عدن على صفيح ساخن

يمنات

وضاح اليمن الحريري

في عز شتاء عدن، تتدافع القوى المتنازعة على السلطة بقوة وسائل التواصل الاجتماعي، والشارع الملتهب حتى قبل نهاية الأسبوع في ادوار متبادلة لممارسة الضغوط وفرض الإرادات، في لعبة بدا اللاعبون فيها بتجاوز قواعد اللعب دون سن قواعد جديدة واضحة، وفي تجاهل تام لمبدا التداول السلمي الذي يحتكم في العادة لقواعد متعارف عليها ومتفق حولها.

بينما قد نستطيع القول ان كلا من طرفي الحريق في عدن يريد ان يعلم الآخر الأدب والإنصياع، ما يحدث هو صراع للإرادات السياسية بجدة، لكنها ليست الحاسمة فلعبة كسر العظم الحقيقية لم تبدا بعد، وإنما بعد الاحداث القادمة التي ستشهدها عدن كما يروج له الطرفان ويشرعا له او خلالها تلك الاحداث.

ستبدا اللعبة التي لن تنتهي، حسنا إذن.. من ذهب إلى التصعيد عليه ان يكون قدر المسئولية وحريصا على كل قطرة دم قد تراق او ملكية قد تنهب اوتخرب، وعلى كل من صمد في وجه الضغوط عليه ان يعي ويدرك تماما إنه إنما قد يقود البلد للإقتتال في اي لحظة لذلك عليه في اسرع وقت ممكن ان يذهب نحو حسم المعركة سياسيا بما لا يضر بحقوق الإنسان والتعددية السياسية في البلد.

غير ذلك المطلوب من الاطراف ان تدرك أن عدن لم تعد مساحة مفتوحة للدم كما كانت ترفض من السابق حتى حين يفرض الدم عليها، عدن لا تقبل الزور والبهتان والكذب حتى وإن صمتت، عدن ترفض مساحيق التجميل والرتوش لانها جميلة بذاتها، عدن ترفض الرصاص والموت والمزايدات الكاذبة والوعود الخيالية حتى وإن كان يقف خلفها من يقف، عدن تتخطى حدود المكان المأزوم لان لها بعد وطني وعالمي واضح صريح، كل من يريدها ان تتقزم في حدود احلامه ومطامعه وفساده لن يكون يكون له مكان فيها، مهما تعسف عليها وظن إنها ستموت من اجله.

عدن الواسعة الرحبة اكبر من معارككم السياسية، لقد عانى ومازالوا يعانون وسيظلون في معاناتهم نتيجة لسوء الإدارة السياسية للخلافات والاختلافات، فما هذه الترهات والصخب المفرط في ازعاجه وفي ابتزاز مشاعر الناس وتجيير اوضاعهم لمصلحة هذا الطرف او ذاك، لقد رفض كثيرون ترشيح الرئيس هادي في يوم ما بحجج، تجنبوا وهربوا من مواجهتها الآن، لقد قاتل كثيرون ضد الشرعية ثم جاءوا ليقفوا على راسهاز

ما هذا التخبط والعبث، كانوا يحاورون معه ويحاورونه ثم يحاربونه ثم هاهم معه الآن، كانوا يرفضونه ويتهمونه ثم عملوا معه وتحت إمرته وهاهم يمنحنونه اسبوعا الآن، احسنوا برجاء اخوي لكم أن تديروا معارككم وخلافاتكم السياسية، وكفى عبثا بهذا الشعب الطيب وهذه البلدة العظيمة، ليس دفاعا عن احد او هجوما على طرف، هو حديث يحاول أن يستبق الحدث، وراي يحاول ان يكسر المرايا التي لا ترون فيها سوى انفسكم وذواتكم، لعلكم تعوا وتدركوا أن هناك غيركم ممن يستحقون الحياة، الحياة الكريمة الطبيعية فكفوا عن استنزافهم بالضرب على جراحهم التي لم تلتئم بعد.

من حائط الكاتب على الفيسبوك