دلالات تصريح المستشار الاماراتي وتداعياته…
يمنات
صلاح القرشي
لم يك مفاجئا لنا وللكثير من شعبنا التصريح الاماراتي الاخير الذي ادلى به المستشار السياسي لشيخ محمد بن زايد ولي عهد ابوظبي ، والذي قال فيه ” ان اليمن لايمكن ان يعود الى يمن واحد “.
مثل هذا التصريح الاماراني نزل بردا وسلاما على قلوب القوى الانفصالية الداخلية في اليمن و التي إستغلت هذه الحرب وقامت بتكوين مؤسسات دويلاتها في الشمال والجنوب وبدعم تحالف دول العدوان الاقليمية والدولية بطريقة مباشرة وغير مباشرة .
لكن في المقابل مثل هذا التصريح إحراجا شديدا و غصة في قلوب القوى السياسية مثل المؤتمر الشعبي “جناح التحالف ” والعسكرية مثل “قوات حراس الجمهورية ” بقيادة العميد طارق صالح ، وهي القوى التي ترفع شعارات واهداف المحافظة على الجمهورية ووحدة الوطن وتتلقى الدعم من الامارات المتحدة ، لان هذا التصريح سيحرجهم امام مناصريهم وقواعدهم العسكرية والسياسية ، وسيضعفهم شعبيا، وسينظر إليهم على انهم ٱدوات لدولة الامارات التي تدعم و تتباهى علنا في تقسيم الوطن وتفتيتة واحتلاله والهيمنة عليه .
كما ان هذا التصريح بإعتقادي يعتبر مؤشر تاريخي ومنعطف يؤسس لبداية إنتقال الصراع في اليمن ، من الصراع والحرب تحت مبرر مايسمى ” اعادة الشرعية ” ، الى صراع وحروب بينية في الجنوب بين القوى المتنافسة على النفوذ هناك ، وصراع وحروب بينية بين القوى السياسية والعسكرية المتنافسة على النفوذ والحكم في الشمال مثل المؤتمر ، والحوثين ، والاصلاح.
إنعقاد مؤتمر ضم معظم القوى الجنوبية هذه الايام في “المملكة الاردنية الهاشمية ” بدعم من” الاوربيين” هو لمواجهة هذه التداعيات وهذا الانتقال ، وتمثل ايضا بداية عودة الاغتيالات السياسية التي إستهدفت قيادات اصلاحية في حضرموت والضالع هو ايضا يندرج تحت هذاه التداعيات .
وعموما ماقامت به الامارات من خطوات في الاونة الاخيرة سوا بتصريحها الاخير ، او بتنفيذ انسحاب لقواتها جزئيا او كليا من اليمن ، او اعلانها عن تغير استراتيجيتها السياسية تجاه اليمن من إستراتيجية الحرب الى إستراتيجية السلام ، كلها بنظري تهدف الى توصيل رسائل لبقية حلفائها في التحالف والمتداخلين واللاعبين السياسين والعسكرين في الازمة اليمنية وعلى رٱسهم الايرانيين والحوثيين ، وخاصة بعد حوادث تفجير واستهداف ناقلات النفط في ميناء الفجيرة وبحر عمان وقصف مضخات النفط السعودية ، وإتضاح المواقف الجديدة للامريكين والتوازن الاقليمي الذي تشكل ظهوره في المنطقة على الواقع العملي .
كنا قد كتبنا الكثير والكثير وحذرنا منذ بداية وخلال فترة الحرب والعدوان على الشعب اليمني ودولته، من ان هذه الدول العدوانية إنما جائت بهدف تقسيم وتفتيت اليمن من الداخل وتتٱمر على وحدة الوطن وتنهب ثرواته وتهيمن عليه ولها فيه مطامع كثيرة، وهو ما حصل في الواقع.. لقد اتت لتدمير اليمن وإقتصادة ومقدرات الشعب اليمني، اتت هده الدول لتزيد من إفقار شعبنا وإضعافه وتفكيك مؤسسات دولته بما فيها المؤسسة الامنية والعسكرية.
وكما يتضح من خلال كل القرارات السياسية والعسكرية التي اتخذتها على الارض اليمنية طوال فترة الحرب كلها صبت لتحقيق هذه الاهداف، وفي مقدمتها دعم القوى الانفصالية وإنشاء ودعم مليشيات وجيوش طائفية ومناطقية ومذهبية على طول الوطن وعرضه، وتدمير البنية التحتية للدولة والاقتصاد اليمني، وضرب الوحدة الوطنية لشعب وتمزيق نسيجه الاجتماعي.
الجديد في ماقاله االمستشار الاماراتي اليوم ، قاله اليوم بطريقة رسمية وواضحة وبلا اي لبس للعالم عن الهدف الحقيقي من الحرب ، بدلا من التخفي تحت مايسمى دعم وإعادة الشرعية ، كما كانوا يدعون في تبرير تدخلهم العسكري .
لقد حذرنا طوال فترة الحرب من ان الشعب اليمني تعرض للٱكبر خديعة في التاريخ من تحالف عدواني اقليمي ودولي وقوى داخلية مرتبطة به.. قوى انفصالية داخلية وعلى راسها “المجلس الانتقالي الجنوبي” في الجنوب ، ” والحوثين” في الشمال “بقصد او بدون قصد ” ) ورغم اختلافهم وتناقضاتهم “وحروبهم ” إلا انهم جميعهم يشتركون ويتقاطعون في هدف واحد في اليمن ، وهو المشاركة في الهيمنة وتقاسم والنفوذ عليه وتفتيته من الداخل ، والعودة بالوطن اليمني الى ماقبل ثورتي سبتمبر واكتوبر المجيدتين ،
ماقالة مستشار بن زايد بنظري الان يمكن تحويله الى فرصة ودافع لكل القوى الحرة وكل الاطراف الداخلية السياسية والعسكرية لتوحيد موقفها وإعادة تصحيح مسار تحالفاتها ومواقفها ، وان يتوجه الجميع الى بناء إستراتيجية مقاومة لهذا المشروع العدواني المقسم للوطن..
يجب ان يستشعر الجميع الخطر وفي مقدمتهم الاحزاب وكل القيادات والنخب والمشايخ و ان لا يستمرون في إتاحة الفرصة لهذه القوى الانفصالية والدول العدوانية الاقليمية والدولية من الاستمرار في خداعهم والتآمر عليهم، وٱنظروا كيف اضحى شعبنا في المحافظات الجنوبية والشمالية معاناتهم واحدة ولاداعي للتفصيل ، يجب الخروج من خديعتهم ومن فخهم ومستنقهم المظلم..
اصبح العدو اليوم يلعب على المكشوف ولم يعد لليمنين وكل احزابهم ومشايخهم واحرارهم وكل نخبهم من عذر لتصحيح مواقفهم ضد الاحتلال والتمزيق والعدوان.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.