ثلاثية الانقلاب والاحتلال والدولة المختطفة
يمنات
قادري أحمد حيدر
الاهداء:
إلى الصديق الاستاذ الباحث احمد صالح الجبلي، رفيق العمر والسجن قبل اكثر من اربعة عقود … السجن الذي يدخله اليوم كمنفى قهري داخل الوطن، بسبب عدم تمكنه وقدرته على دفع إيجارات منزله العائلي، كونه لم يستلم راتبه من حوالي سنوات اربع متواصلة في حالة من العوز والحاجة لكل شيء مثله مثل غيره من موظفي الدولة الفقراء، ولذلك تم ايداعه السجن من قبل جماعة الفساد: السلطة السياسية وتواطؤ اجهزة الشرطة، والقضاء، بعد أن تمكن صاحب المنزل بسطوته المالية، وقدرته السحرية على إغواء البعض.
علما أن سجنه القهري كما يجمع رجال القانون ،هو عمل إجرائي/ اكراهي ترهيبي وخارج عن القانون ، وهي كما يبدو رسالة لنا جميعا الذين نعيش ذات الظرف.
سلطتان أختلفتا حول وفي كل شيء، ولكنهما اتفقتا على حرمان موظفي الدولة الفقراء من رواتبهم ..إنهما معا من اتخذا قرار ايصال الاستاذ/الباحث، احمد الجبلي، وغيره إلى السجن، والطرد من مساكنهم.
أدعو كل الشرفاء في الوطن إلى التضامن الاخلاقي قبل السياسي والإنساني، مع الباحث الكبير احمد الجبلي، الذي قدم للمكتبة اليمنية خلاصة عصفه الذهني، أخرها موسوعة (قاموس العرف القبلي في اليمن). من ثلاثة اجزاء وكأنهم يردون له جميل عطائه بالسجن. وكأن سلطتي صنعاء وعدن، يقتطعون رواتب فقراء البلاد ليقتلوهم بالتجويع، والسجن، ودعما للمجهود الحربي، الذي يقتلنا في كل لحظة.
إليه: في سجنه القهري، مع خالص محبتي ومودتي.
حقا إننا أمام قيادات سياسية (على مستوى السلطة / الدولة / وعلى مستوى الأحزاب)، قيادات استقالت عن دورها، حتى صارت مستلبة الإرادة، منفية عن واقعها ومغتربة عن نفسها (منفية اختيارياً)، هي من هناك (البعيد/ الخارج) تدير أمورها، وتريد واهمة أن تحل مشاكل (هنا) البلاد/ الشعب، والوطن، والدولة، وهنا تكمن مأساتنا الذاتية والواقعية : السياسية، والوطنية.
قيادات هي في الواقع جزء أساسي من مأساتنا الذاتية، والوطنية تحجب عنا، حقيقة أن أزمتنا الإنسانية التي يعيشها شعبنا هم موضوعياً جزء أصيل من منتجيها ، أو هُمْ –على الأقل- أحد الأطراف المساهمة في إنتاجها، شئنا أم أبينا، وهو ما لا يدركه البعض، أو يتغافل عنه عمداً. إن صمتهم وسلبيتهم بل ومشاركتهم السياسية الضمنية في كل ما يجري، هو أحد الأسباب في مضاعفة ومراكمة الأزمة بشقيها: السياسي، والإنساني. إنهم مغيبون عن الفعل السياسي، والعملي، ولذلك هم منفيون عن أنفسهم، يعيشون منفاهم الإختياري، إن صح التعبير، ومفصولون عن الواقع، بعد أن ألقمهم الإحتلال السعودي/ الإماراتي مناصب ومواقع ومرتبات خيالية دوناً عن كل اليمنين الذين لا يستلم أكثر من 70 % منهم مرتباتهم لما يقارب الأربع سنوات، ويعيشون حالة الفاقة والجوع والمرض والحصار متعدد التسميات..حتى الطرد من منازلهم المؤجرة للعديد منهم، بل وحتى سجنهم القهري، ومثالنا هنا الاستاذ القدير/احمد الجبلي .
