لم يكن هناك ضربة لايران ..
يمنات
عبد الوهاب الشرفي
لم يكن هناك ضربة لايران ولا تم الغائها قبل عشر دقائق من تنفيذها ، و هذا الترويج يتم بهدف اخراج الولايات المتحدة من الموقف المحرج الذي اصبحت فيه بعد اسقاط طائرتها .
… الولايات المتحدة لم تتمكن بعد من ترتيب المشهد الذي يلزمها لتوجيه ضربة لايران ، وسيان توجيه ضربة واسعة او ضربة محدودة على خلفية اسقاط طائرتها .
… لازالت الدول الكبرى والتي ستتاثر من اي حرب في المنطقة مقتنعه بان ايران لا تطور سلاحا نوويا ولم يغير انسحب ترامب من الاتفاق النووي من قناعتها ولم تتمكن الولايات المتحدة من سحب موقف سياسي كافي لتغطية اي ضربة واسعة لايران .
… اسقاط ايران للطائرة الامريكية حدث بطبيعته يمثل مدخلا لو كانت الولايات المتحدة تريد ضرب ايران حاليا و هو حدث على اقل تقدير سيحقق لها تحييد الموقف السياسي للعديد من الدول على الاقل ، فالولايات المتحدة توجه ضربة ردا على اسقاط طائرتها . لكن هذا الكلام ليس القراءة المنطلقة من حقيقة الموقف وانما من السجالات الاعلامية ، فحقيقة الموقف ان كون الطائرة دخلت المجال الجوي الايراني ام لم تدخل هي مسألة لاتستطيع ايران ولا امريكا الكذب فيها على الجميع فالدول الكبرى المعنية لديها الوسائل التي بموجبها تستطيع تحديد اين كانت الطائرة قبل اسقاطها ، وموقف هذه الدول من اي ضربة توجهها امريكا سيكون منطلق من معلومات اجهزتها وليس من التصريحات الامريكية او الايرانية .
.. بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية قرار الحرب حاليا لايمكن ان تتخذه الا اذا مضت ايران في التخصيب العالي لليورانيوم ، لكن مسألة الحرب قد تم اتخاذ قرار الذهاب اليها ( صهيونيا ) و كان الغاء الاتفاق النووي الايراني التدشين الرسمي للتوجه لها .
… ذهاب الولايات المتحدة للحرب مع ايران تبعا للقرار ( الصهيوني ) يفرض على الادارة الامريكية ثلاث مطلوبات اولها الداخل الامريكي الذي يجب ان يتم اقناعه بهذه الحرب و انها ذات علاقة بالامن القومي الامريكي بشكل مباشر ، وثانيها توفير الموقف السياسي الدولي المطلوب لتغطية هذه المعركة و ثالثها الجهوزية العسكرية لحرب كهذه ليست بالهينة ، وكل هذه المطلوبات تحتاج وقت وما نشاهده من تفجيرات لناقلات النفط و من انزياح القوة العسكرية الامريكية للمنطقة هو ضمن العمل على توفير هذه الثلاث المطلوبات .
.. هذه الثلاث المطلوبات لاتستطيع الولايات المتحدة الدخول في حرب او ادخال المنطقة فيها دون توفرها على اي حال ، لكن يظل مسار هذه الحرب احد اهم عوامل انفاذ قرار الحرب في المنطقة ، فالقرار ( الصهيوني ) الذي بدأت الادارة الامريكية ( ترامب وصقوره ) بالترتيب له يفضل ان يدفع باتجاه حرب العرب مع ايران ويكون دور الولايات المتحدة رديف لحلفائها العرب دون ان تكون هي العنوان الاول للحرب لتجنيب الكيان الصهيوني اكبر قدر من الاضرار التي ستترتب على هذه الحرب في حال اندلعت ، فاندلاعها وعنوانها الاول الولايات المتحدة سيجعل من الكيان الصهيوني هدف مباشر سيلقى الحياد من العديد من الدول بينما عندما يكون عنوانها حلفائها العرب سيجعل موقف هذه الدول رافضا لاي ضربات قد تقدم عليها ايران على الكيان الصهيوني.
… لن تقدم الولايات المتحدة على الحرب حاليا وقبل اكتمال توفير متطلباتها الثلاثة الا اذا رفعت ايران نسبة تخصيبها لليورانيوم بالفعل وليس تصريحا سياسيا ، و قرار الحرب ( الصهيوني ) قد اتخذ و سيستمر التوتر الحاصل في المنطقة لانه الالية المطلوبة لصناعة مطلوبات الحرب الثلاثة ، و ما يفضله قرار الحرب هو ان يتم الدفع بدول الخليج الحليفة او ايران لفتح هذه المعركة وليس الولايات المتحدة كعنوان للحرب وتشارك فيها الولايات المتحدة بمحورية ومن لحضاتها الاولى لكن على خلفية احداث ذات علاقة مباشرة بايران وجيرانها العرب ليصبح اي تعرض ايراني للكيان الصهيوني غير مبرر وفارض لموقف ضد ايران على العديد من الدول والكبرى في مقدمتها .
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.