بشرى المقطري .. ماذا تركت وراءك ؟!
يمنات
عبد الباري طاهر
بشرى المقطري نجمة من نجوم الفكر و الادب و الكفاح السلمي الديمقراطي .
ارتبط اسمها بالابداع منذ نعومة اظفارها ، متعددة المواهب .
كانت النجمة الاكثر لمعانا و حضورا في ” الثورة الشعبية السلمية في مدينة المدن اليمنية، كانت في طليعة الداعين ” الشعب يريد اسقاط النظام ” .
دفعت ثمنا باهضا من امنها و سلامة أسرتها الفقيرة و المكافحة، كانت الى جانب اختها المحامية ” اشراق ، و الدكتورة الأكاديمية باحثة الاجتماع ألفت الدبعي ” الى جانب العديد من الشباب و الشابات في المدينة تعز من أوائل من تبنى قضية النزول إلى الميادين في مدينة تعز .
كانت المدينة الاولى اول من رفع شعار “الشعب يريد اسقاط النظام”، ولهذا السبب ظلت عرضة للحصار الجائر من قبل كل أطراف الحرب حتى اليوم .
اشتركت بشرى الى جانب الدكتورة الفت و عشرات الفتيات و الشبان في الإعداد و التحضير لمسيرة الحياة “مشيا على الأقدام من تعز الى صنعاء و على مدى ثلاثة أيام و تعرضت المسيرة السلمية لاعتداء مليشيات صالح و بلاطجته، في مداخل صنعاء قتل البعض و اختطف العديد من المشاركين، وهو ما رصدته بدقة و أمانة و موضوعية الدكتورة الفت في كتيبها ” مسيرة الحياة ” .
بشرى مثقفة مبدعة مجددة و متجددة ابدعت في القصة القصيرة “اقاصي الوجع” و في السرد الروائي ” خلف الشمس ” و في الأبحاث و المقالة الصحفية التي تغطي العديد من الصفحات في الصحف و المجلات اليمينة و العربية .
نذرت نفسها للوقوف ضد الطغيان و ضد فساد السلطة و استبدادها. وقفت منذ الوهلة الاولى ضد الحرب الأهلية و التدخل الإقليمي : الإيراني ، السعودي ، الاماراتي و التحالف الإثني عشري . و كانت قرآتها مائزة و عميقة .
نزلت الى مختلف مناطق الحرب في اليمن رغم خطورة النزول على حياتها، رصدت واقع الحرب، و جرائم الحرب الأهلية و قصف الطيران السعودي الامارات، كتابها الاهم ماذا تركت وراءك رصد امين موضوعي صادق لجرائم الحرب و ضد الإنسانية، ترسمت ووثقت لقصف الاحياء السكنية في المدن والقرى.
كما أبرزت جرائم قصف الأسواق الشعبية و المدارس و المساجد و الطرقات العامة و المستشفيات، و أبرزت مآسي النساء و الشيوخ و الاطفال ضحايا الحرب كتابها توثيق للحرب وإدانة بافضل مما عملت بعض مؤسسات المجتمع المدني و المنظمات الدولية دعت إلى تشكيل لجنة دولية مستقلة نزيهة و محايدة للتحقيق في كل جرائم الحرب، دافعت عن ضحايا الحرب و الأوبئة الفتاكة و انتشار المجاعة و معاناة المواطنين الفائقة التصور، و لها حضور كبير في الحياة الأدبية و الثقافية عضو لجنة تنفيذية في اتحاد الادباء و الكتاب اليمنيين و مشاركات واسعه في المحافل الثقافية في مؤسسة السعيد و العفيف و في الحياة السياسية كعضوية لجنة مركزية للحزب الاشتراكي اليمني حائزة على جوائز دولية مرموقة كمدافعة عن الحريات و الحقوق ناشطة في مجالات عدة نشاطها واسع و إعطاؤها غزير.
بشرى الآن تعاني من ورم حميد في الرأس يسبب لها متاعب كبيرة، و مسؤولية السلطة الشرعية معالجتها ، ودفع تكاليف العملية و الإقامة لها و لاسرتها، كما نناشد ذوي الضمائر الحية و المنظمات الإنسانية الوقوف إلى جانب بشرى الانسانة الفادية التي خدمت اليمن و قضاياه افضل من كثير من الأحزاب و المثقفين الموزعين على خارطة الحرب، شعرت بالفخر و الاعتزاز لما كتبته زميلتها النابهة وميض شاكر تمنياتنا بالشفاء للنجمة متعددة المواهب بشرى .
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.