ولذلك استبدلوا- اقصد القيادات السياسية-، اختيارياً الواقع الأصيل، بالمنفى الجميل، بل أنهم استقالوا عن جميع مهامهم السياسية والتنظيمية ، وأدوارهم الوطنية في مرحلة استثنائية تاريخية حرجة، وفارقة يتحدد فيها معنى “أن نكون أو لا نكون”.
ومن هنا تجدهم ينظرون، وينظرون عن الواقع من خلال “وعي شقي”وعي المنفى، وعي أزماتهم الذاتية .. إنهم ينظرون في مرايا مهشمة، فلا يكادون يرون في أحسن الأحوال، إلا صور ذواتهم المتصارعة، القلقة، المشوهة، أو أنهم يروننا (شعبهم) كمسوخ، وسراب.
إنها غربة ومنفى اختياريان من صناعة عقولهم وأيديهم .. اغتراب صنعه خذلانهم للناس (أحزابهم/ وشعبهم). والخمس السنوات المنصرمة من الخراب العظيم يقول لنا بأكثر من خطاب وبأكثر من معنى وقول إننا أمام كيانات ديناصورية، يحاول إعلامها الخاص، وإعلام الإحتلال/ التحالف أن يصنع منهم نجوما تضيء فضاءات معتمة، مهمتها تبرير وشرعنة الإحتلال، وكل ما يجري في الواقع، بعد أن تحول شعار “استعادة الدولة” إلى أسطورة وخرافة يخجل مروجوها من تكرار إعلان ترديدها. قيادات سياسية، ونخب مدنية وثقافية، فقدوا جميعاً استقلاليتهم الذاتية: السياسية والوطنية ، ولايخجلون من تداد بيانات مكرورة ميتة عن “السلام”، و”الوطن”، والوحدة .
قد أجد نسبياً ما يبرر لبعض من هم في الداخل بسبب واقع الإكراهات الوحشية ضدهم، ولكن لا عزاء لمن يتماهون بوعي، وتحت ضغط المصالح الصغيرة، مع شرعنة ما يحصل في كل البلاد، شمالاً وجنوباً .. قيادات سياسية، ونخب مدنية وثقافية تماهوا واندمجوا مع جماعات وقوى – ما قبل الدولة – وفقاً لحساباتهم الخاصة.
من غير المقبول أن نكون محكومين رديئين أمام حكامنا المحليين ، فما بالنا قد قبلنا أن نكون المحكومين الأسوأ في التاريخ، أمام محتلين صغار، هم في الأصل ، تابعين ومستعمرين للخارج الاستعماري العولمي، يدفعون إتاوات شهرية وسنوية لاستمرار بقائهم في الحكم، وكأننا صرنا “خُداَم خُداَم الجرافي”. خدام لمحتل حضر إلى بلادنا باسم “تحريرنا”، وكل قوته، وإمكاناته، المال (الريع النفطي)، احتلنا ليس لافضليته، ولا لقوته، ولا للمثال الذي يقدمه، بل لضعف الإرادة فينا، ولانقسامنا على بعضنا البعض، ما جعلنا أو أوصلنا إلى أن نكون مستسلبين للأضعف من حولنا، ولمن هو- بعضه على الأقل- بلا هوية ولا تاريخ ، ليقع اليمن الإنسان، والتاريخ ، والحضارة، فريسة “الآخر” الذي لا تاريخ له، بل هو الأضعف بكل المقاييس، والأقل جدارة بالقيادة على أي مستوى كان.
