“أسرار وتفاصيل” تتعلق بكواليس حملة مكافحة الفساد سيحملها ابن سلمان خلال زيارته إلى أمريكا
7 فبراير، 2018
287 11 دقائق
يمنات – وكالات
“ليست حملة علاقات عامة فقط”، هذا ما وصف به أحد المحللين التحديات التي يواجهها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، خلال زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
رصدت شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية في تقريرها، ما وصفته بـ”التحدي الأكبر الذي يواجهه الأمير السعودي، خلال زيارته إلى الولايات المتحدة”، حسب ما نقلت وكالة “سبوتنيك”.
وفندت ذلك قائلة إن ذلك التحدي يتمثل في مساعي المملكة الحثيثة لتخفيف مخاوف المستثمرين، إثر حملة مكافحة الفساد الأخيرة.
ونقلت الشبكة الاقتصادية الأمريكية عن محللين تأكيدهم أن الأمير الشاب، 32 عاما، سيحمل معه جملة من الأسرار والتفاصيل الخاصة بكواليس حملة مكافحة الفساد، وخاصة المفاوضات التي كانت دائرة في فندق “ريتز كارلتون”، حيث احتجز العديد من نخبة المجتمع السعودي، من أمراء ورجال أعمال ومسؤولين بارزين.
وقال المحللون للشبكة إن شرح أبعاد وتفاصيل تلك الحملة، يمكن أن يؤدي لتخفيف الاضطرابات والشكوك من الاستثمار في المملكة.
وتحدث، أيهم كامل، رئيس مجموعة أوراسيا لدراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن أن الأمير محمد بن سلمان لن يسعى فقط إلى تطوير مجالات ذات اهتمام مشترك مع الحكومة الأمريكية، بل يسعى لأن يظهر أمام الجميع أنه “خليفة موثوق” لوالده الملك سلمان.
كما يسعى أيضا، والقول لكامل، إلى أن يوضح بصورة كاملة وتامة حملة الفساد، مضيفا “هذه ليست حملة علاقات عامة فقط، بل هي زيارة تتعلق ببناء السندات طويلة الأجل، وإيجاد قنوات مباشرة مع المديرين التنفيذيين”.
التحدي الأكبر
وصنفت “سي إن بي سي” التحدي الأكبر الذي سيواجه زيارة ابن سلمان، إلى المملكة، هو شرح طبيعة وأسباب احتجاز العشرات من الأمراء والمسؤولين ورجال الأعمال، وهي الحملة التي كانت غير متوقعة من قبل المستثمرين بعد أيام قليلة من قيام صندوق الثروة السيادية السعودي، باستضافة قمة استثمارية كبرى في الرياض.
وأوضحت أنه من السابق لأوانه تحديد تأثير الحملة على المدى الطويل على معنويات المستثمرين.
وأردف “أعتقد أن الأمر سيستغرق بعض الوقت، حتى يتمكن المجتمع الدولي من مراقبة ما يجري في السعودية، ثم الانخراط، ثم الاستثمار، لتصبح الأمور منطقية بصورة أكبر”.
هيكل السلطة
وقال ستيفن شوارزمان، أيضا، الرئيس التنفيذي لمؤسسة “بلاكستون” أكبر شركة أسهم خاصة في العالم، إن أمرا إيجابيا ورد في الآونة الأخيرة، ألا وهو الإفراج عن عدد كبير من المحتجزين، وأبرزهم الأمير الوليد بن طلال، المعروف باسم “وارين بافيت السعودية”، نسبة إلى الميلياردير الشهير وارين بافيت.
وتحدث أيهم كامل، “من وجهة نظري أن هيكل السلطة في المملكة نتيجة تلك الحملة، تغير بشكل دائم”.
وتطرق إلى أن ولي العهد السعودي لا يسعى فقط إلى التعامل مع الفساد وتوطيد سلطاته، بل يحاول أيضا التخلص من الاحتكارات القديمة، التي هيمنت طوال السنوات على النظام السعودي.
وأردف “أعتقد أنه على المدى الطويل، سيعتبر المستثمرون هذا أمرا إيجابيا”.
ويتحدث أيضا محللون عن أزمة التفاهم بين المستثمرين والحكومة السعودية هي أن المملكة لم تفسر تلك الحملة بشكل كاف، ما يترك المستثمرين الغربيين يتوقعون دوما الأسوأ.
بدوره، انتقل برنارد هيكل، أستاذ دراسات الشرق الأدنى في جامعة “برينستون” والمقرب من الدائرة الداخلية لصنع القرار في المملكة، بحسب الشبكة الأمريكية: “أعتقد أن الشعب سعيد بتلك الحملة، وكلهم أمل أنها إشارة واضحة لأن هذا الأمر لن يتكرر في المملكة، وأنه يتم رسم خط واضح لمحاربة الفساد”.
وأضاف “لا يزال من المبكر توقع شعور المستثمرين، لكن أعتقد أنهم يتوقعون من الحكومة أن تفعل الشيء الصحيح، لأنهم يدركون سيادة القانون، وأنه من المهم خلق بيئة للأعمال، التي تحترم حرمة الملكية”.
وتطرق شوارزمان، للحديث عن أنه لا ينبغي للمملكة أن تتوقع أن السوق العالمي سيندفع وراء ذهب السعودية، فالأمر ينبغي أن يستغرق بعضا من الوقت”.
مع ذلك، أوضح شوارزمان أن الجميع يتمتع بتفائل خاصة فيما يتعلق بالترفيه، مضيفا “الجميع بات يمكنه الذهاب إما للسينما أو المتنزهات، أو القيام بأشياء لم يفعلها من قبل السعوديون، هل يطلق على هذا فشل؟”.
وقال محمد الشايع، الرئيس التنفيذي لمجموعة “الشايع” الكويتية، إن شركته تخطط لاستثمار مليارات الدولارات في مراكز تسوق بالمملكة، مشيرا إلى أن بنوك عديدة في العالم مهتمة بتمويل المشاريع في السعودية.
ورفضت، بدورها، السفارة السعودية في واشنطن، التي أوكل إليها مهمة تنظيم رحلة ابن سلمان إلى الولايات المتحدة، إعطاء أي تفاصيل عن الزيارة أو المسؤولين والسياسين الذين ينوي زيارتهم.