تقرير لمنتدى ألماني حول مستقبل أنصار الله بعد مقتل “صالح” ووضع ميناء الحديدة
يمنات – صنعاء
أعتبر منتدى قنطرة الألماني ما ورد في تقرير الخبراء الأمميين بشأن اليمن، أنه اليمن كدولة لم يعد موجوداً في الأساس، و أنه لا يوجد لدى أي من أطراف النزاع الدعم السياسي، أو القوة العسكرية لإعادة توحيد البلاد، بأنه بات حقيقة على أرض الواقع.
و أكد المنتدى الألماني في تقرير له الأسبوع الجاري، أن مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، أدى إلى تعقيد الوضع المعقد أصلاً في اليمن، و جعل الكثيرون يتساءلون عما إذا كان “أنصار الله” قد ذهبوا بعيداً جداً، بقيامهم بذلك العمل، و ما إذا كان بإمكانهم الحفاظ على تحالفاتهم.
و أشار التقرير إلى أن أنصار الله اعتمدوا على القوة و التخويف للمحافظة على السيطرة على صنعاء بعد مقتل “صالح”، و استهدفوا الموالين له، إما بقتلهم أو اعتقالهم. متسائلاً عما إذا كانت مثل تلك الأعمال المفرطة ستؤثر على تحالفاتهم مع النخب القبلية و العسكرية الأخرى.
و نقل تقرير المنتدى حديث لـ”آدم بارون” الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، قال فيه إن “هناك درجة استثنائية من الاستمرارية حتى الآن، و أنه من الواضح أيضاً أن أنصار الله “الحوثيين” ليسوا قريبين من الهزيمة أو الضعف”. معتبرا أن قوة أنصار الله قد نمت، و توطدت سلطتهم بعد سيطرتهم على الجزء الأكبر من المنشآت و المعدات العسكرية التي كانت بحوزة “صالح”. و مؤكداً على أنه من غير المحتمل القضاء عليهم في المدى القريب.
و نقل المنتدى الألماني حديث لكبير محللي السياسات في مؤسسة رند، بيث جريل، الذي أكد على أنه لا يعتبر مقتل “صالح” ميزة لطرف على آخر. متوقعاً أن نشوء مرحلة جديدة من الصراع سيزيد من وتيرة التدهور الحاصلة في البلاد. مرجحا أن يؤدي ذلك إلى إعادة ترتيب المصالح بين الفصائل المعقدة داخل اليمن.
و أشار المنتدى الألماني، إلى أنه و في ظل عدم وجود معارضة جدية، و بقاء أنصار صالح المتبقين مختبئون أو يعيشون في المنفى، بما فيهم ابنه أحمد علي عبد الله صالح، فلا يبدو أحداً في وضع يمكنه تحدي “أنصار الله” في صنعاء و الشمال الغربي. مؤكداً على أنه إذا تمكن “أنصار الله” من الحفاظ على جزء بسيط من تحالفاتهم، فسيكون من المستحيل تقريباً إخراجهم من صنعاء.
و أكد المنتدى الألماني على أن المواجهات الأخيرة التي شهدتها عدن بين القوات الموالية لهادي و الانفصاليين المدعومين من دولة الإمارات العربية المتحدة، أظهرت وجود انقسامات عميقة داخل “التحالف” الذي تقوده السعودية، و أبرزت الآراء المتباينة من قبل القوتين الخارجيتين المناهضتين لـ”أنصار الله”.
و رجح المنتدى الألماني أن تكون مشاركة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في الحرب، قد أدت إلى زيادة دعم إيران لـ”أنصار الله”، على الرغم من أن درجة الدعم الإيراني لـ”أنصار الله” غالباً ما تكون مبالغة في تقديرها.
و رجّح المنتدى الألماني إمكانية أن ينسحب “أنصار الله” من ميناء مدينة الحديدة و غيرها من النقاط الاستراتيجية، لكنه أكد في المقابل على أنه من السابق لأوانه اعتبار ذلك نقطة تحول في الحرب، أو مؤشر على سقوط صنعاء.
و أشار التقرير إلى أنه على الرغم من أن “التحالف” الذي تقوده السعودية حقق بعض النجاحات المحدودة، فإن الكثير من اليمنيين ينظرون إليهم على أنهم احتلال أجنبي و عدوان، بسبب الحملة الجوية الوحشية و الحصار الاقتصادي.
و يؤكد تقرير المنتدى أنه إذا استمرت تلك السياسة من قبل “التحالف”، الذي تقوده السعودية، فأنه سيكون لدى “أنصار الله” كل الأسباب التي تجعلهم يدافعون عن البلاد. مشيراً إلى أنه حتى لو انسحبوا من الأراضي التي يسيطرون عليها في الوقت الحالي إلى معقلهم في صعدة، فإن المحللين يعتقدون أنهم يستطيعون مواصلة القتال لسنوات.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا