يمنات
يري البعض نفسه مندهشا مما صارت اليه احوال اليمن وكأنه اكتشف معادلة جديدة، مع ان طبيعة النظام وشركائه من القبيلة والعسكر وحلفائه حزبيا ممن كنا نسميهم معارضة يتصفون في آن واحد بالفساد والبؤس والتفاهة والارتباط بالخارج..
يعني لا مفاجأة ولا يحزنون .. بل سوء تقدير في الاعداد للثورة وتربص الخارج وقدرته في اعادة تجميع ازلامه ووكلائه ضمن مسار اطلق عليه مسار الثورة وفق المبادرة و ما نجم عنها من وأد لكل مسارات التغيير بل واعفاء المجرمين والقتلة والفاسدين من المحاسبة.
عندما احتل الشباب بوابة الجامعة ونصبت الخيام قلنا حان الوقت لكنس المعارضة والسلطة معا فعمد رموز الفساد ضمن دراما ممسرحة الى القول بمسارين للثورة شبابي سلمي وحماة الثورة وانصارها مسار اخر..
و لم يكن ذلك الا احتيال مباشر وعلني واغتصاب لنضال الشباب وتضحياتهم .. واليوم لم يتغير المشهد كثيرا فلكي يتحقق التغيير لابد من حل البرلمان والشورى ومنع جميع من ارتبط بها من ممارسة العمل السياسي لمدة عشر سنوات على الاقل ومعهم من عمل وزيرا او نائبا خلال العشر سنوات الاخيرة ومعها قيادات الصف الاول من الاحزاب والجيش والامن حتى تستقيم عملية التغيير وتكون بداياته صحيحة وتدخل اليمن مرحلة الاستقرار.
و اتصور ان يضغط انصار الله من اجل صدور قرار جمهوري بما اشرنا اليه وبقوة المد الشعبي والسلاح الذي لايزال منتشرا وهو منطق لا يفهم الفاسدون غيره. و بدون هذا الاجراء السياسي سيتم الاحتيال مرة اخرى على مسار التغيير وسيتم ادماج الحوثيين في مسار الفساد هذا اذا افترضنا حسن النية بالحوثيين اما اذا نظرنا اليهم من زاوية القبيلة والمرجعية والمشروع فلن نجد معهم جديدا لأن كل طموحهم لا يتعدى تملك السلطة واثبات الحضور ضمن معادلة الثأرات القبلية ومعاركها الدنكوشوتية بين مرجعية السيد ومرجعية الشيخ او الثأر من معركة سياسية خسروها سابقا.
و من هنا فبدايات التغيير الحقيقية تكون بكنس كل رموز الفساد وازلامهم ممن كانوا في السلطة بكل هيئاتها على الاقل في العشر سنوات الاخيرة ودون التهاون في هذا الامر.
من حائط الكاتب على الفيس بوك