إن بعض حكام الخليج يتوهمون تحت بعض الضواغط الاستثنائية التي يمر بها اليمنيين، بأنهم قادرون على فرض احتلالهم لشعب يفتخر حد جنون العظمة بأمرين: (تاريخهم)، و(حريتهم/ كرامتهم)، وهنا بداية ونهاية سقوط أوهامهم بذلك. إننا شعب يكره الاستبداد، والأجنبي (الاستعمار) تحت أي مسمى جاء بقدر عشق البعض للسلطة والمال. وقديما قيل أن أرسطو نصح الاسكندر المقدوني “كي يتجنب الصراع مع قوم يفتخرون بحريتهم، لأنه يصعب عندئذ التغلب عليهم بصفتهم أحراراً”(1)
إن ما أقوله وأدعو إليه ليس محاولة لتعويض سيكولوجي لتبرير العجز فينا، بالعودة لتاريخنا والاحتماء به: (اليمن / الإنسان ، التاريخ والحضارة)، ولكنه تأكيد لحقيقة موضوعية تاريخية وذاتية، تقف نقيضاً لحالة عجزنا الراهن، في قبولنا – أو البعض منا – بأن نكون تابعين لتابع متخلف عنا بكل المعايير والمقاييس، وما يزال حتى اللحظة مصيره، كدولة وثروة بيد غيره . وهنا تكمن مأساة هزيمتنا/ اغترابنا المزدوج .. والسبب فقداننا لبوصلة الرؤية، وتدميرنا وحدة إرادتنا بأيدينا. لقد تحولنا – وهذا ليس جَلْدا للذات أو حالة سيكوباثية/ ماسوشية – إلى ذوات سياسية محتلة/ مستلبة مغتربة عن الذات والواقع والتاريخ، يتحكم بناء الخارج التابع، والضعيف بدرجة أساسية، والدليل على ذلك فقداننا – قيادة/ وأحزاباً – للمبادرة على كافة المستويات، وحضورنا كتابعين في كل مواقع القرار، لما يقرره الخارج.
إن قمة الإستلاب للاحتلال، إنما يقوله مشهد اصطفاف قيادة البلاد: من الرئيس، إلى نائبه، إلى رئيس الحكومة، إلى رئيس وأعضاء مجلس النواب والشورى، أمام ولي العهد السعودي لأداء التحية، ولتلقي التعليمات حول ما يجب أن يقال وما لايقال، ولإثبات تجديد الولاء للمحتل “الصغير” القادم في صيغة محرر لاستعادة الدولة!! ، وهو فعلياً وعملياً من يعوق مشروع ميلاد الدولة، ناهيك عن استعادتها. فكيف يكون محرراً، هو من يحتل قرارنا السياسي والعسكري والإقتصادي، وحتى الأمني؟
لقد سمعنا وقرأنا في السرديات التاريخية عن عملاء للمستعمر يمتدحونه، ولكنني أزعم أنني لأول مرة في تاريخ اليمينين أرى أو أسمع من بعض البعض من اليمينين: قادة ، ونخب سياسية وثقافية، تمتدح المحتل على احتلاله لنا في مدائح مجانية، هي قصائد تعكس هوان النفس على المرء: “من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام”. وهناك – مع الأسف- من يقدم مدائحه القصائدية ببلاغة سياسية ممجوجة ممتلئة بالمهانة والذل، تفضح روح الهزيمة في داخل الروح، خلاصتها أن الظاهرة الإحتلالية الإستعمارية تحولت إلى “ثقافة” عند البعض، تكشف روح الهزيمة في داخل البعض منا.
إنهم يهجون انفسهم ويمرغون صورة الوطن في وحل أوهامهم، بل أن هناك من يذهب به التفكير الإعتباطي لتبرير ما يحصل في البلاد بالمقارنة مع التدخل العربي المصري القومي التحرري لدعم ثورة 26/ سبتمبر 1962م، ذلك الحضور القومي العسكري المصري الذي جاء رداً على التدخل السعودي والرجعي والاستعماري، بل وحتى الإسرائيلي، ضد ثورة 26 سبتمبر 1962م من لحظة إعلان قيام الثورة .
علينا أن نقر ونبين أن الحضور الداعم والمساند من طرف قومي عربي جاء ضمن سياق مشروع سياسي وطني/ قومي تحرري ، كانت مصر عبدالناصر رائدته وقائدته.. اصطفاف بدأ وطنيا في صورة حالة شعبية وثورية وطنية يمنية، ليمتد إلى مصر العروبة بدرجة أساسية، إلى دور مساند، ودعم سوري جزائري عراقي، إلى دعم تحرري عالمي روسي صيني (المعسكر الاشتراكي). إننا أمام سياقين مختلفين للتدخل وللمساندة والدعم، قواهما وأهدافهما مختلفان: الأول، جاء في صورة دور مصر عبدالناصر لدعم ثورة شعب، والآخر (السعودي الأردني/ الايراني الاستعماري الاسرائيلي)، جاء في صورة ثورة مضادة رجعية عالمية.
