السعودية بحاجة الى من يعيدها الى طريق الاسترشاد بالعقل والحكمة
يمنات
صلاح السقلدي
كلما يأمله الجنوبيون من السفير السعودي آلـ جابر أن يكون وسيطا نزيها لا منحازا وغريما ،ولا مندوبا ساميا يضع الكل تحت عقاله وفي جيب جلبابه الزاهي على غرار ما كان يفعل الملحق العسكري السعودي في صنعاء في ثمانينيات القرن الماضي “صالح الهديان”.
فكل الشواهد والمواقف اليوم تؤكد أن السفير آلــ جابر ومعه ضابطه المفدى مجاهد العتيبي أضحيا جزءاً من الأزمة اليمنية ومن تعقيدات القضية الجنوبية، فضلاً عن أنهما من أبرز صُنّاع أزمة الخدمات المتردية بالجنوب مع( سبق الإضرار والتكسب) وليسا جزءاً من الحل بعد أن فقدا صفة الوسيط والراعي لاتفاق الرياض وممثلا التحالف وباتا يتصرفان بشكل مدمر ليس فقط تجاه الجنوب بل تجاه الكل في الشمال والجنوب وتجاه بلدهما الذي صار على شفا جرف هار للفشل، وبالتالي فبقائهما يعني بقاء الحال كما هو من السوء، بل وسبباً في المضي به الى ما هو أسوأ من ذلك إن لم تحدث معجزة في زمن اللامعجزات .
ـ فهل فشلت السعودية بهيلمانها ووزنها وتأثيرها الهائل بأن توفر الخدمات في عدن وسائر المحافظات ولو بالحد الأدنى؟ بالتأكيد لا.
ـ وهل عجزت أغنى دولة على وجه الأرض وأكبر منتج نفطي بالكون عن توفير كم طن من الوقود لكهرباء عدن؟ أو خارت قواها المالية أمام توفير عشرات من الميجاواطا لا يتجاوز ثمنها سعر بضعة عربات قتالية أو عدة أطقم عسكرية ترسلها كل يوم الى طرف من أطراف الصراع في أبين أو في تعز ؟ بلهاء نحن أن صدقنا هذا.
ـ هل يعقل أن نصدق أن السعودية اليوم باتت لا تقوى على الضغط على الحكومة الموالية لها بصرف رواتب خلق الله الذين يتعرضون واسرهم لأكبر حالة إذلال وتجويع عبر التاريخ,وهي أي الحكومة التي بيدها كل الموارد النفطية والغازية والبنوك والمالية والقروض والمساعدات المالية الدولية وسواها من الموارد، وقابعة بوضع الاسير الذليل في فنادق أمير النفط الوثيرة؟.جنون أن نصدق هذا.
-هل يعقل أن السعودية بجلالة قدرها باتت لا حول لها ولا قوة في وقف الاشتباكات في أبين وهي التي ترسل السلاح والعتاد والمال بل والجماعات المتطرفة وتسهل لها كل السُبل للتحرك بكل الأرجاء وتمنحها تراخيص المرور وشيكات البنكنوت وأسلحة الجهاد ضد (مجوس الشمال وانقلابيي الجنوب)؟ عجبي.!
-هل التعاطي الإعلامي السعودي مع ما يجري بالساحة بالجنوبية وخصوصا الفعاليات الجماهيرية عادلاً وهي تكيل بمكيالين إعلاميين جائرين دليلاً على أن هذا السفير وضابطه الفج مجاهد العتيبي يمثلان دور الوسيط النزيه الذي يمكن الركون على نزاهتهما وحيادتيهما؟ ساذج ابن غبي من يصدق هذه السخافة.
-أيعقل أن السعودية فقدت هيبتها وأدوات ضغطها تجاه حكومة هي أصلا تقتات من فوق وتحت موائدها وأضعف من أن تعصي أمر موظف سعودي بسيط يعمل في مكتب اللجنة الخاصة ناهيك عن أمر أمير كبير؟.
-السعودية التي حشدت قضها وقضيضها ذات اليوم أمام الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي للاضطلاع بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بالشأن اليمني صارت عاجزة اليوم عن تنفيذ اتفاق هي من صاغته بيدها وفي قصورها وحمل اسم عاصمتها. هل علينا أن نلغي عقولنا ونصدق هذه الحذلقات؟
-هل المملكة التي جندت كل قدراتها السياسية والمالية والمادية في إخراج المبادرة الخليجية الى حيز الوجود في غضون شهرين صارت ما بين غمضة عين وانتباهتها عاجزة على اجبار بضعة شاردين في فنادقها على الانصياع لتنفيذ البند الأول من اتفاق هي من هندست بنوده وهي من تحرص أن يظل معلقا بين سماء الرياض وأرض مأرب ؟.
– السعودية ليست عاجزة أن تفعل كل ذلك بل هي لا تريد أن تفعل لحاجة في نفسها- على الأقل في الوقت الراهن. السعودية بقدر ما يلفها الغباء وهي تقف أمام حزب الإصلاح، فأنها تلعب ببيضة الجنوب وحجر الشمال في المكان والزمان الذين يتقاطعان مع مصالحها من المهرة شرقا الى مدينة الشعب غرباً.
. باختصار: السعودية التي بدأت الحرب بشعار (إعادة الشرعية) وانتهت بشعار (إعادة الأمل) هي بحاجة الى من يعيدها الى طريق الاسترشاد بالعقل والحكمة لعلها بذلك تساعد نفسها وتساعد الآخرين للخروج من دوامة هذه العاصفة والقاصفة التي تعصف بنا وتقصفنا جميعا بمن فينا السعودية ذاتها.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.