افق ضيق ومشاريع صغيرة
يمنات
أنس القباطي
كل يوم يزداد معارضو سلطات الامر الواقع التي تحكم البلاد، والملاحظ ان كثيرا ممن كانوا يدافعون عن هذه السلطات أصبحوا معارضين لها.
اضف الى ذلك ان بعض ممن كانوا جزء من هذه السلطات صاروا متذمرين منها ان لم يكن معارضين لها..
يعد ذلك مؤشر على ان ما كانت تلك السلطات تخفيه بات مكشوفا، وظهرت حقيقته للناس..
اليوم لم يعد خافيا امام الشعب المشاريع الصغيرة التي تنتهجها سلطات الامر الواقع، وبانت حقيقتها بوضوح بانها مجرد مشاريع مذهبية وطائفية وقروية، لن يستفيد منها غير الخارج الاقليمي والدولي في تمزيق البلد وشرذمته لتنفيذ اجنداته..
لقد اتضح جليا ان مركز المؤامرة على اليمن تستهدف وحدته بدرجة أساسية، فيما معاول هدم سلطات الامر الواقع تنهش في جسد الوحدة هدما وتخريبا وتشويها..
الخارج حينما يريد تمزيف بلد وشرذمته، يبحث عن حاملي المشاريع الصغيرة في البلد، ويمهد الطريق أمامها سواء بطرق مباشرة او غير مباشرة، مستفيدا من تواطؤ الأضداد التطلع للسلطة والشره للمال وغيرها..
ولأن افق حاملي المشاريع الصغيرة ضيقا ان لم يكن منعدما، تجدهم يمزقون بلدانهم بوعي وبدون وعي، وهم يتصارعون فيما بينهم، وهو ما يصب في خدمة الطامعين ببلدانهم..
وبمرور الزمن تتحول الصراعات بين المشاريع الصغيرة إلى صراعات داخل ذات المشاريع نفسها، وتبدأ الشللية بالتفشي، فيزداد الصراع وتتوسع رقعته، ويكون الهروب من السقوط باتجاه التسويات مع الأخر الخصم بشروط تتمحور حول تقاسم السلطة والمال العام، او الاستقوى بالخارج المتربص.
وهنا يكون الجميع قد وقع في شراك الخارج، فيبدأ الدوران في فلكه والسير وفق مشيئته، فيزداد التذمر الشعبي من الفساد والاستبداد المستشريين، فيزداد الاحتقان الشعبي، ويكون السقوط الحتمي مع اول متغير في المحيط..
لكن البديل المرحب به شعبيا، لن ينتصر للوطن المتفشي الجراح على جسده، ما يكن حاملا لمشروع وطني كبير..