هو المؤمل لدى الكثير.
*منذ البداية رفض الاشتراكي لمبدئي المحاصة والتقاسم في الوظيفة العامة وفي موئستي الجيش والأمن وقال بأنها ستضرب قيمتي الوظيفة والشراكة وتوسسان لدولة الفساد العام والى الأبد وهاهو اليوم يؤكد هذا الموقف الصحيح من جديد ولكن بصورة أكثر جلاء وأكثر حسما ولم يعد لاحد ايا كان العذر بأنه " لم يكن يعتقد او لم يكن يعلم" بان الآخرين يغضبون أيضا ولكن بمسئولية.
* تغريده
سيكتب التاريخ انه وفي عهد الرئيس هادي استطاع الإخوان المسلمين في اليمن ان يسيطروا على الجيش اليمني وهو ما يحدث لأول مرة في التاريخ.
المصدر: من حائط محمد المقالح في الفيسبوك