لقد ساورت العديد منا شكوك أو تمنيات (تفكير بالتمني)، من أن التدخل السعودي وربيبته الإمارات، ممكن أن يتحول إلى شيء من المساهمة في استعادة الدولة.
على أنها، كما تقول الحقائق والوقائع، ليست أكثر من تمنيات هي إلى الأوهام أقرب. وقد يكون أحد عوامل هذه الشكوك/ التمنيات الرغائبية عائدة إلى حالة العجز فينا،(شرعية/وقيادات مكونات سياسية مشغولة بذاتها)، أو أن سببها يكمن في هول صدمتنا بالانقلاب الحوثي / صالح، صدمة، لم تكن متوقعة، على أجمل وأنبل عملية سياسية حوارية سلمية. لقد كانت تمنيات مفصولة عن الواقع، ولا تسندها معطيات التاريخ، ولذلك تحول التحالف سريعاً إلى الاحتلال، في صورة ما يحصل على الأرض، وبعد أن تأكد لنا بالملموس “أن حسابات الحقل لم تساو ، بل ناقضت حسابات البيدر”، بعد أن تحول التحالف إلى “عناق حد الخناق”، عبر جعلهم الحرب حالة مستدامة مع الأطراف الأخرى المشاركة في الحرب، والمستفيدة من استمرارها بدون غاية ولا هدف، إلا تقسيم الأرض واقتسام البلاد: سلطة، وثروة بين أطراف داخلية وخارجية، وبالنتيجة العمل على منع استعادة الدولة وفقا لنصوص مخرجات الحوار الوطني الشامل، وهنا تلتقي مصالح جميع أطراف الحرب، الداخلية والخارجية .
علينا أن نقر ونعترف بملء الفم وبالصوت الجهوري الملآن بروح المقاومة في داخلنا لجميع أشكال الإحتلالات، من أن التحالف في تجلياته السياسية والعسكرية والأمنية ، وفي تدميره للبنى التحتية الإقتصادية (عمداً أو خطأ)، قد تحول إلى احتلال سيء السمعة والصيت، هذا بعد أن أعلنت الأمم المتحدة قرارها بــ “تصفية الاستعمار” قبل نصف قرن، إحتلال نطالعه في معظم مناطق جنوب البلاد، عبر دويلة الإمارات، كما نراه بالعين المجردة البصيرة، والمقاومة في “المهرة” و”سقطرى” من خلال محاولات السعودية، والامارات فرض احتلالهما لهاتين المحافظتين الاستراتيجيتين البعيدتين عن مناطق الصراع والحرب، بذريعة وحجة منع تهريب السلاح، الذي ينكره شعب وقيادة المحافظتين المسالمتين معلنين انتماءهما لليمن الموحد (ج .ي).
لم يعد خطاب “استعادة الدولة” من قبل “الشرعية”، والإحتلال، سوى بلاغة ميتة، وكلمات تدحضها حقائق ووقائع ما يجرى على الارض في كل اليمن، شمالاً وجنوباً ، وخاصة بعد نفي “الشرعية” وتجريدها من كل دور، ومن أية صلاحية، صار معه مفهوم “إستعادة الدولة” فارغاً من المعنى يردده البعض كنوع من تسلية النفس، لعدم قدرتهم على مواجهة حقائق الواقع كما هي ، كما تعلن عن نفسها ، ومحاولة من البعض لإيجاد صلة مشرفة لهم في تبرير وقائع الاحتلال، أو شبه الاحتلال، وايجاد ركائز مشروعية له في الواقع في صورة : مقاومة المشروع الحوثي ، وفي مواجهة الإرهاب، وفي ضرب حزب الاصلاح (الاخواني).
