مؤامرة صمت
يمنات
حسين الوادعي
هذا الكتاب تعرض لمؤامرة صمت. و هل هناك كتاب يمكن ان يتعرض لمؤامرة الصمت غير كتاب يتحدث عن الضحايا و يسجل انينهم و يوثق صرخاتهم على الورق؟
بشرى المقطري في كتابها الاخير “ماذا تركت وراءك… اصوات من بلاد الحرب المنسيه تغوص وراء العناوين الزائفه للحرب في اليمن لتبحث عن الوجه الحقيقي للحرب في قصص الضحايا الذين لا يعرفهم احد .
الضحايا الذين اخترقت الصواريخ بيوتهم وهم نيام الضحايا الذين بترك القذائف اطرافهم ومزقت اشلاء اطفالهم وهم في طريقهم للمنزل او لجلب ماتيسر من الماء والغذاء. الضحايا الذين هربوا من بيوتهم لكن قذائف المجرمين ورصاص القناصين لم تشأ منحهم حتى نعمة الهروب فقتلتهم وهم في الطريق الى الميناء.
حوالي 50 قصة رسمتها بشرى بالألم والدموع والقهر والدم إنها قصص اباء وامهات وشباب واطفال وجدوا نفسهم ضحايا حرب عبثية.
يسافر بنا الكتاب من صنعاء الى تعز الى الحديده الى عدن.
من البيوت التي هدمت علي سكانها بالصواريخ في صنعاء الى الابرياء الذين قتلوا بقذائف الميليشيات في احياء تعز الى الهاربين من احياء عدن الذين لقوا حتفهم بقذائف الغزاة علي رصيف الميناء في التواهي.
إلى الفقراء الذين ستنتهي حياتهم الفقيره بالقنابل العنقوديه و لصواريخ العشوائيه في الحديدة.
إلى الصيادين الذين قاومو جبروت البحر لكنهم ماتو امام جبروت القتله.
إلى الامهات اللاتي فقدن اطفالهن وفقدن طعم الحياه ومعناها.
إلى الآباء والأجداد الذين صحوا صباحا ليجدوا كل افراد عائلتهم صرعى وليبقوا و وحيدين في وجه الحرب و في وجه العدم.
إلى الأطفال ان الذين تيتموا مرتين. مرة عندما حرمت الحرب ابائهم من وظائفهم و مرتباتهم.
و مرة عندما انتزعت الحرب أرواح آبائهم وتركتهم بلا حول ولا قوة في عالم لا يفهمونه و حرب تلاحقهم في كوابيسهم الليلية.
عندما حاول بعض الصحفيين والكتاب نقل اصوات الضحايا وإدانة الحرب وقتل المدنيين تعرضوا لارهاب فكري ومعنوي من قبل طرفي الحرب.
اصبح “الحياد” تهمة تستحق الموت، و صارت صرخة “المساواه بين الضحيه والجلاد” السيف الذي يرفع في وجه الكاتب والصحفي الذي يرفض الحرب و يرفض تبرير استهداف المدنيين.
كان كل قاتل من أطراف الحرب يرى نفسه الضحيه و يرى في خصمه الجلاد. اما المواطنين فلا وجود لهم….ليس المواطن هو الضحيه … الضحية هو القاتل الذي اقف في صفه!
فشلت حملات الترويع والإرهاب في إخفاء صوت الضحايا.
وها هو كتاب يسجل انين الضحايا المجهولين ، ويحرج اغنياء وتجار الحرب.
اغنياء وتجار الحرب في الداخل الذين انتفخت بطونهم وارتفعت عماراتهم ومولاتهم.
اغنياء و تجار الحرب في الخارج الذين انتفخت جيوبهم وزادت شققهم وعماراتهم وحصلوا على جنسيات أجنبية ويزيد عدد زوجاتهم كلما زادت الحرب شهرا و كلما زاد عدد الضحايا ضحية
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.