فضاء حر

الممكن في مستويين للخسارة

يمنات
أظن موقف جماعة الإخوان أصبح اليوم أضعف؛ وهي أمام محنة حقيقية؛ ذلك أنها أمام خيارين: – تقبل الخسارة، والتعامل معها ضمن سياقها السياسي المحلي القابل للربح والخسارة، وليس كمعركة مصيرية تتعلق بمستقبل الجماعة على مستوى المنطقة والعالم.
هذا يفرض عليها إيقاف المواجهة والتوجه نحو إعادة ترتيب صفوفها، ويتطلب ذلك تحليها بقدرة كبيرة على امتصاص الضربات التي ستوجهه لها، والاعتقالات التي ستطال، بالضرورة، قياداتها. – مواصلة المواجهات، عبر الكر والفر، ومهاجمة المؤسسات العامة، والكنائس، والمحلات التجارية، وقطع الطرقات، وغير ذلك. ستؤكد الجماعة، إذا ما تبنت هذا الخيار، صدقية ما كانت تُهدد به: دخول مصر في الفوضى، واستحالة استقرارها. غير أن هذا التأكيد سيرافقه تأكيد آخر؛ فتبنيها هذا الخيار سيجعلها تتحول إلى جماعة عنف ما يعني أنها ستسير، بشكل أكبر، نحو مضاعفة عزلتها عن المجتمع المصري، وستدخل في مواجهة، وهي مواجهة لن يكون فيها أي احتمال للربح.
تقف الجماعة أمام خيارين يطرحان أمامها مستوين للخسارة فقط، وليس أمامها إلا أن تتوقف عن المقامرة تجنباً لأي قفزة جديدة في الظلام. كان بإمكان الجماعة أن تخرج من الأزمة وهي في وضع سياسي أفضل، غير أنها انساقت خلف اندفاع منفلت لمتحمسون مراهقون، واعتمدت على خطاب مأزوم بالغت وأوغلت فيه حتى جعلت من نفسها تتجلى كخطر حقيقي يُهدد مصر كدولة وكمجتمع.
من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى