تأبى الحرب الا ان تكوي بنارها الجميع

يمنات
في قصف اليوم الاول علی مطار_صنعاء فقدنا 5 أشخاص من اقاربنا الذين هاجروا من الريف باحثين عن بيت بسيط ومهنة ابسط علی أطراف المدينة.
و في الانفجار السابق في فج عطان نزحت من بيتي الذي تأثر جزئيا تاركا ورائي مجهود 10 سنوات قضيتها مع شريكة حياتي في شراء الأرض وبناء البيت طوبة طوبة والتخطيط لتحويله الی روضة سعيدة لعائلة صغيرة تناضل للبقاء في صفوف الطبقة الوسطی.
أما انفجار اليوم في نقم فقد وضع بيت العائلة في مرمی الجحيم بعد ان ظل آمنا هناك 35 سنه. نزحت بقية العائلة (والدتي واخوتي وعائلاتهم). وبدانا نتشارك نفس الملجأ المؤقت في رحلة النزوح.
لكن اهتزازات القصف بدأت تقترب بشكل مخيف من ملجانا الجديد!
من يعرف منطقة نقم جيدا لديه صورة واضحة عن كم الازدحام السكاني هناك .. القصف استهدف مخازن السلاح اسفل الجبل التي تقاسمها الحوثي وصالح بعد اجتياح صنعاء. والانفجار قذف النيران والصواريخ المتفجرة على رؤوس البيوت الفقيرة المتكدسة.
(البعض قتلوا واحترقوا في الشارع اثناء الهروب!)..
حوالی نصف من اعرفهم من أصدقائي وزملائي في صنعاء وصعدة وعدن وتعز ولحج اصبحوا نازحين من بداية الحرب. البعض فقدوا عائلاتهم او افرادا منها والكثير فقدوا بيوتهم وظائفهم..
ما يفعله طيران التحالف في صنعاء وصعده تقوم دبابات الحلف الحوثي العفاشي في عدن ولحج وأبين وتعز.. وبين القاتلين تحاول الحرب ان تجرفنا لمنطق الانخراط في جنونها لكنها تفشل..
لا زلت عندي رأيي الرافض للحروب تحت اي راية. لا زلت مؤمنا بصحة موقفي في رفض حروب الداخل وحروب الخارج.
ما هي الحرب حسب خبرتنا القاسية كيمنيين؟
الحرب هي قمة العبث الانساني .. انها أكبر اهانة في حق الانسان وحريته وكرامته ومستقبله. ولا يوجد موقف صحيح في مواجهة الحرب الا رفضها بكل الطرق الممكنة.
من حائط الكاتب على الفيسبوك