إن حالة الشعور بالنقص – الهوان النفسي والروحي- هي إحدى ثمار ذلك الإحتلال القادم إلينا تحت غطاء جبة “استعادة الشرعية / الدولة” .. فلا شرعية وطنية قائمة، ولا دولة منتظر عودتها، على الأقل في المدى المنظور والمتوسط – بعد أن وجدنا أنفسنا أمام دويلات ملوك القبائل والطوائف الميليشوية – بل أمام مزيد من مشاعر العجز، وتعميق الجرح في الجسد الوطني اليمني .. بعد أن سعت ميليشيات الحرب المختلفة المدعومة اقليمياً لجعل الحرب حالة مستدامة، وكأن الإحتلالات القائمة والحرب، وجهان لعملية سياسية واحدة .
وهذا الوضع المأساوي الذي نعيشه سياسياً، واجتماعياً، وإنسانياً ، ينطبق عليه بالفعل ما قاله ابن الأثير في كتابه “الكامل في التاريخ” عن المغول، مع الفارق الزمني التاريخي الذي قطعا ليس في صالحنا اليوم، حين قال عن المغول:
“لقد بقيت عدة سنين معرضاً عن ذكر هذه الحادثة، استعظاماً لها، كارهاً لذكرها، فمن ذا الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الاسلام والمسلمين … فيا ليت لم تلدني أمي ويا ليتني متَّ قبل هذا وكنت نسياً ومنسياً (…) المصيبة الكبرى التي عفت الأيام والليالي عن مثلها عمت الخلائق وخصت المسلمين فلو قال قائل إن العالم مذ خلق الله سبحانه وتعالى أدم إلى الآن لم يبتلوا بمثلها لكان صادقاً”(2) وأنا شخصياً اسقط ذلك القول على حالنا في صورة ما يجري في الشمال والجنوب من غرائب هي فوق قدرة العقل على تصورها، وفوق قدرة الروح على احتماله.. الله ما أقسى ما يجري علينا … ماذا سنقول لأولادنا، أحفادنا من بعدنا، بأي وجه سنقابل التاريخ الآتي الذي نخجل –مقدما- الآن بما سيقوله عنا “.
إن غير المصرح به في خطاب الإحتلال الذي تدل عليه ممارساته في الواقع العيني الملموس، هو ما يجب علينا كيمنيين أن نقرأه ونقدمه للناس في خطاب سياسي وطني واضح، لنكشف بُعدي العلاقة في خطاب الاحتلال: المصرح به ، والمضمر (المسكوت عنه)، الذي تعلنه ممارساته، بعد أن توزعت الأدوار بين: السعودية ، والإمارات، وايران، وتركيا بل وحتى اسرائيل، في لعبة تمرير مصالحهم في منطقتنا، وبلداننا وعلى حساب مصالحنا الوطنية والقومية التاريخية، من سوريا، إلى العراق، إلى اليمن، وليبيا، والسودان.
إن التابع للخارج في كل شيء (السعودية / الإمارات ) – مع الأسف – هو من يحاول احتلالنا، وهو من يسعى جاهداً نحو مزيد من إضعافنا كيمنيين. وهنا تكمن المفارقة الساخرة منا، ومن أوهام البعض حول امكانية استعادة الدولة عبر السعودية والامارات .. إن استعادة الدولة، هي قضيتنا وحدنا كيمنيين، ونحن وحدنا المؤهلون لإعادة إنتاجها، وقيامها بالاسترشاد بمخرجات الحوار الوطني الشامل.
نحن اليوم – قادة سياسيين ونخب ثقافية ومدنية – نقدم تنازلات مجانية عن أمور وقضايا لا يتنازل عنها إنسان طبيعي وسوي. والكارثة أننا نقدم التنازلات لكل الأطراف في خارجنا ونعف عن التنازل لبعضنا البعض، بعد أن رهنا إرادتنا للخارج .
إن المطلوب اليوم: أولاً وقبل كل شيء ، تحرير هذه الإرادة لننطلق بها ومعها نحو تحقيق مصالحنا السياسية والوطنية التاريخية، وفي مقدمتها إنتزاع مكسب الحرية والديمقراطية للجميع (المواطنة) على طريق بناء الدولة الوطنية الديمقراطية الحديثة.
المراجع:
1-نقلاً عن خيري منصور (الاستشراق والوعي السالب)، مكتبة مدبولي، ط(2)، 2005م، ص127-128
2-نفس المصدر، ص178
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.